«إتش.إس.بي.سي» يخالف التوقعات ويربح 11 مليار دولار في النصف الأول

الديون الرديئة تتراجع إلى أدنى مستوياتها منذ تفجر الأزمة المالية

ارتفعت أسهم «إتش.إس.بي.سي» المدرجة في لندن 5 % ودعمت قطاع البنوك الاوروبية بنسبة 2.4% (إ.ب.أ)
TT

ارتفعت أرباح «إتش.إس.بي.سي» لأكثر من مثليها في النصف الأول من العام متجاوزا توقعات المحللين، مع تراجع الديون الرديئة لدى أكبر بنوك أوروبا إلى أدنى مستوياتها منذ تفجر الأزمة المالية.

وحقق «إتش.إس.بي.سي» 11.1 مليار دولار ربحا قبل خصم الضرائب للأشهر الستة حتى نهاية يونيو (حزيران) ارتفاعا من 5 مليارات دولار قبل عام وفوق متوسط توقعات قدره 9.1 مليار دولار من 8 محللين استطلعت «رويترز» آراءهم.

وأشار البنك إلى أن جميع المناطق أحرزت أرباحا في ما عدا أميركا الشمالية التي رأت خسائر قيمتها 80 مليون دولار، وجاءت قيمة الأرباح المجمعة في المملكة المتحدة عند 2.1 مليار دولار مرتفعة بنسبة 26 في المائة.

وسيتلقى مستثمرو البنك أرباحا للمرة الثانية توازي 1.4 مليار دولار عن النصف الأول، إضافة إلى الأرباح المعلنة مسبقا خلال العام.

وأشار خبراء إلى أن النتائج الإيجابية خاصة بأرقام مزدوجة شيء رائع، مقارنة بالعام الماضي الذي شهد نتائج غاية في السوء بالنسبة إلى الجميع، مضيفين أن معدلات الأرباح والأرقام الحالية لم تعد إلى مستويات 2008 أو حتى 2005. وعلى خلاف الكثير من البنوك البريطانية الأخرى مثل «لويدز» و«آر بي إس» المتوقع أن يعلنوا عن نتائج أعمالهم خلال الأسبوع الحالي أيضا، لم يحصل البنك الأكبر في بريطانيا على مساعدات حكومية مثل التي حصلوا عليها، وخرج من الأزمة المالية.

ولكن وزير الخزانة البريطاني جورج أوزبورن قد أوصى البنوك البريطانية مؤخرا بأنها يجب أن تزيد من حجم الإقراض للأعمال الصغيرة في البلاد، لتدعم التعافي الاقتصادي.

بينما قال الرئيس التنفيذي للبنك، مايكل غيوغيغان، إن الإقراض من المصرف عالميا ارتفع بنسبة 4 في المائة مقارنة بالنصف الثاني من العام الماضي، بينما رأت آسيا نموا بنسبة 15 في المائة في الإقراض.

وأكد أن قطاع الرهن العقاري في بريطانيا اشتمل مجمها على 5.1 مليار إسترليني للنصف الأول من العام، في الوقت الذي أضاف فيه المصرف 1.4 مليار إسترليني للأعمال الصغيرة والمتوسطة في البلاد.

وأضاف الرئيس التنفيذي أن سوقين مثل الهند والصين من أهم الأسواق العالمية بالنسبة إلى النمو المستقبلي للبنك، موضحا أن هونغ كونغ ومنطقة المحيط الهادي أحرزت ما نسبته 53 في المائة من أرباح البنك للنصف الأول من العام.

وتراجعت تكاليف إسقاط القروض ومخصصات مخاطر الائتمان الأخرى إلى 7.5 مليار دولار في النصف الأول من 6.4 مليار دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي.

وقال دوجلاس فلينت المدير المالي للبنك في مؤتمر بالهاتف: «محركات تراجع الديون الرديئة تعمل.. من الواضح أن الأوضاع ستتغير إذا تجدد الركود، لكن في الوقت الحالي فإن محركات النصف الأول ما زالت تعمل».

وأشار إلى تحسن على مستوى الشركات التي قامت بإعادة تمويل ورفعت رؤوس أموالها وفي أنشطة التجزئة المصرفية. واستجاب المستثمرون إيجابيا للأنباء الواردة عن البنك، وارتفعت أسهم «إتش.إس.بي.سي» المدرجة في لندن 5 في المائة، وساعدت إلى جانب نتائج قوية من «بي.إن.بي باريبا» في رفع مؤشر قطاع البنوك الأوروبي 2.4 في المائة.

واستفادت أسهم بنوك بريطانية أخرى، ليرتفع «باركليز» بنسبة 3 في المائة، و«لويدز» و«آر بي إس» بنحو 5 في المائة.

وحققت وحدة بنك الاستثمار 5.6 مليار دولار ربحا في ثاني أفضل نصف سنة لها على الإطلاق، لكن بانخفاض 11 في المائة عن المستوى القياسي الذي سجلته قبل عام من ذلك.