قالت مصادر بوزارة البترول المصرية إن مصر حققت تقدما ملموسا في مباحثاتها مع الجانب الأذربيجاني حول إمكانية ربط خط الغاز العربي بخط أنابيب نابوكو لنقل الغاز الطبيعي من تركيا إلى أوروبا. ووقع الجانب المصري أول من أمس مذكرة تفاهم بهذا الشأن مع أذربيجان، وأفادت وكالة «ترند» الأذربيجانية أمس بأن مصر أجرت مفاوضات «مع أصحاب الأسهم لمشروع نابوكو»، واتفقت على تنسيق الجهود، مشيرة إلى أنها (مصر) أصبحت إحدى الدول المنسقة للمشروع. وقالت المصادر إن «الخطوة الأخيرة بتوقيع مذكرة التفاهم جاءت ضمن حزمة اتفاقيات لتطوير التعاون المشترك في مجال صناعة الغاز الطبيعي، ولضمان أن تصبح مصر مركزا رئيسيا في منطقة الشرق الأوسط»، وأشارت إلى أن «مصر والعراق دعيا لحضور توقيع تركيا ودول في الاتحاد الأوروبي اتفاق إجازة مشروع خط أنابيب نابوكو عام 2009 حيث رأى القائمون على المشروع أن تطويره المستقبلي لا بد أن يتم بمشاركة القاهرة وبغداد عبر ربط الخط (نابوكو) بخط الغاز العربي». وكان وفد مصري رفيع المستوى برئاسة وزير البترول المصري سامح فهمي قد وصل إلى العاصمة الأذربيجانية باكو منتصف الأسبوع الماضي لإجراء مباحثات موسعة مع ناطق علييف وزير الطاقة الأذربيجاني، وعبد الله ييف رئيس الشركة الوطنية الأذربيجانية للنفط (سوكار)، وشملت المباحثات مجالات التعاون المشترك المقترحة بين البلدين، التي تشمل التعاون في مجال تكرير الزيت الخام الأذربيجاني في معامل التكرير المصرية، وتسويقه من خلال التسهيلات والبنية الأساسية المصرية التي تشمل خطوط أنابيب سوميد ومستودعات التخزين الرئيسية للربط بين البحر الأبيض والبحر الأحمر للوصول إلى الأسواق الآسيوية المستهدفة.
وبحسب بيان وزارة البترول المصرية، تم التركيز خلال المباحثات على مجالات التعاون المشترك في مجال صناعة الغاز الطبيعي، حيث تم بحث تسويق الغاز الأذربيجاني من خلال خطوط أنابيب تصدير الغاز المصرية الممتدة للدول العربية وإسالة الغاز الأذربيجاني في مصر. وقال سامح فهمي وزير البترول المصري إنه تم بحث إتاحة الفرص لشركات البترول الأذربيجانية للاشتراك في أعمال البحث والاستكشاف وتنمية حقول البترول والغاز في مصر، وقيام شركات بترول المقاولات المصرية بتنفيذ المشاريع البترولية بأذربيجان.
يذكر أن خط أنابيب غاز نابوكو هو خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من تركيا إلى النمسا، عبر بلغاريا، ورومانيا، والمجر، ويمتد الخط من أرضروم في تركيا إلى المركز الرئيسي للغاز الطبيعي في النمسا. ويدعم الاتحاد الأوروبي المشروع في محاولة لتنويع مصادر الطاقة، وتقلل الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي، فيما تعتبر روسيا مشروع نابوكو مشروعا معاديا من شأنه إضعاف نفوذها وتأثيرها في أوروبا. ومن الطريف أن تسمية خط الغاز «نابوكو» ترجع إلى مقطوعة موسيقية بهذا الاسم للموسيقار فيردي، وذلك لتأكيد الطابع الأوروبي على هوية الخط نفسه الذي أصبح ينازعه الآن الطابع العربي في سياق المشروع المصري الجديد.