«أرامكو» السعودية: بيع حصتنا في «بترولوب» تم بشفافية وعدالة.. وتسعير أسهمها خاضع لإشراف هيئة سوق المال

عبد اللطيف العثمان النائب الأعلى للرئيس للشؤون المالية لـالشرق الأوسط»: توسع استثماراتنا في قطاع البتروكيماويات يؤكد مكانة الشركة وقدرتها

عبد اللطيف العثمان
TT

أكدت شركة «أرامكو» السعودية أن بيعها حصتها في الشركة السعودية لزيوت التشحيم «بترولوب» المتخصصة في مزج زيوت التشحيم وتسويقها، وهي العملية التي تمت قبل ثلاث سنوات، تم «بطريقة منهجية ومنظمة وشفافة، وبإنصاف وعدالة، وبشكل يتماشى مع توجيهات الدولة التي تدعم الخصخصة»، مشيرة إلى أن إجراءات البيع أتاحت للشريكين في شركة «بترولوب» («أرامكو» السعودية و«اكسون موبيل») الحصول على سعر مناسب يمثل قيمة عادلة لأصول «بترولوب» في عام 2007.

وقال عبد اللطيف بن أحمد العثمان، النائب الأعلى للرئيس للشؤون المالية في «أرامكو» السعودية، في لقاء مع «الشرق الأوسط» من لندن، حيث يوجد هناك في مهمة عمل، إن «بشأن ما نشر من تصريحات عن سعر سهم الشركة عند طرحها للاكتتاب العام فإن لدى هيئة سوق المال آليات لتقييم أسهم الشركات قبل طرحها للاكتتاب، لضمان تسعير السهم بشكل عادل، وحفظ حقوق المساهمين والمتداولين في سوق الأسهم».

وردا على سؤال آخر، أكد العثمان أن توجه «أرامكو» للاستثمار في مشاريع التكرير داخل السعودية وخارجها، يؤكد «مكانة وقدرة الشركة على الدخول مع شركات عالمية في مشاريع ذات حجم وتقنيات عالية، كما أنه دليل على القدرة المالية لعدد من المؤسسات المالية في المملكة على الاضطلاع بدور رئيسي في التمويل».

وكانت «أرامكو» قد باعت حصتها من شركة «بترولوب» لزيوت التشحيم، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2007، وهي شركة أنشئت بهدف تلبية الحاجة المتزايدة لزيوت ومواد التشحيم في المملكة، وتصدر منتجاتها إلى أكثر من 20 دولة. وتأسست «بترولوب» عام 1968 كمشروع مشترك بين «بترومين» (71%) و«اكسون موبيل» (29%). وفي عام 1996، آلت إلى «أرامكو» السعودية حصة «بترومين» في شركة «بترولوب». وتقوم الشركة بتشغيل مرافق مزج مواد التشحيم في الرياض والجبيل. وبعد تحويل حصة «بترومين» في الشركة إلى «أرامكو» السعودية عام 1997 تمت إعادة تسمية الشركة لتصبح «الشركة العربية السعودية لزيوت التشحيم» (بترولوب)، وظل منتجها الشهير زيوت بترومين يحمل الاسم منذ منتصف السبعينات.

وتم بيع «بترولوب» لصالح شركة التقدم للخدمات البترولية المحدودة، إحدى شركات مجموعة «الدباغ» السعودية، التي تأهلت للفوز بصفقة شرائها، وقدرت مصادر قيمة الصفقة بنحو 451 مليون ريال (نحو 120 مليون دولار)، وكانت «بترولوب» تمتلك عند بيعها ثلاثة مصانع للزيوت تتوزع في الرياض، وجدة، والجبيل، بطاقة إنتاجية تصل إلى ستة ملايين برميل من زيوت الشحوم والشحوم سنويا، ومصنعا لإنتاج البراميل في الرياض لتغطية احتياجاتها من البراميل الجديدة والتي تزيد على 400 ألف برميل في العام. وأجرت الشركة خططا للتوسع، حيث أبرمت اتفاقيات لخلط زيوت بترومين وتسويقها في كل من المغرب، وسورية، وباكستان، ومصر. وكانت قد أوقفت في مطلع عام 2007 خطوط الإنتاج في مصنع جدة الذي بدأ إنتاجه عام 1975 بطاقة مليون برميل سنويا.

* نلاحظ مؤخرا زيادة في استثمارات شركة «أرامكو» السعودية في مجال التكرير والبتروكيماويات.. هل يدل ذلك على وجود ملاءة مالية مريحة لدى الشركة؟

- استثمارات «أرامكو» السعودية في مجال التكرير جزء من استراتيجية تعمل بموجبها منذ أن أصبحت شركة «أرامكو»، المملوكة في السابق لشركات بترول مختلفة، شركة سعودية بالكامل عام 1988، ولذلك توجد لدى «أرامكو» السعودية استثمارات في التكرير في معظم البلدان الرئيسية المستهلكة للبترول، في الولايات المتحدة والصين واليابان وجمهورية كوريا. وتأتي استثمارات «أرامكو» السعودية الجديدة في المملكة في التكرير والبتروكيماويات امتدادا لهذا المسار، لما يحققه ذلك من تكامل لصناعة البترول. كما أن تلك الاستثمارات تحقق للاقتصاد الوطني قيمة مضافة، إذا أخذنا في الاعتبار أن بعض هذه المشاريع يحتوي على مجمع بتروكيميائي سينتج منتجات بتروكيميائية تنتج لأول مرة في المملكة. وهو ما يساعد في إيجاد استثمارات لاحقة محلية لهذه المنتجات. ولعلي هنا أشير إلى أن هذه المشاريع تؤكد مكانة وقدرة الشركة على الدخول مع شركات عالمية في مشاريع ذات حجم وتقنيات عالية، كما أنها دليل على القدرة المالية لعدد من المؤسسات المالية في المملكة على الاضطلاع بدور رئيسي في التمويل. وأجد هذه فرصة مناسبة للإشادة بهذا الدور الذي تقوم به السوق المالية المحلية.

