قصة عدنان

علي المزيد

TT

كتبت لكم قبل أسابيع قصة باجة ومهندسها عبد الإله الدباس، تحت عنوان «قدوة عربية»، وأصدقكم القول إنني لم أتوقع ردة الفعل القوية على الموضوع، لدرجة أن المواقع الإلكترونية تناقلته، وكذلك مواقع المجاميع. ردة الفعل الإيجابية جعلتني أتلمس السبب، فاكتشفت أن السبب يعود لرغبة الناس في التعرف على نموذج ناجح من جنسهم، يعيش الظروف نفسها في العالم العربي، أي أنه ليس في بلد الفرص (أميركا أو أستراليا مثلا)، ونجاح الشخص في ظروف مماثلة لغيره، تعطي حافزا للغير للعمل، وعدم التذرع بالظروف، أيا كانت قاهرة، لذلك قررت اليوم أن أكتب لكم قصة عدنان.

عدنان هذا شاب سعودي، يدعى عدنان الخلف، وهو ليس تاجرا، بل يعمل في شركة تجارية، وفاز بجائزة الأمير سلمان بن عبد العزيز لفرع القادة، أتعرفون ماذا تعني كلمة القادة..؟ إنها تعني ببساطة الشاب الذي يستطيع أن ينجح في شركة، فرأس المال وصاحبه بحاجة للقوي الأمين الذي يحرز تقدما للشركة، وتقدما للعمل، وتقدما لنفسه.

عدنان بدأ حياته موظفا واقفا، أي من دون كرسي، وفي الأرشيف، نتيجة مضايقة الغير له، ولكنه أصر على النجاح، حتى اكتشفه صاحب العمل، فتمت ترقيته تدريجيا، حتى أصبح الرئيس التنفيذي للشركة، واستمر يحقق النجاح حتى تقاعد رب العمل عن العمل، وسلم العمل لأبنائه، كتب عدنان للأبناء استراتيجية العمل الجديد، ولكنها بدت غير مقنعة للشباب الجدد، أو مخالفة لتوجهاتهم. قرر عدنان الاستقالة دون أن يجد عملا، وذلك لرغبته في أن لا يُسَجل فشل باسمه، وظل ثلاثة أشهر من دون عمل، وفجأة برز الأمل من جديد، إذ عرضت عليه شركة «العربية للعود» أن يكون المدير الإقليمي للشركة في جدة، وفعلا حدث ذلك، إذ أعطى عدنان وعدا شفهيا بقبول العمل، في هذه الأثناء عاد إليه أصحاب العمل السابقون عارضين عليه العمل معهم، ولكنه اعتذر بلباقة لأنه التزم، انتبهوا.. لم يوقع العقد بعد، ويرغب في العودة لمكان يعرفه، ولكنه اعتذر..! واحد من أهم أسباب النجاح ألا تخل بوعد قطعته على نفسك.

بدأ العمل في شركته الجديدة، حتى تطور من مدير إقليم لمنطقة، ليصبح رئيسا تنفيذيا لكامل الشركة، وينجح في عمله الجديد، ويفوز بجائزة مهمة في العالم العربي.

ذكرت لكم قصة نجاح عدنان، ولم أقصص عليكم قصة نجاح عبد العزيز الجاسر، صاحب «العربية للعود»، هذا الاسم الذي وصل لندن، أعدكم بأن أقص القصة عليكم في مقال لاحق، ما لم يعترض الجاسر عليَّ.. ودمتم.

*كاتب اقتصادي