روسيا تعتزم استيراد أول كميات من الحبوب منذ 11 عاما

بعد إعلانها حظر تصديرها

TT

قال محللون أمس إن واردات الحبوب الروسية سترتفع بشكل حاد على الأرجح بعدما أتلفت أسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد في أكثر من قرن محاصيلها. وقال ديمتري ريلكو، مدير معهد دراسات السوق الزراعية، لـ«رويترز»: «نتوقع حاليا أن تبلغ واردات الحبوب المحلية الموسمية 2.2 مليون طن على أقل تقدير». وأضاف «سيأتي أغلب الواردات من أوكرانيا وكازاخستان». وقال آندري سيزوف، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «سوف آيكون» للتحليلات الزراعية: «قد ترتفع الواردات لنحو 1.5 مليون طن من نحو 400 ألف طن هذا العام».

وقد نقلت صحيفة «فيدوموستي» الروسية عن مصدر مقرب من قيادة وزارة الزراعة أن روسيا قد تستورد خمسة ملايين طن من الحبوب على الأقل هذا العام، بعد هذا المحصول الضعيف. وذكرت صحيفة «فيدوموستي» أمس أن روسيا تعتزم استيراد أول كميات من القمح منذ 11 عاما، نتيجة للدمار الشديد الذي لحق بالمحاصيل بسبب الحرائق الضخمة في أنحاء البلاد هذا الصيف.

واستشهدت الصحيفة بخبراء في قطاع الزراعة في تقريرها، الذي قالت فيه إنه من المتوقع أن تكون كازاخستان المورد الرئيسي للحبوب لروسيا.

وأضاف المصدر أن قرار شراء الحبوب تم اتخاذه بالفعل، لكن الحكومة لم تقرر بعد حجم المشتريات. وقال مصدر ثان رفيع المستوى في وزارة روسية، لم تكشف الصحيفة عن هويته، إن هناك مناقشات تجرى بشأن الواردات. وقال المصدر في مقال نشر أمس «قد يكون هذا ضروريا.. فالحكومة تميل إلى هذا الاتجاه.. لكن لم يجر اتخاذ قرار».

وقال أوليج أكسينوف، المتحدث باسم وزارة الزراعة، للصحيفة إنه لا تجرى مناقشة الاستيراد، ولم يجر تحديد موعد لعقد اجتماع بشأن المسألة. وتحتاج روسيا إلى 76 مليون طن من الحبوب سنويا، وقد حصدت العام الماضي 97 مليونا، وصدرت نحو 20 مليون طن.

غير أنه في ضوء الدمار الشديد الذي نجم عن حرائق الغابات، فمن المتوقع أن يبلغ إجمالي حصاد هذا العام نحو 60 مليون طن.

وكان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين قد أصدر أوامره في 15 أغسطس (آب) الحالي، بوقف صادرات القمح، على أن يبقى الحظر ممتدا حتى 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ولكن الإحصاءات الرسمية أوضحت أن قطاع الزراعة الروسي حصد نحو 40 مليون طن من الحبوب حتى الآن، ويتردد أن البلاد لديها احتياطي يقدر بأكثر من 20 مليون طن. وأتلفت موجة الجفاف القاسية في وسط روسيا جانبا كبيرا من محصول هذا العام الذي وصل حتى الآن إلى 40.2 مليون طن. وتشير التوقعات الرسمية إلى أن إجمالي محصول الحبوب سيبلغ ما بين 60 و65 مليون طن، لكن بعض المحللين يتوقعون أن يقل عن 60 مليون طن.

وبلغ محصول العام الماضي 97 مليون طن، وهو ما أسهم في أن يبلغ مخزون الحبوب المرحل من العام الماضي ما بين 21.7 مليون إلى 24 مليون طن، بدءا من أول يوليو (تموز). وتشير التقديرات إلى أن استهلاك روسيا من الحبوب سنويا يبلغ 78 مليون طن.

ونقلت الصحيفة أيضا عن مديرين في شركتين روسيتين رائدتين في تصدير الحبوب، لم تذكر اسميهما، أن الحكومة تعتزم شراء الحبوب من كازاخستان ودول أخرى مجاورة.