هورامي: انضمام كردستان لمشروع نقل الغاز إلى أوروبا إنجاز كبير للعراق وكردستان

باحث كردي: المشروع يربط اقتصاد الإقليم باقتصاديات العالم

سيعمل المشروع على مد أنابيب النقل من داخل كردستان عبر تركيا («الشرق الأوسط»)
TT

صرح آشتي هورامي، وزير الموارد الطبيعية في حكومة إقليم كردستان، بأن انضمام إقليم كردستان إلى مشروع خطوط الغاز الناقلة عبر تركيا، والمعروف بمشروع «نابوكو»، هو إنجاز كبير للعراق وكردستان، ومن شأنه أن يزيد من الموارد المالية للعراق، حيث إن عوائده ستعود إلى الخزينة العراقية، مثلها مثل العوائد النفطية المصدرة من كردستان.

وقال هورامي في تصريح صحافي: «نحن مسرورون بقبول انضمام إقليم كردستان إلى مشروع نقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا، ونعتقد أن مساهمة الإقليم في تجهيز الغاز إلى أوروبا من شأنها أن تحل جزءا من أزمة الطاقة العالمية، إلى جانب زيادة حجم الموارد المالية للعراق وإقليم كردستان، على الرغم من أن حصة الإقليم ستكون وفقا للحصة الدستورية البالغة 17 في المائة من ميزانية الدولة».

وأشار هورامي إلى أن «نسبة إنتاج الغاز في إقليم كردستان تزيد على الحاجة المحلية، وخصوصا بعد تأمين احتياجات محطات توليد الطاقة الكهربائية وتلبية حاجات المشاريع الأخرى، لذلك فإن تصدير الغاز من إقليم كردستان عبر مشروع (نابوكو) سيعود بمنفعة كبيرة على اقتصاديات العراق وإقليم كردستان»، ولفت إلى أن «السياسة الناجحة لحكومة الإقليم في مجال إدارة ثرواته الطبيعية من النفط والغاز هي التي دعت الدول الأوروبية إلى الاعتماد على الغاز الكردي لحل جزء من مشكلة الطاقة في العالم، وأن انضمام كردستان إلى هذا المشروع يعد إنجازا كبيرا جدا للعراق والإقليم».

وكانت مجموعة الشركات المنضوية إلى مشروع خطوط نقل الغاز الطبيعي المعروف بـ«نابوكو» قد وافقت يوم الاثنين الماضي على انضمام إقليم كردستان إلى هذا المشروع، وأنها ستعمل على مد أنابيب النقل من داخل كردستان عبر أراضي تركيا لربط التصدير بالخطوط الناقلة إلى أوروبا.

من جهته، أكد رئيس مركز كردستان للدراسات الاستراتيجية، فريد أسسرد في تصريح خاص بـ«الشرق الأوسط» أن منافع انضمام الإقليم إلى هذا الخط الدولي لا تقتصر على الجانب الاقتصادي، على الرغم من أهميته، وخصوصا أنه سيسهم في زيادة الموارد المالية للعراق والإقليم معا، وإنما هناك منافع سياسية أيضا من هذا الانضمام، وخصوصا تثبيت الثقل الكردي في المنظومة الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط، كما أن تصدير الغاز عبر تلك الخطوط سيربط اقتصاد كردستان النامي باقتصاديات العالم، وبذلك فإن الموارد القومية ستزداد مما يتيح أمام قيادة الإقليم التخطيط للكثير من المشاريع الاستراتيجية التي يحتاجها كردستان.

وأشار أسسرد إلى أن ربط الغاز العراقي بأنابيب تركيا الناقلة ليست جديدة، بل إن فكرته تعود إلى سنوات ما قبل تولى النظام البعثي للسلطة، ولكن الظروف السياسية المعقدة في العراق وما تلاها من حروب وحصارات متعددة حالت دون تحقيق تلك الفكرة، وكذلك فإن السياسات الاقتصادية الخاطئة للحكومات العراقية المتعاقبة وخصوصا في مجال تطوير القدرات الإنتاجية للنفط والغاز، لعبت أيضا دورا في تأخير هذا الإنجاز الذي سيخدم بكل تأكيد الاقتصاد الوطني عبر زيادة الموارد المالية.