«أرامكو» السعودية تعلن اكتمال أكبر مشروع في العالم لزيادة الطاقة الإنتاجية لـ 12 مليون برميل يوميا

كشفت عن التوسع في مشاريع الغاز والبتروكيماويات في تقريرها السنوي

TT

أعلنت شركة «أرامكو» السعودية، أمس، عن إنجاز الأعمال الأساسية لأكبر برنامج استثماري تنفذه الشركة في تاريخها لزيادة طاقتها الإنتاجية القصوى الثابتة من الزيت الخام إلى 12 مليون برميل في اليوم.

وذكرت عملاق النفط العالمي في تقريرها السنوي لعام 2009، الذي أعلن عنه، أمس، المهندس علي النعيمي، وزير البترول والثروة المعدنية، رئيس مجلس إدارة «أرامكو» السعودية.

وقال النعيمي «إن (أرامكو) أصبحت أكبر مصدر للطاقة البترولية في العالم، وهي ملتزمة بتطوير الاقتصاد الوطني، وتنويع مصادره، والإسهام في أمن الطاقة واستقرار الأسواق، إلى جانب تهيئة بيئة مواتية للابتكار والأخذ بزمام المبادرة».

من جهته، أشار المهندس خالد الفالح، رئيس «أرامكو» السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، إلى جهد الشركة الطموح لضمان وفرة إمدادات الطاقة وموثوقيتها لعملاء الشركة في مختلف أنحاء العالم، وإلى دخولها عصرا جديدا بدخولها ميدان الصناعات البتروكيماوية، بالتعاون مع عدد من الشركات العالمية.

وأشار تقرير «أرامكو» لعام 2009 إلى أن الشركة أكملت الأعمال الرئيسية المتعلقة بأكبر برنامج استثماري تنفذه في تاريخها، وقد شمل هذا البرنامج مجمل أعمالها في مجال زيادة الطاقة الإنتاجية، حيث تضمن عددا من المشاريع العملاقة في مجالات الزيت والغاز وسوائل الغاز الطبيعي والتكرير والبتروكيماويات.

وقد مثلت زيادة «أرامكو» السعودية طاقتها القصوى الثابتة لإنتاج الزيت الخام إلى 12 مليون برميل يوميا، أي بزيادة مليوني برميل من الزيت الخام، أعلى مستوى من الطاقة تبلغه الشركة في تاريخها، وهو مستوى لا تضاهيها فيه أي شركة أخرى في صناعة البترول، كما تؤكد أن الإضافة التي حققتها الشركة من الطاقة الإنتاجية في العام الأخير تفوق الطاقة الإنتاجية الكاملة للكثير من الدول المصدرة للنفط في العالم.

وأشار التقرير إلى تحقيق زيادات كبيرة في إنتاج الغاز وطاقات المعالجة، إضافة إلى إنجاز آخر حققته «أرامكو» السعودية للمرة الأولى، حينما دخلت مجال صناعة البتروكيماويات مع بدء الإنتاج في مشروع بترورابغ.

وأكد التقرير أن مشاريع زيادة الإنتاج هذه التي تحققت قد ساعدت في إيجاد آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للمواطنين. كما ساعدت على تطوير قدرات شركات الهندسة والإنشاء وشراء المواد المحلية.

وزادت من الفرص المتاحة أمام موردي التقنيات وغيرهم من مقدمي الخدمات. وأكد التقرير أن تلك المشاريع ستساعد، في النهاية، على ترسيخ بقاء «أرامكو» السعودية المصدر البترولي الأكثر موثوقية في العالم.

من جهة أخرى، أدى مشروع زيادة الإنتاج في خريص، الذي شمل تطوير حقلي أبو جفان ومزاليج، إلى زيادة طاقة إنتاج الزيت العربي الخفيف بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا، وتقوم مرافق الغاز في مجمع خريص بمعالجة الغاز المرافق للزيت الخام، وبإمكانها مناولة 320 مليون قدم مكعب قياسي من الغاز و70 ألف برميل من المكثفات يوميا.

أما مشروع تطوير حقول أبو حدرية والفاضلي والخرسانية فيشمل مشروعا لزيادة إنتاج الزيت بمقدار 500 ألف برميل يوميا، إلى جانب إنشاء معمل غاز بطاقة معالجة تبلغ مليار قدم مكعب قياسي يوميا من الغاز المرافق وغير المرافق للزيت الخام.

