«كابجيميني» تفتح مركزا للخدمات المعلوماتية في «كازاشور» بالدار البيضاء

أنشطتها تتوزع بين خدمات المصارف والنقل والتوزيع والاتصالات

آلان دونزود («الشرق الأوسط»)
TT

صادف حفل افتتاح الشركة العالمية «كابجيميني» لمركز خدماتها في منطقة «كازاشور» لخدمات الأوفشورينغ والتقنيات الجديدة أول من أمس بالدار البيضاء وضع العاهل المغربي الملك محمد السادس حجر الأساس لبناء منطقة مماثلة في تطوان، يرتقب أن تتكلف مليار درهم وتشغل 10 آلاف شخص.

وقال آلان دونزود، المدير في شركة «كابجيميني»، لـ«الشرق الأوسط»، إن تزامن هذين الحدثين كان صدفة، وقال «نحن سعداء بشكل مضاعف، وأشاطر المغرب الفرح والفخر بالنجاح الذي أحرزه في استقطاب الاستثمارات في مجال الخدمات المرحلة والتقنيات الجديدة، لأنني قد ساهمت شخصيا في الترويج للعرض المغربي مند انطلاقه».

ويتذكر دونزود زيارته للمغرب عام 2006، كمبعوث من طرف المجموعة المغربية الفرنسية ذات المنفعة الاقتصادية، التي أسسها رئيسا حكومتي البلدين آنذاك، مكلفا بمهمة الاطلاع على العرض المغربي في مجال خدمات الأوفشور والتقنيات الجديدة. وقال «كان كل شيء آنذاك مجرد خطط على الورق. وما زلت أذكر الجولة التي قمت بها آنذاك مع مدير هيئة ترويج الاستثمار للموقع الذي ستبنى عليه منطقة كازاشور، التي يشرفني اليوم أن أفتتح عليها مركز الخدمات التابع لشركة (كابجيميني)، كان الموقع يومها مجرد أرض خالية، جزء من غابة تغطيها أشجار الأوكالبتوس. غير أن الإصرار الذي لمسته لدى المسؤولين المغاربة، ولد لدي إيمانا بالمشروع وثقة كبيرة».

ويضيف دونزود «بدأنا في إنشاء النواة الأولى لفرع (كابجيميني) في المغرب خلال عام 2007، واليوم لدينا في المغرب 280 شخصا من ذوي الكفاءات العليا. ومع تسلمنا لمقرنا في كازاشور سنعمل على مضاعفة هذا العدد خلال الأشهر القليلة المقبلة. لذلك وقعنا اليوم اتفاقيات تكوين مع جامعتي محمد الخامس والحسن الثاني والمدرسة المغربية لعلوم الهندسة. ونحن الآن بصدد افتتاح مقر جديد في تكنوبوليس الرباط».

يقع مقر فرع «كابجيميني» في كازاشور على مساحة 5600 متر مربع، ويضم عمارتين من خمسة طوابق، خصص الطابق الأول بالعمارة الأولى التي تم افتتاحها أول من أمس لخدمات المصارف والنقل والتوزيع والاتصالات، والطوابق الثلاثة الأخرى للخدمات التي تتطلب مستويات عالية من الأمن.

اليوم أصبحت منطقة كازاشور واقعا ملموسا تمتد بناياتها على 280 ألف متر مربع. وتؤوي المنطقة حاليا في الشطرين الأولين اللذين تم إنجازهما نحو 50 شركة، من بينها أسماء عالمية كبيرة كشركة «ديل» لصناعة الكمبيوتر، و«لوجيكا»، و«أتوس»، و«كابجيميني»، و«فيناتيك»، والمجموعة المصرفية الفرنسية «بي إن بي باريبا»، وغيرها. ويجري بناء شطر ثالث ورابع يرتقب تسليمهما في 2011.

ويشتغل اليوم في منطقة كازاشور نحو 8500 شخص، نصفهم نساء. ويرتقب أن يرتفع العدد إلى 10 آلاف شخص مع نهاية العام الحالي، وأن يتضاعف خلال السنة المقبلة مع تسليم الشطرين الجديدين.

وإلى جانب البنايات المخصصة للشركات تتضمن منطقة كازاشور الكثير من المرافق الخدماتية، انطلاقا من الخدمات الموجهة للعاملين في الشركات كحضانة للأطفال، ومجموعة من 7 مطاعم راقية، ومطعم كبير يتسع لنحو 1200 شخص، وصولا إلى الخدمات الموجهة للشركات كالجمارك والضرائب والبلدية وصحة الشغل والتكوين. كما يضم الموقع فضاء طبيعيا للنزهة مهيأ في شكل حديقة كبيرة على مساحة 8 هكتارات.

دفع النجاح الذي أحرزته منطقة كازاشور، خاصة في مجال امتصاص بطالة حاملي الشهادات الجامعية، بالحكومة المغربية إلى تكرار التجربة في مناطق أخرى من المغرب. فكانت البداية من الرباط حيث أطلق مشروع تكنوبوليس، الذي يهدف إلى تشغيل 30 ألف شخص في أفق 2015. وفي حدود اليوم تؤوي منطقة تكنوبوليس في الرباط 30 شركة وتشغل 2500 شخص. وفي الاتجاه نفسه، أعطى العاهل المغربي أول من أمس الانطلاقة لبناء منطقة «تطوان شور» في شمال البلاد. وتخطط الحكومة لإطلاق مشاريع مشابهة في فاس ووجدة ومراكش.