إنشاء ناطحة سحاب جديدة يثير غضب مالكي الإمباير ستيت

ثلثا سكان نيويورك يرفضون تغيير مشهد المدينة

ناطحة السحاب المقترحة سيصل طولها إلى 1216 قدما (أ.ب)
TT

عندما تسمع عن الشركتين اللتين تخوضان الحرب حول ناطحة السحاب، فهذا يعني أن هناك الكثير على المحك.

ويقول مالكو ناطحة سحاب الإمباير ستيت ومناصروهم إن مكانة البرج العالمية ومشهد الأفق في نيويورك يواجهان اعتداء من «عدو شنيع».

أما منافسها البرج المقترح في 34 ستريت على بعد جادتين فسيساعد، بحسب الشركة العقارية، المدينة على النمو والرخاء وتقديم آلاف فرص العمل وتحسين نوعية الحياة لعشرات الآلاف لمواطني مدينة نيويورك.

ما يثير ضيق مالكي الإمباير ستيت هو أن ناطحة السحاب المقترحة سيصل طولها إلى 1216 قدما، أي ما يعادل طول مبنى الإمباير ستيت، وسيكون على بعد 900 قدم، أو ربما أقرب قليلا، من مبنى وقف بمفرده في الأفق على مدى 79 عاما كاملة.

يقول عضو مجلس البلدية، دانيل غارودنيك، يوم الاثنين بعد جلسة استماع عرض فيها مالكا كلتا البنايتين قضيتهما قبل تصويت مجلس المدينة يوم الأربعاء: السؤال المطروح هنا: «كم المسافة التي يجب الابتعاد بها عن أحد معالم نيويورك؟ وهل سيؤدي ذلك إلى حجب الإمباير ستيت، أم أننا نتحدث عن مجرد مبنى على بعد شارعين؟» حتى إن مالكي الإمباير ستيت، أنتوني إي وبيتر، مالكان يرغبان في ابتعاد البناية الجديدة مساحة 17 مبنى عن مبناهما الذي يبلغ ارتفاعه 1250 قدما، وهو ما سيحول دون رغبة شركة «فورنادو ريالتي تراست» في إنشاء المبنى الجديد في الجادة السابعة، أو أي مطور عقاري آخر من إقامة أي مبنى ضخم في المنطقة.

وقد وافقت لجنة التخطيط في المدينة، بالفعل، على خطة «فورنادو» لبناء البرج، الذي يسمى 15 بن بلازا، وسيقع في المقابل من محطة بنسلفانيا. وسيكون البرج الجديد أكبر بـ65 في المائة من المسموح به في الحالات العادية، تماشيا مع رغبة المدينة في تعزيز التنمية عالية الكثافة بالقرب من محاور السفر. ولكن وحدة الحكومة المحلية لمدينة نيويورك التي تقع المنطقة ضمن سلطاتها لم توافق على المشروع. وقالت لجنة في المجلس إن الشركة لم تقدم أسبابا منطقية للحصول على هذه المساحة الواسعة، خاصة أنه لا يوجد قاطنون بعد، وربما يستغرق البناء سنوات.

ومن المتوقع أن يكون التصويت على المشروع يوم الأربعاء العقبة التنظيمية الأخيرة التي يواجهها المشروع.

وكانت «فورنادو» ترغب منذ فترة طويلة في إزالة المبنى الموجود هناك الآن، فندق بنسلفانيا، وبناء برج إداري. وإضافة إلى الفندق فإن الشركة تمتلك 10 مبان أخرى في المنطقة بمساحة إجمالية تبلغ 11 مليون قدم مربع.

وقال ديفيد غرينبايوم، رئيس مكتب نيويورك في شركة «فورنادو ريالتي تراست»: «الحقيقة أن أفق نيويورك لم يتوقف عن التغيير، ولا أحد يأمل في أن يتغير على الإطلاق».

