مستثمرون سعوديون ودوليون يعتزمون إنشاء شركة لإنتاج ألواح الطاقة الشمسية

برأسمال 400 مليون دولار.. وبداية الإنتاج ستكون في 2012 بمدينة الجبيل الصناعية

TT

كشف تكتل مكون من مستثمرين سعوديون ودوليين عن توجههم لتأسيس شركة متخصصة في تطوير وتشغيل مصنع إنتاج ألواح الطاقة الشمسية عالية الأداء والمنتجة للطاقة ووحدات العزل والصناعات الزجاجية، وذلك برأسمال 1.5 مليار ريال (400 مليون دولار).

وقال عبد الرحمن الجبر رئيس مجموعة «أزميل» القابضة، التي تقود التكتل، إن مقر شركة «ازين» للطاقة والصناعات الزجاجية - شركة مساهمة مقفلة تحت التأسيس - سيكون في مدينة الجبيل الصناعية، وهي التي تسعى لإنتاج ألواح الطاقة الشمسية عالية الأداء المنتجة للطاقة ووحدات العزل الحراري الموفرة للطاقة باستخدام تقنية النانو.

وبدأت «أزميل» القابضة مع عدد من رجال الأعمال الخطوات التأسيسية للشركة والمتخصصة في تطوير وتشغيل مصنع متكامل عالي التقنية، وأشار الجبر إلى أن الشركة أقامت تحالفات استراتيجية مع شركات عالمية متخصصة وذات خبرة في مجال إنتاج واستخدامات الطاقة المتجددة باستخدام تقنية النانو. وأضاف: «تعتبر منتجات الشركة من المواد الأساسية الداخلة في صناعة المباني الخضراء، بما يواكب التوجه المحلي والإقليمي والعالمي في مجال الطاقة المتجددة».

وبحسب معلومات حصلت «الشرق الأوسط» عليها فإن الإنتاج سيبدأ خلال عام 2012، في الوقت الذي تم فيه الانتهاء من اختيار الأرض في مدينة الجبيل الصناعية، والحصول على كل التراخيص والإجراءات اللازمة لإقامة المصنع، والحصول على بعض المواد الخام المساندة في التصنيع.

وأشار الجبر إلى أن شرائح عملاء الشركة لن تقتصر على المشاريع الجديدة، أو تلك التي هي في طور الاستبدال والتطوير، بل ستشمل أيضا المشاريع القائمة التي تعاني من ارتفاع تكاليف استهلاكها من الطاقة، حيث ستقدم منتجات الشركة حلولا اقتصادية عالية لهذه المشاريع. وتصل وحدات الطاقة الضوئية الساقطة على المملكة نحو 2200 كيلووات لكل متر مربع في العام، في الوقت الذي تأتي أهمية الطاقة الشمسية من كونها طاقة هائلة يمكن استغلالها في أي مكان وتشكل مصدرا مجانيا للوقود لا ينضب، كما تعتبر طاقة نظيفة بحسب ما ذكرته دراسة حديثة للغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية.

وأكد رئيس مجموعة «أزميل» القابضة أن بعض القطاعات الخاصة والحكومية انتهجت استراتيجيتها لتوليد الكهرباء باستخدام تقنيات الطاقة المتجددة، كشركة «أرامكو» السعودية وشركة الكهرباء وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا، حيث كان آخر المشاريع محطة التحلية والكهرباء للإنتاج المزدوج في منطقة الخفجي، التي تعتمد كليا على الطاقة الشمسية وبتقنية خاصة تم تطويرها في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.

ولفت إلى أن قيام المشروع يواكب قرار خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، التي ستضع الاستراتيجيات المستقبلية لإنتاج نسبة معينة من الكهرباء باستخدام الطاقة المتجددة. وتشير الدراسات إلى توقعات بزيادة الطلب على الطاقة في السعودية بمعدل 4.5 في المائة سنويا حتى عام 2023، في الوقت الذي تحتاج السعودية لمواجهة تلك الزيادة إلى رفع طاقتها من إنتاج الكهرباء بنحو 30 غيغاواط. بالإضافة إلى أن تحول الصناعات إلى صناعات كثيفة على صعيد استهلاك الطاقة كجزء من تنويع القاعدة الاقتصادية للمملكة من شأنه أن يسرع الطلب على الطاقة الكهربائية في البلاد أيضا.

يذكر أن التأثيرات البيئية السلبية الناتجة عن احتراق الوقود، وكذلك المسائل المتصلة بإمدادات الطاقة على المدى البعيد، ساهمت في زيادة الوعي لدى صناع القرار في المنطقة والعالم، وشجعت على اللجوء إلى تكنولوجيا الطاقة المتجددة، مما دفع بالكثير من دول العالم إلى تطبيق السياسات الهادفة إلى إنتاج تلك الطاقة واستعمالها في الكثير من المشاريع، التي ساهمت في زيادة إنتاج الطاقة المتجددة والتقليل من انبعاثات غاز أول أكسيد الكربون. ويصل حجم الاستثمار العالمي في مجال الطاقة الشمسية نحو 20 مليار دولار، وتزيد المساحة المستخدمة حاليا لتجميع الطاقة الشمسية في العالم عن 140 مليون متر مربع، تنمو بنحو 10 ملايين متر مربع وفقا لما ذكرته غرفة الشرقية في دراسة بعنوان «اقتصاديات الطاقة الشمسية في السعودية».