مجموعة الاتصالات «فرانس تيليكوم» ترغب في العودة إلى السوق المغربية

المجموعة الفرنسية ومجموعتان خليجيتان تتفاوض مع «ميديتلكوم» المغربية

اهتمام الشركة الفرنسية بالسوق المغربية للاتصالات ليس وليد اليوم إذ سبق للشركة أن أسست شركة لتسويق خدمات الإنترنت قبل أن تنسحب (ا.ب)
TT

قال بيرتروند ديرونشين المتحدث الإعلامي في مجموعة «فرانس تيليكوم» الفرنسية، إن المفاوضات ما زالت جارية مع كل من مجموعة رجل الأعمال المغربي عثمان بن جلون و«صندوق الإيداع والتدبير» (بنك حكومي) من أجل شراء جزء من رأسمال شركة الاتصالات المغربية «ميديتليكوم» التي تتوفر على أزيد من 10 ملايين زبون للهاتف الجوال بالمغرب. وقال ديرونشين لـ«لشرق الأوسط» تجري «فرانس تيليكوم» في الوقت الراهن مفاوضات مع المساهمين الاثنين المالكين لأسهم «ميديتليكوم»، مضيفا أن الهدف من وراء هذه المفاوضات هو الوصول إلى اتفاق حول وضع قاعدة لشراكة صناعية بين أعرق شركة في قطاع الاتصالات والمساهمين المغاربة في «ميديتلكوم». وأضاف «من المبكر الإفصاح عن أي تفاصيل أخرى حول هذه المفاوضات».

وتحاول شركة «اتصالات» الإماراتية بدورها الحصول على حضور في سوق الاتصالات المغربية حيث تسعى لاقتناء جزء من رأسمال «ميديتلكوم» المغربية. وقالت مصادر مغربية متابعة لقطاع الاتصالات، إن اثنتين من الشركات الخليجية أبدتا اهتماما كبيرا بهذه الصفقة منذ الربع الأخير من العام الماضي عقب تخلي كل من «برتغال تيليكوم» وشركة «تيليفونيكا» الإسبانية عن حصصهما التي كانت تبلغ 64.4 في المائة مناصفة (32.2 في المائة لكل منهما) في رأسمال الشركة المغربية مقابل نحو 800 مليون يورو. ويتعلق الأمر بشركة «كيوتيل» القطرية إلى جانب «اتصالات» الإماراتية، اللتين دخلتا في مفاوضات مع المساهمين المغاربة قصد الدخول في رأسمال الشركة المغربية، حيث جرت مفاوضات طويلة بشأن الموضوع، وقام وفدان منفصلان عن الشركتين بزيارة مقر الشركة للاطلاع طرق عملها، وبحث شروط المساهمين المغاربة.

وكانت المجموعة الفرنسية «فرانس تيليكوم»، عبر ذراعها في مجال الهاتف الجوال «أورانج»، تتفاوض المساهمين المغاربة في إطار مساعيها الحثيثة للدخول السوق المغربية. وقال محلل مالي متخصص في سوق الاتصالات «اهتمام الشركة الفرنسية بالسوق المغربية للاتصالات ليس وليد اليوم، إذ سبق للشركة أن أسست شركة لتسويق خدمات الإنترنت في العقد الماضي أطلقت عليها (ونادو المغرب)، قبل أن تنسحب الشركة الفرنسية لعدة اعتبارات أهمها (ضيق) سوق الإنترنت في ذلك الوقت». ويرى المصدر نفسه أن انسحاب الشركة الفرنسية من فرعها المغربي آنذاك، كان قرارا غير موفق، لكون «ونادو المغرب» تمكنت من أن تصبح في الوقت الراهن ثالث أكبر شركة للاتصالات الهاتفية الجوالة والإنترنت والهاتف الثابت في المغرب تحت اسم «ونا كوربوريت».

وأضاف: «لا بد من التذكير أيضا أن الشركة الفرنسية هي التي كانت وراء تأسيس قطاع الاتصالات الهاتفية بالمغرب، أثناء فترة الحماية الفرنسية خلال القرن الماضي، وهي تسعى في الوقت الراهن إلى العودة من جديد عبر المتعهد الثاني للاتصالات بالمغرب، بعد أن كانت وراء تأسيس أقدم شركة هاتف واتصالات (شركة اتصالات المغرب)». ويتوقع المحللون المغاربة دخول الشركة الفرنسية، في حال إتمام الصفقة بين «فرانس تيليكوم» و«ميديتلكوم»، من أجل خلق مزيد من الديناميكية والتنافسية في سوق الاتصالات المغربية التي تعرف نموا بوتيرة سريعة.