مصر تحاول تفادي أزمة انقطاع التيار بتجربة مواد لرفع كفاءة تشغيل محطاتها الكهربائية

بعد خفض إمدادات الغاز بنسبة 19%

TT

كشف وزير الكهرباء والطاقة المصري الدكتور حسن يونس أن الوزارة قامت بإجراء تجارب ناجحة لاستخدام إضافات خاصة للمازوت المصري، حتى يتوافق مع متطلبات تشغيل محطات توليد الكهرباء، وأن قطاع البترول المصري سيقوم خلال الفترة المقبلة بتوفير هذه المادة الجديدة التي من المقرر أن تساعد في رفع الكفاءة التشغيلية لمحطات الكهرباء، بعد أن أثمرت التجارب تحقيق نتائج إيجابية، تمهيدا لتعميم المادة الجديدة في تشغيل جميع محطات توليد الكهرباء.

وقال الوزير إن مصر قد لجأت إلى هذه التجارب بعد انخفاض الكفاءات التشغيلية لمحطات توليد الكهرباء نتيجة انخفاض الغاز المورد لمحطات الكهرباء والمستخدم كوقود أساسي في تشغيلها من 98 في المائة إلى 79 في المائة، ومن ثم الاستعانة بمازوت غير مطابق للمواصفات في التشغيل كوقود احتياطي، مما أدى في النهاية إلى نقص في قدرات التوليد وانخفاض قدرة الوحدات بنحو 1600 ميغاواط، مما اضطر شركات الكهرباء إلى اللجوء لإجراء عمليات تخفيف أحمال تسببت في انقطاع التيار الكهربائي في مناطق كثيرة من مصر، وبصفة أصبحت شبه ثابتة، وبالأخص في أوقات الذروة.

ومن جانبه، قال الدكتور محمد عوض رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر إن استمرار انخفاض نسبة الغاز الطبيعي المورد لمحطات الكهرباء، على الرغم من قرارات المجلس الأعلى للطاقة بضرورة زيادة نسبة الغاز الطبيعي المورد لتلك المحطات حرصا على سلامة تشغيلها، أدى إلى زيادة استخدام المازوت غير المطابق لمواصفات تشغيل محطات التوليد، مما أدي بدوره إلى انخفاض كفاءة وقدرات تلك الوحدات، بسبب تآكل أجزاء كبيرة من مكونات الغلايات، مما يتطلب ضرورة إيقافها للإصلاح، وهذا ما تسبب في انقطاع التيار.

وأوضح الدكتور عوض أنه على الرغم من عدم توافر الغاز الكافي، واستخدام المازوت غير المطابق لمواصفات تشغيل المحطات، تبذل الحكومة كل جهدها لتغطية الأحمال الزائدة خلال هذا الصيف، بإضافة قدرات توليد جديدة.

وقالت وزارة الكهرباء والطاقة المصرية إن الظروف المناخية على مستوى العالم بصفة عامة، وعلى مصر بصفة خاصة هذا الصيف، التي اتسمت بدرجات حرارة مرتفعة تجاوزت الـ46 درجة مئوية، وهي تغيرات لم تشاهدها مصر من قبل، وغير مسبوقة، استمرت لفترات طويلة يصاحبها درجات رطوبة عالية، وذلك أثر بالسلب على كفاءة المعدات.

وعلى صعيد متصل حذرت النقابة العامة للعاملين بالصناعات الهندسية والمعدنية والكهربائية في تقرير عاجل تلقاه الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء، من أن انقطاع وتذبذب التيار الكهربائي قد يؤدي إلي تدهور شركة «مصر الألومونيوم» بنجع حمادي التي وصلت خسائرها إلي نحو ‏78.5‏ مليون جنيه بسبب انقطاع التيار الكهربائي خلال الأسابيع الأخيرة‏.‏ وقال صلاح هيكل رئيس النقابة‏ إن الشركة تمر بعدد من المشكلات قد تؤدي إلي تعثرها‏، في مقدمتها تعرضها لانقطاع التيار الكهربائي لعدة ساعات ثلاث مرات خلال الأسابيع الثلاثة الماضية‏، موضحا أنه طالب في التقرير بضرورة إيقاف سيل الزيادات المستمر في أسعار الكهرباء،‏ وإلغاء الزيادات المقررة خلال ساعات الذروة،‏‏ وتوحيد سعر التيار طوال ساعات اليوم‏.‏ وفي السياق نفسه‏، قررت وزارة الموارد المائية والري زيادة كميات المياه المنصرفة من السد العالي إلى ‏250‏ مليون متر مكعب يوميا‏، وذلك لزيادة الطاقة الكهرومائية الناتجة من توربينات السد‏ وحل مشكلات نقص الكهرباء‏ ونقص المياه في نهايات الترع‏.