«أرامكو» السعودية تستدرج عروضا عالمية لتطوير حقلين للغاز في الخليج

بعد محطتي «الخرسانية» و«كران».. محطة «واسط» تدعم إنتاج الغاز في المملكة ليلامس 15.5 مليار قدم مكعب يوميا في 2015

جانب من معامل الغاز في شركة «أرامكو» السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

قالت مصادر بقطاع الطاقة أمس إن شركة «أرامكو» السعودية دعت شركات لتقديم عروض لتنفيذ أعمال بحرية في حقلين للغاز الطبيعي غير المصاحب للنفط يغذيان محطة واسط أكبر محطة للغاز الطبيعي في المملكة.

وتجتهد السعودية في توسيع إنتاجها من الغاز، حيث تطمح للتحول لواحدة من أكبر منتجي الغاز في العالم. وتستهدف الرياض أن يبلغ حجم إنتاجها اليومي من الغاز إلى أكثر من 15 مليار قدم مكعب عام 2015 بحسب وكالة «رويترز».

وستعالج واسط ما يصل إلى 2.5 مليار قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعي من حقلي العربية والحصبة البحريين. ونقلت «رويترز» عن مصادر لم تسمها قولهم إن الموعد النهائي لتقديم العروض هو السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) مضيفا أن العمل سيشمل مد خطوط أنابيب وبناء منصات في حقلي العربية والحصبة. ودعت «أرامكو» شركات لتقديم عروض على حزم الأعمال البرية الشهر الماضي.وتركز السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم على تطوير إنتاجها من الغاز الطبيعي للوفاء بالطلب المحلي سريع النمو وذلك بعد اكتمال خطة لرفع الطاقة الإنتاجية من النفط الخام العام الماضي.

ولم تعلن «أرامكو» التكلفة التقديرية لمحطة واسط لكن مصادر بالقطاع قالت إنها قد تتكلف بين 6 مليارات و8 مليارات دولار.وكانت الشركة استدرجت عروضا في وقت سابق لتطوير حقلي الغاز في كل من «واسط» و«الشيبة» التابعين لها، وقدرت مصادر قيمة أعمال التطوير في الحقلين المذكورين 4 مليارات دولار. ويشمل عقد الهندسة والإنشاء الأول في مشروع «واسط» بناء المرافق الرئيسية لمعالجة الغاز بما فيها 4 وحدات لمعالجة الكبريت بسعة 1200 طن في اليوم لفصل الكبريت عن الغاز علاوة على وحدة مركزية لمعالجة الغاز بسعة 1.7 مليار قدم مكعب من الغاز في اليوم.

كما سعت الشركة لتطوير حقل «الحصبة» حيث يشمل بناء 7 منصات إنتاجية بسعة 1.3 مليار قدم مكعب من الغاز في اليوم والمرتبط بمرافق توزيع مركزية منها خط أنابيب بطول 145 كيلومترا مع «واسط» إلى جانب كوابل للطاقة بطول 99 كيلومترا مرتبطة بمرافق بحرية أخرى وخط أنابيب لنقل أحادي جلايكول الإيثيلين (MEG) مع المرافق الموجودة في حقل «العربية».

ويأتي معظم إنتاج المملكة من الغاز الطبيعي مصاحبا لإنتاج النفط لذا تتأثر إمدادات الغاز بخفض المملكة إنتاج النفط الخام تمشيا مع تخفيضات منظمة «أوبك». وقالت «أرامكو» في نشرتها السنوية لعام 2009 إن إنتاجها من الغاز غير المصاحب للنفط تجاوز للمرة الأولى إنتاجها من الغاز المصاحب في العام الماضي.

وإلى جانب محطتي الخرسانية وكران للغاز ستساعد محطة واسط السعودية في تحقيق هدفها برفع إنتاجها من الغاز الخام إلى 15.5 مليار قدم مكعب يوميا بحلول 2015 من 10.2 مليار قدم مكعب يوميا حاليا.

وتسعى «أرامكو» لتعزيز استثماراتها في اكتشاف الغاز من أجل تلبية الطلب المحلي الذي يزيد 7 في المائة سنويا بعدما أتمت العام الماضي مشروع توسعة لتعزيز الطاقة الإنتاجية من النفط الخام إلى 12 مليون برميل يوميا. وتقدر مصادر أن إنتاج الغاز الخام، غير المعالج، يبلغ نحو 10 مليارات قدم مكعب يوميا. ومن المتوقع الانتهاء من التصميم الهندسي المبدئي لمحطة واسط بحلول الربع الأول من العام المقبل، وتقوم شركة (إس إن سي لافالين) الكندية بالأعمال الأولية كما تتولى إدارة المشروع لمحطة واسط في حين تقدم شركة (كيه بي آر) الأميركية الخدمات نفسها في برنامج سوائل الغاز الطبيعي لمحطة الشيبة.

وتعتبر السعودية من أكثر دول العالم استهلاكا للغاز، وتنتج السعودية حاليا 8.8 مليار قدم مكعب قياسي في اليوم، وتسعى لإضافة 4.2 مليار قدم مكعب قياسي يوميا في نهاية العقد المقبل.

وتشكل احتياطيات المملكة من الغاز نحو 4 في المائة من الاحتياطي العالمي المعروف، فيما يصل إجمالي احتياطيات منطقة الشرق الأوسط من الغاز إلى أكثر من 1.855 تريليون قدم مكعب وتمتلك «أرامكو» السعودية احتياطيات مؤكدة من الغاز تبلغ 248.5 مليون قدم مكعب لتلبية الطلب المحلي واحتياجات التصدير.

وتشير بيانات «أرامكو» إلى زيادة بنحو 4 في المائة في احتياطيات الغاز في العام 2008 مقارنة بالعام الذي قبله، فيما كان توقع علي النعيمي وزير النفط والثروة المعدنية السعودي في مايو (أيار) 2009 أن ينتج حقل غاز «كران» البحري 1.8 مليار قدم مكعب من الغاز يوميا، حيث منحت السعودية في شهر فبراير (شباط) 2009 عقود الحقل وهو أول حقل بحري للغاز غير المصاحب للنفط في السعودية. وفي عام 1990 بلغت احتياطيات الغاز في السعودية 181 تريليون قدم مكعب.