«ساكسو بنك» يتوقع أن العالم في انتظار أزمة غذاء جديدة

توقع انخفاض أسعار الذهب وفشل النفط في اكتساب المزيد من المكاسب

يشير التقرير إلى أن الذهب انخفض إلى ما دون المستوى الذي وصل إليه في شهر مايو (أيار) («الشرق الأوسط»)
TT

توقع بنك «ساكسو» الاستثماري الإلكتروني، الذي يتخذ من كوبنهاغن مقرا لأنشطته، أن يكون الأسبوعان المقبلان على درجة عالية من الأهمية بالنسبة لأسعار الذهب، مبديا قلقه من أن يؤدي انخفاض الذهب عن مستوى 1150 دولارا إلى تصحيح يتجاوز 100 دولار.

بينما قال البنك في تقرير متخصص إن الفضة تفوقت على الذهب في الآونة الأخيرة، بينما فشل النفط في اكتساب قوة جاذبة، على الرغم من أن مخزون النفط الأميركي سجل قفزة «نوعية» يعزوها التقرير إلى الواردات القياسية من منطقة خليج المكسيك، في حين يتحدث تقرير البنك عن إمكانية حدوث أزمة غذاء عالمية جديدة، تظهر إثر موجة الحر التي ضربت روسيا وكازاخستان وأوكرانيا، الشهر الماضي. ويشير التقرير إلى أن الذهب انخفض إلى ما دون المستوى الذي وصل إليه في شهر مايو (أيار)، حتى اقترب من المتوسط الحسابي الذي امتد لفترة 200 يوم، عند 1.150 دولار. وهذا هو المستوى الذي يرى الكثير من المستثمرين على المدى البعيد - وفقا للتقرير - أنه الذي يجب أن يصمد.

ومن المتوقع أن تشهد بورصة نيويورك انخفاضا آخر، الأسبوع الحالي. وفي هذه الأثناء، شهد الذهب في صناديق البورصة المتداولة أيضا تراجعا، ولو أنه لم يتجاوز مليون أوقية؛ أي ما يمثل 1.5 في المائة من إجمالي الأسهم المعروفة.

وبحسب تقرير البنك، فإن الأسبوعين المقبلين سيكونان على درجة عالية من الأهمية بالنسبة لاتجاه الذهب على المدى القريب. «القلق يساور الجميع من أن يؤدي انخفاض الذهب عن مستوى 1150 دولارا أميركيا إلى تصحيح أكبر من المائة دولار».

ويشير التقرير إلى أنه وردت أنباء، الأسبوع الحالي، تدعم حدوث انتعاشة في الطلب الفعلي، حيث يستغل الصائغون الانخفاض الأخير في أسعار الذهب وقيمة الدولار، بينما ما زالت قوة انتعاش الاقتصاد العالمي محل نقاش، حيث تقوى شوكة الين الياباني، الذي عادة ما ينظر إليه الخبراء باعتباره ملاذا آمنا في مقابل الدولار واليورو.

ومن الناحية الفنية، من المفترض، وفقا لتقدير التقرير، أن يمثل مستوى 1.150 دولار للذهب الفوري دعما قويا متبوعا بمستوى 1.124، بينما تستقر مستويات المقاومة عند 1.176 و1.185 دولار.

أما فيما يتعلق بالنفط الخام، فيقول التقرير إن معاملات النفط الخام ما زالت متأرجحة، حيث فشل في اكتساب قوة جاذبة في الفترة الأخيرة. وقد أدت المخاوف التي أثيرت حول عدم تمتع الانتعاش الاقتصادي بالقوة الكافية لدفع عجلة الطلب، إلى إضعاف الدولار بقدر أكبر، وتقوية شوكة سوق الأسهم. هذا وقد أظهرت بيانات مخزونات النفط الأميركي الخام الأسبوعية زيادة مفاجئة أخرى، بمقدار 7.3 مليون برميل، في مقابل تراجع متوقع، بمقدار 1.7 مليون برميل.

ومن بين الأسباب وراء تلك القفزة في المخزون الأميركي للنفط الخام، الواردات القياسية من منطقة خليج المكسيك، حيث وصل النفط الخام إلى الشاطئ من وحدات التخزين العائمة.

ومن ناحية أخرى، يقرع التقرير ناقوس الخطر في اتجاه الحديث عن أزمة غذاء عالمية جديدة تظهر إثر موجة الحر التي ضربت روسيا وكازاخستان وأوكرانيا الشهر الماضي. فقد وصلت درجات الحرارة إلى مستويات عالية لم نشهدها منذ بداية تسجيل درجات الحرارة منذ 130 عام. هذا وقد بلغت مساحة المحاصيل المتضررة جراء تلك الارتفاعات في درجات الحرارة، قرابة 103 آلاف كيلومتر مربع، أو ما يعادل 25.5 مليون فدان. وفي ولاية شيكاغو، شهدت عقود القمح الآجلة أعلى مكاسب شهرية حققتها منذ عام 1973، بينما انطلق قمح المطاحن الأوروبي بنسبة 40 في المائة، الشهر الحالي، حيث بلغ سعر الطن المتري 194.50 يورو.

ويخشى المحللون من أن ترتفع الأسعار بقدر أكبر خلال الأسابيع المقبلة، حيث تواصل المنطقة خفض إنتاجها المتوقع من محصول القمح. وانطلاقا من أن الولايات المتحدة الأميركية ثالث أكبر مصدر للقمح في العالم، فإن أي أنباء تتسرب عن انخفاض كميات المحصول ستؤدي، لا محالة، إلى زيادة الأسعار في مناطق أخرى، حيث سيقل عدد الدول المنافسة على مناقصات التصدير. لقد قام المجلس الدولي للحبوب بتعديل المخزونات الاحتياطية العالمية، هبوطا بنسبة 2.5 في المائة إلى 192 مليون طن متري بحلول يونيو (حزيران) عام 2011، مناقضا بذلك توقعات سابقة بمخزونات أعلى صدرت الشهر الماضي.

ويقدم بنك «ساكسو» تجارة إلكترونية متكاملة على الشبكة الدولية، كما يقدم خدمات إدارة الثروات والمحافظ للمستثمرين المحترفين في بيئة دينامكية.