السوق المالية السعودية تشهد حركة سعرية مضطربة للأسهم الجديدة المدرجة منذ بداية 2010

خبراء يقترحون في حديث لـ «الشرق الأوسط» ضرورة تقييم درجة كفاءة السوق قبل الطرح

TT

كشفت مؤشرات في السوق المالية السعودية عن تراجع في أداء بعض الشركات المطروحة للاكتتاب وتم إدراج أسهمها خلال العام الحالي، إذ استقبلت سوق الأسهم المحلية 8 أطروحات تم إدراج أسهمها البالغة 282 مليون سهم للتداول للمتعاملين.

وتم إيضاح تلك الرؤى من خلال نسبة التغطية ما قبل الإدراج والحركة السعرية خلال فترة التداول، التي لم ترتق إلى أهداف المكتتبين الصغار، خصوصا في تحقيق أرباح هامشية مجزية من عمليات البيع.

وشهدت سوق الأسهم السعودية تسجيل سهم «مدينة المعرفة» المدرج حديثا في السوق المالية السعودية خلال تداولاته في اليوم الثاني والثالث من إدراجه أدنى مستوياته له عند 9.05 ريال وهي تحت القيمة الاسمية بنسبة 9 في المائة البالغة 10 ريالات، معطيا مؤشرا بعزوف جزئي للمتعاملين في السوق خاصة في شهر أغسطس (آب) الحالي والمتزامن مع شهر رمضان المبارك.

وبذلك سجل سهم «مدينة المعرفة» نفسه في قائمة الشركات التي تداولات تحت القيمة الاسمية مع كل من سهم «نماء» للبتروكيماويات، و«القصيم» الزراعية و«زين» السعودية و«المملكة» القابضة و«صدق» و«إعمار» و«الجماعي».

وبين خبراء اقتصاديون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن التراجع في بعض الأسهم المدرجة حديثا، وكان يتوقع أن يكون لها حركة تعامل حيوية، يأتي لعدة أسباب منها عامل الوقت، المتزامن مع قرب شهر رمضان المبارك، بالإضافة إلى أن هناك عمليات بيع على المكشوف قد يكون لها الأثر السلبي على تراجع الأسهم بهذه الحدة وبهذه الكميات الكبيرة.

وشهدت السوق المالية السعودية خلال العام الحالي طرح 8 شركات للاكتتاب العام بقيمة إجمالية بلغت 3.2 مليار ريال (858 مليون دولار) 3 منها تمت بطريقة بناء سجل الأوامر شركة «هرفي» للأغذية، ومجموعة «السريع» التجارية الصناعية، ومجموعة «الحسن شاكر»، بينما طرحت الـ5 الأخرى من دون علاوة إصدار بسعر 10 ريالات، «إسمنت الجوف»، و«سوليدرتي» السعودية للتكافل، و«مدينة المعرفة الاقتصادية»، و«أمانة» للتأمين، «الوطنية» للتأمين.

وبلغ عدد الأسهم المطروحة 232.6 مليون سهم كان أبرزها سهم «مدينة المعرفة الاقتصادية» البالغ عدد أسهمها 102 مليون سهم، تلاه سهم «إسمنت الجوف» بواقع 65 مليون سهم، تلاه سهم «سوليدرتي» السعودية بواقع 22.2 مليون سهم، ثم «أمانة» بواقع 12.8 مليون سهم، تلاه «الحسن شاكر» حيث بلغ عدد الأسهم المطروحة 10.5 مليون ريال، ثم «السريع» التجارية الصناعية بواقع 9 ملايين سهم، تلاه سهم «هرفي» للخدمات الغذائية بواقع 8.1 مليون سهم، بينما كان أقل الشركات طرحا للأسهم «الوطنية» للتأمين بواقع 3 ملايين سهم.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» عبد الحميد العمري، عضو جمعية الاقتصاد السعودي، أنه يجب على هيئة السوق المالية أن تأخذ في اعتبارها مسألة تقييم وتحديد درجة كفاءة السوق المالية، التي تعتمد بشكل أساسي في توجيه رؤوس أموال واستثمارات المستثمرين.

وبين العمري أن عدم وجود أخبار سلبية عالميا سيدفع بالمؤشر العام إلى التحرك في مسار أفقي خلال الفترة الحالية، موضحا أن تراجع قيم التداول تقاطع مع إجازة الصيف واقتراب شهر رمضان المبارك.

وحول الإدراجات الجديدة وبخاصة شركة «مدينة المعرفة الاقتصادية»، أشار العمري إلى أن تراجع السهم دون قيمته الاسمية في أيام تداولاته، يعكس الحالة السلبية في السوق، موضحا أن انعدام الثقة المتزامن مع انسحاب المستثمرين السعوديين من السوق قاد مثل هذه التداولات إلى السلبية.

من ناحيته، يرى في حديثه لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عبد الله الغامدي، الخبير الاقتصادي، أن الاكتتابات والإدراجات الجديدة منها ما كان ذا فائدة إيجابية للسوق وللاقتصاد.

وأشار الغامدي إلى أن هناك شبة انسحاب من عموم المتعاملين وعدم إقبال من المستثمرين حول طرح «مدينة المعرفة الاقتصادية»، مبينا أن تراجع سعر السهم دون قيمته الاسمية يشكل خطرا كبيرا على الاكتتابات القادمة، من حيث قابلية الأفراد والجمهور على الاكتتاب وبالتالي انخفاض الطلب على مثل هذه الفرص الاستثمارية المتاحة.

وتتزامن هذه الرؤية مع انطلاقة التداولات في السوق المالية خلال شهر رمضان دون تغيير في توقيت التعاملات لأول مرة، حيث بقيت على ما هي عليه، حيث ستبدأ أوقات التداول لسوق الأسهم من الساعة الـ11 صباحا إلى الساعة 3:30 عصرا، كما بقي توقيت التداول على ما هو عليه، وسوق الصكوك والسندات ستكون من الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا إلى الثالثة عصرا.

ويواكب رمضان هدوء في التداولات، حيث كشف تقرير لشركة «جدوى» للاستثمار صدر مؤخرا رصد حركة المؤشر العام للسوق المالية السعودية في الفترة قبيل دخول شهر رمضان المبارك، خلال السنوات العشر الماضية، عن متوسط تراجع سلبي بلغ 0.8 في المائة، بينما سجل ارتفاعا في الأداء الشهري قوامه 1.9 في المائة في المتوسط في بقية شهور العام خلال الفترة نفسها.

وأفصحت دائرة الاقتصاد والبحوث في «جدوى» للاستثمار، أن نمط أداء سوق الأسهم السعودية، خلال هذا الشهر في السنوات الماضية، أوضح تقاعس أداء السوق بصورة واضحة خلال رمضان مقارنة ببقية شهور العام، موضحا أن حركة أسعار الأسهم تأخذ نمطا معينا خلال رمضان وتسجل أحجام التداول بصفة عامة أدنى مستوياتها خلال العام.

ووفقا للتقرير، فقد تبين وجود نمط تداول معين لمؤشر سوق الأسهم السعودية خلال رمضان، يتسم بمجموعة صفات، أبرزها: انخفاض خلال الأسبوع السابق لرمضان، وتواصل الانخفاض خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من رمضان، وانتعاش السوق خلال الأسبوع الأخير من رمضان، وكذلك ارتفاع متواصل في الأسابيع التي تعقب عيد الفطر.