السعودية تعلن ارتفاع المحصول المحلي من القمح 16% هذا العام

«صوامع الغلال» تنشئ صوامع تخزينية بـ 219 مليون دولار

TT

كشفت الجهات المعنية في السعودية عن ارتفاع المحصول المحلي من القمح حتى الآن، بواقع 16 في المائة، وسط توقع أبدته المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق السعودية بأن تسجل أسعار القمح العالمية مزيدا من التراجع لكن ليس إلى المستويات المتدنية التي سجلتها في وقت سابق من 2010.

وأبان الخريجي المدير العام للمؤسسة بأنه يمكن لبلاده الانتظار 5 أشهر قبل إصدار مناقصتها التالية لشراء قمح صلد، مشيرا إلى أن محصول المملكة من القمح الصلد ارتفع 16 في المائة إلى 1.1 مليون طن هذا العام مقارنة مع 950 ألف طن العام الماضي.

وتتزامن هذه التصريحات مع انخفاض أسعار القمح في الولايات المتحدة وأوروبا يوم الجمعة الماضي لكنها استقرت عند أقل قليلا من أعلى مستوياتها في عامين إذ تفاعلت الأسواق مع فرض حظر مفاجئ على صادرات الحبوب من روسيا التي أصابتها موجة من الجفاف.

وأضاف الخريجي في مقابلة مع وكالة «رويترز» أن انخفاض في تكاليف المدخلات والبذور والمعدات الزراعية على الزارعة شجع على ارتفاع المحصول في المملكة، مؤكدا ما طرحته «الشرق الأوسط» أول من أمس من أن احتياطيات المؤسسة من القمح الصلد تكفي لتغطية احتياجات المملكة حتى شهر أبريل (نيسان) من العام المقبل دون احتساب 990 ألف طن من القمح الصلد اشترتها المؤسسة في يونيو (حزيران) ومخزونات إضافية من الدقيق تبلغ 90 ألف طن.

وقال الخريجي في تصريحاته أمس «نجمع أيضا محصول القمح المحلي وتسلمنا حتى الآن 900 ألف طن وهناك 200 ألف طن أخرى من المتوقع أن نتسلمها في نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل»، مفيدا بأن مستويات المخزونات لدى المملكة مريحة، لكن الهيئة ستحتاج لاستيراد مليوني طن من القمح الصلد قبل بدء موسم الحصاد المقبل بالمملكة.

إلى ذلك، اتفقت المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق مع شركات سويسرية وسعودية للقيام بإنشاء صوامع عملاقة تكفي لـ250 ألف طن في مناطق كثيرة من المملكة، بقيمة إجمالية 824 مليون ريال (219.6 مليون دولار).

وتقرر أن يبرم الدكتور فهد بن عبد الرحمن بالغنيم وزير الزراعة ورئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق غدا الثلاثاء توقيع عقد إنشاء صوامع الغلال بمنطقة مكة المكرمة بطاقة تخزينية تفوق 250 ألف طن متري بقيمة إجمالية 506 ملايين ريال مع شركة «هيف القحطاني وشركاه» للتجارة والمقاولات.

كما سيوقع الدكتور بالغنيم اتفاقية إنشاء مطاحن الدقيق بمنطقة مكة المكرمة بطاقة إنتاجية 1.2 ألف طن قمح في اليوم بقيمة إجمالية قوامها 300 مليون ريال مع شركة «بوهلر إي جي» السويسرية، إضافة إلى توقيع اتفاقية عقد تحديث المطحنة الرابعة بفرع جدة ورفع طاقتها الإنتاجية بقيمة إجمالية قوامها 67.8 مليون ريال مع شركة «بوهلر» السويسرية.

وتأتي هذه التحركات مع بوادر أزمة عالمية تلوح في الأفق مع إعلان روسيا - أحد أكبر مزودي سوق السلع العالمية بالقمح - قبل أيام إيقاف تصديرها للقمح خارجيا مع الحرائق الكبيرة التي أتت على خمس المحاصيل لدى مزارعها، وأجبر الحكومة على الاعتماد على احتياطي الطوارئ، مما اضطر إلى إعلان حظر التصدير الخارجي رسميا.

يذكر أن روسيا تمثل 10 في المائة من تجارة القمح العالمية، والجفاف الذي أثر عليها لم ينتشر إلى بعض المنتجين الأوروبيين الآخرين، فيما لا يزال الإنتاج جيدا في كندا والولايات المتحدة والصين والهند وباكستان.