من الممكن شراء سراويل الجينز ذات العلامات التجارية المشهورة التي نرتديها من أي متجر كبير في الغرب، لكن هذه الأنواع من السراويل لديها علاقة قوية مع الهند، حيث إن الشركات العالمية مثل «وول مارت» و«في إف كوربوريشن» و«جي إيه بي» و«إتش آند إم» تحصل على كميات ضخمة من قماش الدنيم من الهند.
وتعد شركة «أرفيند دنيم»، وهي شركة للأقمشة مقرها الهند، ثالث أكبر منتج لقماش الدنيم في العالم، وتأتي «ليفاي ستراوس آند كو» و«جي إيه بي إنك» وغيرهما من بين قائمة عملائها. وتورد شركة «أرفيند» نحو 70 مليون متر من قماش الدنيم سنويا إلى شركات العلامات التجارية العالمية، مع أكثر من 150 نوعا إلى 66 دولة في جميع أنحاء العالم. وبلغت قيمة مبيعات هذه الشركة 40 مليار روبية هندية (855 مليون دولار) خلال العام الماضي مقابل 32.4 مليار روبية هندية في العام الأسبق، حسبما ذكر رئيس الشركة والعضو المنتدب سانجاي لالباي.
وعلى الرغم من أن الهند ليست قريبة من الصين، وهي أكبر منتج لقماش الدنيم من حيث الحجم، فإن المشكلات في إنتاج قماش الدنيم الصيني بسبب أزمة القطن جعلت شركات مثل «وول مارت» و«في إف كوربوريشن» و«جي إيه بي» و«إتش آند إم» تتدفق إلى الهند لشراء احتياجاتها من هذا النوع من القماش.
وعلى الرغم من إنتاج 650 مليون متر من قماش الدنيم كل عام، فإن القوة الرئيسية للهند تكمن في الشركات الرئيسية القوية في إنتاج الدنيم، مثل «أرفيند ليمتد» و«آرفي دنيمز آند إكسبورتس لميتد» و«إل إن جيه» و«بيلوارا» و«مودرن دنيم ليمتد» و«مافاتلال دنيم»، وغيرها من الشركات. وتمتلك هذه الشركات حصة تبلغ نحو 15 في المائة في سوق الدنيم العالمية، التي تبلغ قيمتها 55 - 60 مليار دولار.
وفي الآونة الأخيرة، طلبت «وول مارت» نحو نصف مليون متر من قماش الدنيم من شركة «آرفي دنيمز آند إكسبورت»، التي سترفع إنتاجها من 60 مليون متر إلى 96 مليون متر بحلول شهر ديسمبر (كانون الأول) عام 2011. وقال العضو المنتدب بالشركة أشيشة شاه: «ليس لدينا وقت لنضيعه».
ومن البارز أن الهند، وعلى وجه الخصوص ولاية غوجارات، غرب البلاد، لديها ميزة تنافسية في تصنيع قماش الدنيم في العالم، نظرا لتوافر المواد الخام وقدرة التصنيع الكيميائية. وبمقارنة تكلفة الإنتاج في العالم، لكل ياردة من القماش المفتوح والمنسوج، فقد بلغت التكلفة في الهند 0.614 دولار مقابل 0.647 دولار في الصين، و0.600 دولار في البرازيل، و0.696 في كوريا، و0.675 في تركيا، و0.746 في الولايات المتحدة، و0.953 في إيطاليا.
وأنشأ المشترون الدوليون مثل «جيه سي بيني» و«تومي هيلفيجر» و«جاب» و«وول مارت» مكاتب خاصة بهم في الهند وبدأوا الحصول على الأقمشة بصورة كبيرة من الهند، التي بدورها ستعزز صناعة قماش الدنيم خلال الأعوام المقبلة. كما تستورد العلامات التجارية في عالم الموضة مثل «زارا» و«إتش آند إم» قماش الدنيم من الهند في كثير من الأحيان.
وعلى الرغم من أن أقمشة الدنيم ترتبط أكثر بأميركا، فإن الهند لها الفضل في تاريخها المبكر. وهناك علاقة مثيرة للاهتمام بين الجينز والهند. حيث تحولت الملابس المصنوعة من قماش الدنيم للصيادين الإيطاليين، خلال فترة من الزمن، إلى ملابس للعمل لحماية الملابس التي يرتدونها. وكان هذا الزي الكامل يصنع من قماش قطني رديء وغير مصبوغ من نوع كاليكو. ويرتبط هذا القماش في المقام الأول بمدينة «كاليكات» في الهند، ومن ثم جاء الاسم كاليكو. وكان يتم تصنيع هذا الزي في المقام الأول في منطقة دونغري في مومباي، ومن ثم حصل على اسم «دوناغري».
ويتم تصنيع «بوينت بلانك» و«ووكر» و«ناستي» و«بوديوم» وغيرها من العلامات التجارية للجينز في مدينة بيلاري في ولاية كاراناتكا، جنوب الهند، ويبلغ حجم الإنتاج السنوي 1.5 مليار روبية هندية، وتصل ماركة «بوينت بلانك» إلى أستراليا تحت مسمى العلامة التجارية نفسه. وفي أوروبا والولايات المتحدة، يتم بيع «بوينت بلانك» تحت اسم «دراغونفلاي». وفي الشرق الأوسط، يتم بيع هذه العلامة تحت اسم تجاري مختلف.
وفي اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، قال واي سي غوبتا، الرئيس التنفيذي لشركة «إل إن جيه بيلوارا دنيم بزنس»: «أطلقت شركتنا للمرة الأولى في العالم قماش دنيم معالجا كيميائيا في صورة تجعله مضادا للنار وخاليا من الرائحة. كما أن هناك أقمشة تمتص العرق والماء بسهولة وأقمشة تقاوم الماء والغبار والزيوت». وتورد الشركة حاليا قماش الدنيم لنحو 22 علامة تجارية دولية، مثل «ديزل» و«جاب» و«ليفايس» و«تومي هيلفيجر» و«رالف لورين»، إلا نحو 15 علامة تجارية في النطاق المتميز مثل «بيبي» و«سبايكار» و«كيلر»، وغيرها. وقال غوبتا: «على سبيل المثال، نورد حاليا القماش إلى العلامة التجارية (ليفايس سيغنيتشر). ونود التحرك للأمام وتوريد الأقمشة للعلامة (ريد تيب)، وهي إحدى منتجات القيمة المضافة والراقية لشركة (ليفايس)».
ويستطيع الفرد تصنيع الجينز من أقمشة لا تحتاج إلى غسيل لمدة عامين تقريبا من دون أن تنتن أو تتكون الفطريات عليها. وقال راجيف دايال، الرئيس التنفيذي لشركة «مافاتال دنيمز»: «أعتقد أن الهند لديها ميزة تنافسية عالمية على المدى الطويل، نظرا لتوافر المواد الخام (القطن) وامتلاكها قدرة التصنيع المتقدمة، والمهارات الإدارية العالية والعمالة وقدرات التصميم العالمية».