قطاع الصناعات التحويلية الصيني يجتاز التباطؤ في أغسطس

ألقى بظلاله على الأسواق وأنعش أسعار النفط

مبيعات سيارات الركوب في الصين ارتفعت 59.3 في المائة في أغسطس عنها قبل عام
TT

صعد النفط بما يزيد على 0.8 في المائة ليتجاوز 72 دولارا للبرميل أمس، بعد تسارع نمو قطاع الصناعات التحويلية في الصين الشهر الماضي، مما قلل مخاوف المستثمرين من تباطؤ وتيرة انتعاش الاقتصاد العالمي. وهبط النفط 3.7 في المائة أول من أمس الثلاثاء، في ظل علامات على مزيد من الارتفاع في المخزونات الأميركية الأسبوع الماضي، كما أنه من المنتظر أن يتسبب سوء الطقس في خفض الطلب على البنزين في نهاية موسم السفر الصيفي. وارتفع الخام الأميركي الخفيف للشحنات تسليم أكتوبر (تشرين الأول) لليوم الأول في ثلاثة أيام، وزاد 60 سنتا إلى 72.52 دولار للبرميل، بعد أن لامس 71.53 دولار أمس مسجلا أدنى مستوى أثناء الجلسة منذ 25 أغسطس (آب). وصعد خام القياس الأوروبي مزيج برنت 57 سنتا إلى 75.21 دولار للبرميل. وارتفع مؤشر مديري المشتريات في الصين إلى 51.7 في أغسطس من 51.2 في يوليو (تموز)، وفق ما أظهرته بيانات رسمية أمس، مما يشكل صعودا للشهر الثامن عشر على التوالي فوق مستوى 50 الذي يفصل بين النمو والانكماش في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم. وقال بن ويستمور محلل السلع الأولية «لدى ناشيونال أوستريليا بنك»: «تبدو أسواق السلع الأولية أقل قلقا بشكل عام تجاه الصين، وتركز أكثر على الولايات المتحدة مؤخرا.. لكن الصين تشكل أهمية بالغة بشكل واضح. لا تزال القوة الأساسية لهذا الاقتصاد بحالة جيدة، لذا سيظل الطلب على السلع الأولية والطلب على النفط قويا في العامين القادمين». وارتفعت الأسهم الآسيوية أيضا أمس مع ابتهاج المستثمرين بتعافي قطاع الصناعات التحويلية الصيني والنمو الأقوى من المتوقع في أستراليا، في حين انخفض الدولار 0.16 في المائة أمام سلة من العملات.

وقد سجل قطاع الصناعات التحويلية الصيني انتعاشا متواضعا في أغسطس آب بعد تباطؤه لعدة أشهر بفعل إجراءات حكومية لكبح الائتمان والمضاربة على العقارات. ورغم مؤشرات مشجعة على الاستقرار في مسحين نشرا أمس، حذر محللون من أنه سيتعين على الاقتصاد المحلي القوي مكافحة تباطؤ الطلب الخارجي، لا سيما من الولايات المتحدة. وقال تشو هونجبين كبير خبراء الاقتصاد الصيني لدى «إتش إس بي سي»: «هذا يؤكد مجددا وجهة نظرنا القائمة منذ فترة طويلة بأن اقتصاد الصين يهدأ وليس يركد». وكان تشو يعلق على ارتفاع مؤشر مديري المشتريات الذي يصدره البنك إلى 51.9 في أغسطس مسجلا أعلى مستوى في ثلاثة أشهر من 49.4 في يوليو. كما ارتفع مؤشر مديري المشتريات الذي يصدره الاتحاد الصيني للوجيستيات والمشتريات إلى 51.7 من 51.2. وجاءت الزيادة في المؤشر الرسمي قريبة من متوسط توقعات في مسح أجرته «رويترز» وبلغ 51.9. والقراءة فوق 50 تشير إلى نمو، بينما تشير القراءة دون هذا المستوى إلى انكماش مقابل الشهر السابق. وأظهر المسحان انخفاض مخزونات السلع الجاهزة رغم تحسن الطلبيات في مؤشر على أن المصنعين سيضطرون لزيادة الإنتاج لتلبية الطلب. واتفق «بنك أوف أميركا ميريل لينش» على أن بيانات المخزونات والطلبيات تبشر بالخير بالنسبة لانتعاش الإنتاج في الشهور القادمة. لكنه قال إن ضعف النمو في الولايات المتحدة واليابان سيعطل الاقتصاد، وقد يدفع بكين لإبطاء وتيرة ارتفاع قيمة اليوان. وأظهر المسح الذي أجراه «إتش إس بي سي» انخفاض طلبيات التصدير الجديدة في أغسطس للشهر الثالث على التوالي.

من جهة أخرى، قال مركز بحوث وتكنولوجيا السيارات الصيني أمس إن مبيعات سيارات الركوب في الصين ارتفعت 59.3 في المائة في أغسطس عنها قبل عام، لتصل إلى 977 ألفا و300 سيارة. وأظهرت بيانات المركز التابع للحكومة تحسنا كبيرا بالمقارنة مع يوليو حينما ارتفعت مبيعات السيارات 15.4 في المائة على أساس سنوي. وما زال النمو أبطأ من الأشهر القليلة الأولى من العام حينما تجاوزت المبيعات مليون سيارة في الشهر. ويشهد النمو فائق السرعة في أكبر سوق للسيارات في العالم تباطؤا منذ الربع الثاني من العام، مع اتخاذ الحكومة الصينية خطوات للحيلولة دون نمو تضخمي. ويبدي المسؤولون التنفيذيون والمحللون في مجال صناعة السيارات حذرا بشأن التوقعات لبقية العام في ظل تباطؤ الاقتصاد وأرقام المقارنة المرتفعة للعام الماضي.