«هيلتون» العالمية تدير 396 وحدة فندقية وقفية في جامعة سعودية

«الملك سعود» أول جامعة في المنطقة تدخل مجال الإيواء عبر الاستثمار في 3 أبراج ضمن مشروع الأوقاف

العثمان خلال المؤتمر الصحافي مع ممثلي شركة «هيلتون» العالمية بعد توقيع الاتفاقية، ويظهر خلفهما رسم تخيلي لمشروع الأبراج (تصوير: أحمد يسري)
TT

في خطوة تعد الأولى من نوعها في المنطقة، وقعت أمس جامعة الملك سعود اتفاقيتين مع مجموعة «هيلتون» العالمية، وذلك لإدارة وتشغيل فندق «هيلتون» الرياض بجامعة الملك سعود، و«ريزيدانس» هيلتون الرياض بجامعة الملك سعود والمتوقع افتتاحهما في عام 2012.

وتعتبر هذه الخطوة هي الأولى في برنامج طموح تعتزم جامعة الملك سعود تنفيذه، لتعزيز مصادر الدخل المادي، التي تسعى لأن يكون 30 في المائة من الموارد المالية عبر برنامج أوقاف الجامعة وكراسي البحث.

ويملك المشروع برنامج كراسي البحث، وهو الأمر الذي سيسهم في تعزيز الموارد المالية للبرنامج، وكان الدكتور عبد الله العثمان، مدير جامعة الملك سعود، قد وقع العقد مع كارلوس خنيصر، المدير الأعلى للتطوير بالشرق الأوسط لمجموعة «هيلتون» العالمية، وعصام عبود، نائب الرئيس لشبه الجزيرة العربية والمحيط الهندي.

وسيوفر المشروع نحو 396 وحدة فندقية تتوزع على 241 غرفة في فندق «هيلتون» الرياض جامعة الملك سعود، و155 جناحا فندقيا في «ريزيدانس» هيلتون الرياض جامعة الملك سعود، في الوقت الذي يسعى فيه لاستقطاع حصة من سوق الفنادق في الرياض.

وتسعى السعودية لتعزيز حضور قطاع الإيواء، خاصة أنه يمر حاليا بمرحلة نضج، بالإضافة إلى أن الهيئة العامة للسياحة أكدت أنه سيكون من أهم الدعائم الاقتصادية، التي توفر التجربة السياحية المتكاملة للسائح المحلي، الذي تستهدفه الهيئة في برامجها وأنشطتها.

وتحتل العاصمة السعودية، الرياض، المرتبة الثالثة بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة في عدد الفنادق، وذلك بنسبة 7.9 في المائة، حسبما ذكر مركز ماس في إحصاءات قطاع الإيواء للعام الماضي.

وقال الدكتور عبد الله العثمان، مدير الجامعة، إن هذه مناسبة تاريخية جدا، ليس في مسيرة جامعة الملك سعود فحسب، وإنما في مسيرة منظومة التعليم العالي داخل المملكة؛ وهو ما يعد إدخال ثقافة جديدة وعنصر تميز يجب أن يتوافر في جامعات البلاد وجامعات المنطقة العربية وجامعات العالم الإسلامي.

وأضاف أن جامعة الملك سعود تجاوزت كونها جامعة تقليدية تقوم بالأعمال الروتينية للجامعات، وذلك حتى تكون أنموذجا لتقديم مبادرات نوعية جديدة، مضيفا أن جامعة الملك سعود اليوم لا يسعها إلا الطريق الذي سلكته الجامعات العالمية الرائدة وأن تنتهج المنهجية نفسها التي انتهجتها هذه الجامعات.

وتابع «اليوم يجب أن نرفع كثير الشكر وعظيم الامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ولولى عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز وللنائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز، إضافة إلى تهنئة وشكر للأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، الأب الروحي لجامعة الملك سعود، ونالت الجامعة شرف أن يترأس اللجنة العليا لأوقافها، بالإضافة إلى جميع المتبرعين والممولين لبرامج الجامعة».

وأكد العثمان أن جامعة الملك سعود تمتلك اليوم محفظة استثمارية عقارية وقفية تتجاوز المليار دولار، وبالتالي فجامعة الملك سعود على أرض الواقع تتوفر فيها خاصية الجامعات العالمية الرائدة؛ وهي المرحلة الأولى في استقرار الموارد المالية.

وتسعى جامعة الملك سعود للاعتماد على 30 في المائة من مصروفاتها الذاتية على استثماراتها المختلفة، وقال العثمان أمس: «إن الجامعة جمعت المليار دولار الأولى، وهي في طريقها لجمع 25 مليار دولار بحلول عام 2040»، وتابع «هذا جزء من رؤية ورسالة جامعة الملك سعود؛ مضيفا أن الحلم كبير ولا يمكن أن تتحقق إنجازات كبيرة ما لم يسبقها حلم كبير، وهو حلم جامعة الوطن، جامعة الملك سعود».

وأعرب عن سعادته بتوقيع العقود أمس، وعلق عليها بقوله «ستضيف تلك العقود لما سبقها من برامج، توأمة مع جامعات رائدة من أفضل الجامعات على مستوى العالم، وتفتخر الجامعة بأن ترتبط بمجموعة متميزة في وزن مجموعة «هيلتون» العالمية، وهذا مشروع مشترك يمثل بداية طريق طويل للتعاون وستسخر الجامعة إمكاناتها البحثية والمادية لتسويق هذا المشروع».

وأكد مدير جامعة الملك سعود أن فنادق «هيلتون» جامعة الملك سعود، ستكون ذات ميزة إضافية، وهي الميزة التي تتضمن أن المقابل المادي المدفوع من النزلاء سيعود على الأعمال الإنسانية، وسينفق على أبحاث طبية تخدم البشرية بوجه العموم، وأن عائدات الفندق والأجنحة الفندقية ستصرف على أبحاث مرض الفشل الكلوي، وعلى أبحاث مرض السكري، وغيرها من الأمراض، وهو أمر الجميل أن يدفع مبلغ في هذا المجال، على حد وصفه.

ويعمل حاليا على بناء عدد من المشاريع الوقفية في الجامعة، وذلك بعدما أرست الجامعة عقودا مختلفة على شركات المقاولات المحلية، في الوقت الذي كانت فيه الجامعة قد أعلنت عن ذراع استثمارية متمثلة في شركة «وادي الرياض» للتقنية، في حين كشف الدكتور العثمان عن أن الجامعة تسعى لتأسيس مؤسسة أوقاف جامعة الملك سعود كذراع عقارية في انتظار الموافقات الرسمية على الشكل التنظيمي للمؤسسة.

وأضاف العثمان «أن هذا المشروع ليس مشروعا فندقيا فحسب، وإنما هو إضافة كبيرة وجميلة لمدينة الرياض، بقيادة الأمير سلمان، الذي يعمل ليل نهار لكي تكون الرياض من أرقي المدن على مستوى العالم، واليوم الجامعة تقدم مشروعا نوعيا، ليس في جمال المباني فحسب، وإنما في جمال الشراكة مع مجموعة عالمية بوزن (هيلتون)».