إيران تتحول إلى عملات غير اليورو والدولار لتحصيل قيمة صادراتها من النفط

تدرس مع الصين استخدام اليوان في معاملاتهما التجارية لمواجهة العقوبات

أوراق نقدية إيرانية («الشرق الأوسط»)
TT

نقلت وكالة «مهر» الإيرانية شبه الرسمية أمس عن مسؤول بارز قوله إن إيران ستتحول إلى عملات غير اليورو والدولار لتحصيل قيمة صادراتها من النفط. وقال محمد رضا رحيمي النائب الأول للرئيس الإيراني «نحن أحرار في اختيار العملة التي تدفع بها قيمة صادراتنا من النفط وهذه المسألة ستعتمد على مصالح إيران.. المهم هو استبعاد اليورو والدولار». وأضاف «سنتحول من اليورو والدولار إلى أي عملة أخرى». وتشكل العقوبات الجديدة التي فرضتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة على إيران المزيد من العوائق على قطاع التمويل والقطاع المصرفي في البلاد مما قد يعطل تعاملات إيران باليورو والدولار. ولتجنب ذلك تناقش إيران التحول إلى عملات أخرى. وتجاهل زعماء إيران أثر العقوبات المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي الذي يخشى الغرب أن يكون هادفا إلى إنتاج سلاح نووي. وتقول إيران إنه يهدف فقط إلى توليد الكهرباء. وقال مسؤول إيراني الأسبوع الماضي إن طهران ستتحول إلى الدرهم الإماراتي بدلا من اليورو للتغلب على أثر العقوبات، ورفض محافظ بنك الإمارات المركزي يوم الثلاثاء الماضي تقارير عن أن إيران قد تسعى لبيع نفطها لأوروبا بالدرهم الإماراتي للتغلب على العقوبات. والدولار هو العملة التي يقيم بها النفط عالميا لكن إيران تحولت إلى اليورو في الصفقات الأوروبية بعد سنوات من العقوبات.

وتجري إيران والصين محادثات حول استخدام اليوان لتسوية صفقات النفط والمشاريع فيما تعمل العقوبات المشددة من جانب الولايات المتحدة وأوروبا على عزل طهران بصورة أكبر عن النظام المالي العالمي. وقالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن شركة «سينوبك» الصينية للتكرير المملوكة للدولة أثارت الفكرة منذ عدة شهور وإن إيران قدمت مؤخرا المزيد من المقترحات الرسمية للصين. وأضافت المصادر أن الاقتراح ينص على أن تفتح إيران ثالث أكبر مورد للنفط للصين حسابا باليوان في بنك صيني وتتلقى مدفوعات عن إمداداتها من الخام ويمكن أن يسدد هذا الحساب جزئيا مبيعات إيران من الوقود والمعدات وغيرها من المشاريع مع الصين. وبينما يرى الجانبان في ذلك حلا ممكنا من الناحية العملية تشعر الصين بالقلق من أن هذا التحول ينطوي على مخاطرة سياسية كبيرة. كما يعني أن الصين ستخسر مكاسب محتملة من التحوط بالعملات العالمية الأخرى مثل اليورو. وقال مسؤول في شركة نفط حكومية طلب عدم نشر اسمه «في هذا الوقت من الصعب على الصين أن تبدي موافقة صريحة. لكننا نرى الحاجة إلى تلك الخطوة إذ أننا نواجه صعوبات في التجارة مع إيران، مثلا عندما نستخدم سفنا إيرانية أو نحتاج أن تصدر إيران خطاب اعتماد». ولم يتسن الاتصال على الفور بالمتحدث باسم «سينوبك» للتعقيب. واليوان ليس العملة الوحيدة التي تريد إيران التحول لاستخدامها. فقد اقترحت إيران في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على اليابان إتمام الصفقات فيما بينهما بعملتيهما المحليتين. والأسبوع الماضي قال مسؤول إيراني إن طهران تبحث فكرة استخدام الدرهم الإماراتي بدلا من اليورو كوسيلة محتملة لمواجهة العقوبات الأوروبية المشددة وهي الفكرة التي وصفتها دولة الإمارات العربية فيما بعد على أنها مزحة. لكن استخدام اليوان فكرة معقولة على نحو أكبر نظرا لحجم التجارة والعلاقات بين بكين وطهران. وبلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 21.2 مليار دولار العام الماضي. من جهة أخرى نقلت وكالة «مهر» الإيرانية شبه الرسمية للأنباء عن مسؤول رفيع قوله أمس إن إيران تعتزم إصدار سندات بقيمة 11.5 مليار يورو (14.8 مليار دولار) بحلول مارس (آذار) 2011 للمساعدة في تمويل تطوير قطاع الطاقة.