وأشار إلى أن شركة «فورنادو» ستتولى مهمة تطوير محطة بن، أكثر محاور القطارات ازدحاما في أميركا الشمالية والمتاهة المحيرة للكثير من الركاب بقيمة أكثر من 100 مليون دولار.

وقد قدم كلا الجانبين تصورات تقول إنها تضع المبنى الجديد في صورة متوازنة. فتفضل شركة «فورنادو» مشهدا من الشمال يظهر بن بلازا والإمباير ستيت يقفان في بقعتين غير متعارضتين في الأفق عند الغروب.

وفي إعلان احتل صفحة كاملة في صحيفة «نيويورك تايمز» يوم الاثنين، عرضت شركة «مالكينز» مشهدا لوسط المدينة من نيوجيرسي يتفوق فيه 15 بن بلازا الضخم على مبنى الإمباير ستيت الرشيق الذي يبدو بالكاد.

وفي جلسة الاستماع التي عقدت يوم الاثنين قدمت شركة «مالكينز» نتائج استطلاع قامت بتمويله، أظهرت أن ثلثي الذين استطلعت آراؤهم يشعرون بضرورة رفض 15 بن بلازا كمقترح.

ويقول أنتوني مالكين، رئيس شركة «مالكينز» للعقارات: «الأمر يتعلق بأيقونية أفق نيويورك، وما إذا كان ذلك يمثل أهمية بالنسبة للأفراد أم لا؟». وأشار إلى أن مبنى 15 بن بلازا سينخفض إلى 825 قدما، وأن المطورين العقاريين يجب أن يمنعوا من بناء أي شيء مشابه للإمباير ستيت بالجوار.

وقدم جورج كوفمان، صاحب شركة عقارات وصديق لعائلة مالكينز، خطابا يقول فيه إن 15 بن بلازا «ستشكل اعتداء على مبنى الإمباير ستيت ومنظر الأفق في نيويورك»، أما هنري ستيرن، مفوض المتنزهات السابق، فقال في شهادته إن البرج المقترح سيحدث بالمدينة ضررا لا يمكن إصلاحه».

لكن الكثير من مسؤولي اتحادات البناء أيدوا مشروع «فورنادو»، كما فعل دانييل بيدرمان، رئيس مجموعة 34 ستريت بارتنرشيب، مجموعة الأعمال التي تضم مرشده منذ فترة طويلة، بيتر مالكين، وفورنادو ريالتي أضخم مالك عقاري.

وقال بيدرمان، الذي امتدح أيضا شركة مالكينز: «إذا كان هناك مكان يمكن أن يبنى فيه برج بهذا الحجم والضخامة، فيجب أن يكون في بن استيشن».

وتجدر الإشارة إلى أنه تم الانتهاء من الإمباير ستيت عام 1931، وتتألف من 102 طابق، وكانت الرابح في سباق ثلاثي شرس، لتكون أطول ناطحة سحاب في المدينة. وحمل البناء الذي يرتفع بطول 927 قدما يوقع في 40 وول ستريت هذا اللقب لدى افتتاحه عام 1930. لكنه سرعان ما هبط إلى المركز الثاني بعد رفع العمال قمة مستدقة أعلى مبنى كرايسلر، الذي يبلغ ارتفاعه 1047 قدما. وبعد عدة أشهر تصدر الإمباير ستيت مرة أخرى بطول بلغ 1250 قدما. لكن مركز التجارة العالمي سيتفوق عليه ليعود مرة أخرى إلى المركز الثاني، عندما يكتمل البناء الجديد الذي سيرتفع 1776 قدما بعد اكتماله.

وقدم ليروي كومري، عضو مجلس البلدية، سؤالا أخيرا في الاجتماع يوم الاثنين، بدا أنه ينبئ بالصورة التي سيسير عليها التصويت: «هل مشهد نيويورك الذي التقط في عام 2010 يجب أن يظل دون تغيير إلى الأبد أم أن مدينة نيويورك كيان حيوي متطور؟».

* خدمة «نيويورك تايمز»