وفي شهر يوليو (تموز) 2009، بدأت الشركة تشغيل معمل جديد لفرز الغاز من الزيت في الشيبة، يضيف طاقة إنتاجية تبلغ 250 ألف برميل يوميا، لتصل الطاقة الإجمالية إلى 750 ألف برميل يوميا.

أما رابع مشروع بدأ الإنتاج عام 2009 فكان مشروع النعيم، الذي زاد من طاقة إنتاج الزيت العربي الممتاز في الشركة بمقدار 100 ألف برميل يوميا، وطاقة إنتاج للغاز المرافق بمقدار 90 مليون قدم مكعب قياسي يوميا. ويعد مشروع النعيم أول مشروع تقوم الشركة بإعداد التصميم المبدئي الكامل الخاص به داخل السعودية.

وشكلت مشاريع كثيرة لإنتاج ومعالجة الغاز، أشار إليها التقرير، جزءا كبيرا من برنامج الشركة الاستثماري. وقد أنجزت أو شارفت على إنجاز الكثير من هذه المشاريع عام 2009، حيث اقترب مشروع إنشاء معمل الغاز في الخرسانية من الانتهاء في عام 2009، كما اكتملت بنهاية ذلك العام الأعمال الميكانيكية الخاصة بخطوط إنتاج الغاز الأولى التي تمثل نحو 70 في المائة من إجمالي طاقة المعمل، ومن المتوقع أن يبدأ المعمل إنتاجه في 2010.

وشهد عام 2009 توسعة معمل الغاز في الحوية لمعالجة 800 مليون قدم مكعب قياسي إضافي من الغاز غير المرافق يوميا، لتصل بذلك طاقة المعالجة في المعمل إلى 2.4 مليار قدم مكعب قياسي يوميا، وارتفع إجمالي طاقة التجزئة في معمل الغاز في الجعيمة إلى 815 ألف برميل يوميا، من خلال إضافة طاقة لتجزئة ما يزيد على 260 ألف برميل يوميا من سوائل الغاز الطبيعي المحتوية على الإيثان والمكونات الأثقل.

وإضافة إلى ذلك، تمت زيادة طاقة تجزئة سوائل الغاز الطبيعي المحتوية على البروبان والمكونات الأثقل بمقدار 100 ألف برميل يوميا، لتصل الطاقة الإجمالية إلى 750 ألف برميل يوميا. كما ارتفعت أيضا طاقة تجزئة سوائل الغاز الطبيعي في معمل الغاز في ينبع من 390 ألف برميل إلى 585 ألف برميل يوميا لتلبية الطلب المتزايد على الإيثان كلقيم بتروكيميائي، خاصة في مجمعي البتروكيماويات في ينبع ورابغ.

تجدر الإشارة في هذا الصدد، إلى أن أهم مشروع للغاز خلال المستقبل القريب سيكون مشروع «برنامج كران»، وهو أول مشروع لإنتاج الغاز غير المرافق من مناطق مغمورة في تاريخ الشركة. وسيكون هذا المشروع، عند اكتماله عام 2013، قادرا على تسليم 1.8 مليون قدم مكعبة قياسي من الغاز الخام يوميا من خلال خط أنابيب يمتد تحت البحر بطول 110 كيلومترات إلى معمل الغاز في الخرسانية.

وفي مجال التكرير والبتروكيماويات، شهد عام 2009 حسب ما أشار التقرير، دخول الشركة عصرا جديدا، حين بدأ إنتاج البتروكيماويات بالتعاون مع شركة «سوميتومو كيميكال كمبني ليمتد» اليابانية في مشروع بترورابغ المشترك الذي يضم مصفاة ومعمل بتروكيماويات متكاملين، على ساحل البحر الأحمر.

كما أحرزت الشركة بالتعاون مع شركة «داو كيميكال كمبني» تقدما في مشروع إنشاء معمل لإنتاج البتروكيماويات، وتدرس الشركة مشاريع أخرى في مجالي التكرير والبتروكيماويات بما في ذلك المرحلة الثانية لمشروع بترورابغ. كما مضت الشركة قدما في تنفيذ خطط لإنشاء مصفاتين جديدتين بطاقة مشتركة تبلغ 800 ألف برميل يوميا.

وعلى صعيد أعمالها الدولية في هذا المجال، أنجزت الشركة مشروعا لزيادة الطاقة الإنتاجية وإضافة طاقة إنتاج البتروكيماويات في مصفاة فوجيان ذات الملكية المشتركة في الصين، وأحرزت تقدما كبيرا في مشروع توسعة شاملة لمصفاة موتيفا في «بورت آرثر» بولاية تكساس الأميركية.