* إذن، كيف تفسر للمتابع أن يرى «أرامكو» السعودية بهذا الزخم من الاستثمارات في هذا المجال، ويراها في المقابل تخرج من بعض استثماراتها، مثل بيع مشروع «بترولوب»؟

- كما تعلم، ويعلم القارئ، أن «أرامكو» السعودية شركة تعمل على أسس وقواعد تجارية وفقا لنظامها، وبالتالي يخضع قرار الاستثمار لديها سواء بالبيع أو الشراء إلى المعايير والاعتبارات التجارية البحتة وجدوى هذا الاستثمار. وللإجابة عن استفسارك على وجه التحديد، فيما يخص بيع شركة «بترولوب»، فكما تعلم فإن سوق مزج الزيوت الذي تعمل في مجاله شركة «بترولوب» هو مجال مفتوح لعدد من شركات القطاع الخاص، وعندما آلت مجموعة من الشركات التابعة للمؤسسة العامة للبترول والمعادن «بترومين» إلى «أرامكو» السعودية وجدت الشركة أن هذا النوع لا يتماشى مع استراتيجيتها التشغيلية، علاوة على محدودية عائد مجال هذه الزيوت. وعلى ضوء ذلك اتخذت الشركة قرارا ببيع حصتها إلى القطاع الخاص الذي يمكنه تطوير هذه الصناعة، وليتحقق بذلك، من جهة أخرى، تخصيص بعض المنشآت والمرافق، تمشيا مع توجه الدولة في تعزيز مساهمة دور القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني.

* هل تم بيع هذه الحصة وفق إجراءات تنافسية؟

- صممت إجراءات عملية البيع المشتركة التي وضعتها «أرامكو» السعودية و«اكسون موبيل» بحيث تكون شديدة الانضباط، ولتتصف بالتنافسية والشفافية، لضمان معاملة الأطراف الراغبة في الشراء بإنصاف، وعدل، ومساواة، مع حصول الشريكين على قيمة عادلة مقابل أصول «بترولوب». وكان الشريكان مهتمين بحماية الموظفين باعتبار ذلك من شروط الصفقة، وهو ما تم بالفعل.

وقد حدد الشريكان، بالتعاون مع مستشار مالي، 100 مستثمر محلي وإقليمي قد يكونون راغبين ومؤهلين لشراء «بترولوب». ويشمل ذلك العدد مستثمرين في قطاعات زيوت التشحيم وتوكيلات السيارات وتوريد الوقود وشركات خاصة وشركات قابضة وأفرادا.

وخلال عدة أشهر، تم إخضاع مقدمي العطاءات المحتملين، الذين تم تحديدهم في البداية، لعملية مراجعة وإثبات تأهيل مكثفة كانت نتيجتها دعوة 18 منهم لتقديم عطاءات مغلقة. فتقدم خمسة، ومنهم مشروع «هندوغا/الدباغ»، الذي قدم أعلى عطاء وتمت ترسية عملية البيع عليه. وأود أن أوضح أن هذه الصفقة قد تمت بطريقة منهجية ومنظمة وشفافة وبإنصاف وعدالة، وبشكل يتماشى مع توجيهات الدولة التي تدعم الخصخصة. وبناء على الإجراءات المشار إليها فقد حصل الشريكان، «أرامكو» السعودية و«اكسون موبيل»، على سعر مناسب يمثل قيمة عادلة لأصول «بترولوب» في عام 2007. أما بخصوص ما نشر من تصريحات عن سعر سهم الشركة عند طرحها للاكتتاب العام فإن لدى هيئة سوق المال آليات لتقييم أسهم الشركات قبل طرحها للاكتتاب، لضمان تسعير السهم بشكل عادل، وحفظ حقوق المساهمين والمتداولين في سوق الأسهم.

* أخيرا، كيف تقيم شركة «أرامكو »، كبرى شركات النفط العالمية، حادث التسرب النفطي في خليج المكسيك، وهل يحتمل أن تواجه شركات أخرى مثل هذه الحوادث؟

- أود القول في البداية إن هذا الحادث مؤسف، خاصة أنه نتج عنه فقدان للأنفس، إضافة إلى الآثار المترتبة على ذلك على البيئة بشكل خاص. ولكن هذا الحادث بيّن أيضا ضخامة الجهود التي تقوم بها الشركات وحجم الصعوبات التي تواجهها من أجل توفير إمدادات البترول والمساهمة في تنمية وتعزيز النشاط الاقتصادي. ورغم اختلاف طبيعة آبار البترول في المناطق المغمورة بين خليج المكسيك، والأخرى الموجودة في الخليج العربي، والمملكة على وجه الخصوص، وبالذات العمق الذي توجد فيه هذه الآبار، إلا أن «أرامكو» السعودية، شأنها شأن شركات البترول العالمية، تطبق إجراءات تفصيلية دقيقة لتقليل مخاطر مواجهة هذا النوع من الحوادث. وبلا شك ستكون الدروس من هذا الحادث ذات فائدة لكل الشركات لتحسين وتطوير ما قد تتطلبه بعض الخطوات الاحترازية لزيادة موثوقيتها وتقليل المخاطر المحتملة.