إيران تلغي عقد الغاز مع «نفط الهلال» الإماراتية

طهران تتخلى عن مشروع لإنتاج الغاز الطبيعي

TT

قال رئيس شركة النفط الوطنية الإيرانية أمس إن إيران ألغت عقدا للغاز مع شركة «نفط الهلال» الإماراتية وذلك بعد نزاع طويل بشأن إمدادات الغاز الإيراني.

كانت شركة النفط الإيرانية وقعت في 2001 عقدا مدته 25 عاما مع «نفط الهلال» التي مقرها في الشارقة. لكن مع صعود أسعار النفط دعا مسؤولون إيرانيون إلى مراجعة معادلة تحديد السعر وعزوا تأخر تسليم الغاز إلى الخلاف الدائر في هذا الصدد.

ونقلت وكالة أنباء مهر شبه الرسمية عن جواد أوجي رئيس شركة النفط الوطنية الإيرانية ونائب وزير النفط الإيراني قوله إن العقد ألغي ومن الآن فصاعدا فإن «سياسة وزارة النفط هي البيع المباشر للغاز إلى حكومة الإمارات العربية المتحدة».

وقال «بالنسبة لبيع الغاز إلى دول الجوار فقد تم وضع معادلة سعرية موحدة وستجري كل المفاوضات على أساس هذه المعادلة التي ترتكز على أسعار النفط ومشتقاته».

وإيران مصدر رئيسي للنفط الخام وتملك ثاني أضخم احتياطيات من الغاز الطبيعي في العالم بعد روسيا لكن العقوبات التي تعرقل الحصول على التكنولوجيا الغربية وعوامل أخرى تكبح تطور البلد إلى مصدر كبير للغاز.

وقال أوجي إن صادرات الغاز في السنة الفارسية الماضية التي انتهت في 21 مارس (آذار) 2010 ارتفعت 44 في المائة على أساس سنوي إلى 6.8 مليار دولار. كما حققت إيران 1.8 مليار دولار من مقايضة ونقل الغاز على مدى الفترة ذاتها.

وقال إن الطاقة الإنتاجية تبلغ 540 مليون متر مكعب يوميا.

وقال أوجي إن إيران حصلت على إذن من تركيا لنقل الغاز عبر أراضيها وإنها تتفاوض الآن لتصدير الغاز إلى أوروبا. ووصف المحادثات مع مشترين محتملين بأنها في «مرحلة مكثفة». ولم يذكر تفاصيل أخرى.

وقال أحمد قلعه باني في مقابلة نشرتها أمس وكالة شانا التابعة لوزارة النفط الإيرانية إن «الوزارة ستركز من الآن فصاعدا على صادرات الغاز عبر خطوط الأنابيب».

وأوضح أن طريقة النقل هذه «أكثر اقتصادية وقابلة للتنفيذ بسرعة أكبر بالمقارنة مع إنتاج الغاز الطبيعي المسال، الذي يتطلب استثمارات هائلة وكذلك تقنيات معقدة».

وأضاف «لا نتخلى (عن فكرة إنتاج الغاز الطبيعي المسال) لكننا سنعيد دراسة المشاريع»، معلنا عن «التخلي عن إنتاج الغاز الطبيعي المسال» في إطار المرحلتين 13 و14 من مشروع «جنوب بارس» العملاق للتنقيب عن الغاز في الخليج.

وأدارت هذا المشروع، وهو أحد المشاريع الثلاثة التي بوشر العمل بها في إيران خلال السنوات الأخيرة، الشركة النفطية الإنجليزية - الهولندية «شل»، قبل تعليق هذه الأخيرة استثماراتها في إيران في الربيع الماضي بفعل العقوبات الدولية على طهران على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل.

وبقي المشروع المسمى «بيرجن إل إن جي» عالقا عند نقطة البداية منذ أشهر عدة، تماما كما الحال بالنسبة لمشروع مماثل أطلق عليه اسم «بارس إل إن جي» بإدارة العملاق النفطي الفرنسي «توتال» التي تسحب بدورها استثماراته من إيران.

ووصل مشروع ثالث، تديره الشركة الوطنية للطاقة الإيرانية بتكنولوجيا ألمانية، إلى مراحل أكثر تقدما بعد أن استثمرت طهران فيه أكثر من مليار دولار.

وتستهلك إيران، التي تملك ثاني أكبر مخزون للغاز في العالم، القسم الأكبر من إنتاجها البالغ نحو 600 مليون متر مكعب يوميا، إما لسوقها المحلي وإما لإعادة ضخها في حقولها النفطية.

وتأمل إيران في مضاعفة إنتاجها خلال خمس سنوات بفضل حقل «جنوب بارس»، لتصبح بذلك من الدول الرئيسية في مجال تصدير الغاز.