ويقول محللون إن إيران تحتاج إلى تمويل لتحديث وتوسيع قطاع النفط والغاز الإيراني لكن الشركات الغربية على وجه الخصوص باتت أكثر تحفظا تجاه الاستثمار في إيران أحد البلدان الرئيسية المصدرة للنفط بسبب النزاع مع الغرب بشأن برنامجها النووي. وقال محمد رضا رحيمي النائب الأول للرئيس الإيراني «بنهاية هذه السنة (الفارسية في مارس 2011) سنصدر سندات بقيمة 11.5 مليار يورو للمساعدة في تمويل مشاريع للنفط والغاز وإنشاء محطات للكهرباء». وقال وزير النفط الإيراني مسعود مير كاظمي في مايو (أيار) إن بلاده تحتاج إلى استثمارات في قطاع النفط والغاز بقيمة 25 مليار دولار وقد تتحول إلى مستورد للنفط بسبب الافتقار إلى هذا التمويل. وفرضت الولايات المتحدة والأمم المتحدة عقوبات على إيران أحد أكبر البلدان المنتجة للنفط والغاز في العالم مما أجبر شركات الطاقة العالمية على الخروج من البلاد. وتلجأ الجمهورية الإسلامية إلى شركات آسيوية كبديل لذلك لكن هذه الشركات تفتقر غالبا إلى التكنولوجيا اللازمة لتنفيذ مشاريع النفط والغاز، وتخشى واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون من أن يكون برنامج إيران النووي غطاء لصنع قنابل نووية، وتقول إيران إنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية. من ناحية أخرى قالت مصادر أمس إن شركة «تشوهاي تشينرونغ» الصينية المملوكة للدولة باعت أولى شحناتها من البنزين إلى إيران في عامين على الأقل. وأضافت المصادر أن «تشينرونغ» وهي أكبر شركة نقل في العالم للخام الإيراني تشحن 250 ألف برميل من وقود السيارات على متن ناقلة متوسطة الحجم تسمى فير أريس. وذكرت المصادر أنه من المتوقع أن تفرغ الناقلة التي تحمل شحنة البنزين من ميناء جبل علي في دولة الإمارات العربية المتحدة شحنتها في ميناء بندر عباس الإيراني خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال مصدر قريب من عملية الشحن «ستفرغ الناقلة حمولتها خلال الأيام القليلة المقبلة لم تأت مباشرة من الصين أو سنغافورة... تم تحميل الناقلة في جبل علي». وتشتري إيران العضو في منظمة «أوبك» نحو نصف وارداتها الشهرية من البنزين من شركات صينية. واستوردت طهران 90 ألف برميل يوميا تقريبا من البنزين في يوليو (تموز). من جانب آخر ذكر بيان لوزارة النفط الإيرانية أمس أن إيران وتركيا وقعتا اتفاقا بقيمة مليار يورو (1.29 مليار دولار) لإنشاء خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من الجمهورية الإسلامية إلى تركيا. وقال البيان «جرى توقيع الاتفاق البالغ قيمته مليار يورو لإنشاء خط أنابيب للغاز طوله 660 كيلومترا أول من أمس الخميس خلال زيارة وزير النفط الإيراني لتركيا». وذكر البيان أيضا أن هناك محادثات تجري بشأن تصدير الغاز الطبيعي الإيراني إلى أوروبا عبر تركيا ومسائل أخرى في مجال الطاقة.