«زكاة الفطر» ترفع الطلب على الأرز وتنعش استيراده

السوق تحوي 40 شركة بينها 8 شركات تسيطر على 80% من حجمها

صورة التقطت أمس لأحد السعوديين ينظر مع عائلته إلى أكياس لزكاة الفطر، أعدها باعة متجولون قبل انتهاء شهر رمضان المبارك (تصوير: أحمد فتحي)
TT

كشفت لـ«الشرق الأوسط» شركات عاملة في استيراد الأرز والأغذية في السعودية عن انتهائها من تزويد الأسواق المحلية بما يفوق 70 ألف طن من الأرز، لتلبية ارتفاع الطلب داخل المملكة الذي يقدر بـ66 ألف طن تقريبا، سيشتريها قرابة 22 مليون فرد لتأدية زكاة الفطر لهذا العام.

ومعلوم أن السعودية تعتبر الأرز السلعة الغذائية الرئيسية؛ حيث يقتضي الفرض الشرعي إخراج زكاة الفطر من القوت، سواء كان حبوبا أو غير حبوب، من أصحاب هذا الرأي الأئمة الثلاثة مالك، والشافعي، وأحمد، في حين أجاز أبو حنيفة إخراجها نقدا، بيد أن السعوديون يفضلون إخراجها من قوت البلد.

وأفصح مسؤولو شركات متخصصة في استيراد الأرز عن أن المحال والمتاجر ومنافذ البيع تم تزويدها بكميات كافية وتفيض، مشيرين إلى تنامي حجم السوق وانخفاض أسعار العبوات المعدة للزكاة، بمعدل 30 في المائة، مقابل العام المنصرم.

وقال لـ«الشرق الأوسط» محمد بن عبد الرحمن الشعلان، مدير عام شركة «الشعلان» المتخصصة في توريد الأرز، إن المقدر لهذا العام توجه 22 مليون نسمة من السعوديين والمقيمين لشراء 66 ألف طن لزكاة الفطر، التي وصلت أسعارها إلى متوسط 10 ريالات، لتبلغ قيمة الزكاة لهذا العام قرابة 220 مليون ريال (58.6 مليون دولار).

وأبان الشعلان أن حجم تعبئة العبوات الكيسية يبلغ 3 كيلوغرامات، بحسب ما هو مواز للقياس الشرعي المفروض لـ«الصاع»، لكن الشعلان لفت إلى أن حجم سوق مبيعات زكاة الفطر ينمو بشكل مطرد، 5 في المائة، بينما تفصح البيانات الرسمية الأخيرة عن ارتفاع حجم السكان من سعوديين ومقيمين في المملكة إلى 28.5 مليون نسمة.

ولفت الشعلان إلى أن السوق تحوي منافسة 40 شركة، بينهم 8 شركات تسيطر على أكثر من 80 في المائة من حجمها، موضحا أن هناك مستوردين يدخلون للاستفادة من المواسم، وهو ما يقسم السوق المحلية من حيث الشركات والمؤسسات العاملة فيه إلى ثلاثة أنواع، وهي المنشآت الراسخة القديمة والمزود الرئيسي للأسواق، ومنشآت عاملة للنشاطات الموسمية كالحج والإغاثات والتمويل والتموين لصالح جهات معينة عسكرية أو مدنية، وشركات ضعيفة تدخل وتخرج بين فترة وأخرى.

ويؤكد المدير العام لشركة «الشعلان» التي هي أحد أكبر الموردين في المنطقة أن السلعة متوافرة في كل الأسواق والمحال، بل تم التزويد بكميات إضافية لتوقعات حركة الاستهلاك الكبيرة خلال شهر رمضان، موضحا أن الشركات الموردة بدأت تنسيقاتها مع التجار والباعة منذ وقت مبكر، وبعضها من بداية العام الحالي. وزاد الشعلان بأن المخزون لدى التجار كبير، وقادر على تلبية أي نقص مع تنامي حركة الاستهلاك والمبيعات من أول العشر الأواخر في رمضان، وسط هوامش ربحية للتجار، تقدر بما بين 5 إلى 10 في المائة، مشددا على وجود بعض المعوقات التي تعتري السوق، بينها عمليات غش يعاني منها الشركات الكبرى نتيجة لضيق الموسم وضعف الرقابة واستغلال العمالة السائبة للتعبئة بجودة رديئة، ومن خلال علامات معروفة.

ويمثل الأرز القوت الأساسي في السعودية ومنطقة الخليج إجمالا، حيث يقدر حجم الواردات السنوية من هذه السلعة بنحو مليون طن سنويا، تستحوذ الهند على نسبة 58.5 في المائة من إجمالي هذه الكمية، بما يعادل 410 آلاف طن، يليها الأرز الأميركي الذي تبلغ واردات السعودية منه نحو 115 ألف طن سنويا، ثم الباكستاني بنحو 90 ألف طن، والتايلندي بنحو 30 ألف طن، والأسترالي بنحو 25 ألف طن، وتتوزع النسبة المتبقية بين مصادر عدة، من بينها فيتنام ومصر.

من جانبه، أوضح فيصل بالبيد نائب المدير العام والمدير المالي لمؤسسة «محمد سعيد بالبيد لتجارة جملة المواد الغذائية والأرز» أن الأسعار المتوافرة في السوق ملائمة، ولا تقارن بالعام المنصرم، إذ سجلت انخفاضا مع التحركات الأخيرة أكثر من 30 في المائة، موضحا أن الكيس وصل إلى سعر 24 ريالا، بينما تراجع إلى ما دون 17 ريالا عند الباعة النهائيين.

وأفاد بالبيد بأن السوق تأهبت مبكرا، ومنذ بداية الشهر الكريم، للتزويد بالأرز بكميات تكفي، من خلال فرق التسويق والتوزيع والمبيعات، مشيرا إلى أن الطلب بدأ منذ الأسبوع الحالي بشكل ملموس، وبلغ الذروة خلال اليومين الأخيرين.

ولم يخف بالبيد تنامي قطاع الجملة للجهات الخيرية والاجتماعية، إذ أوضح أن العام الحالي شهد تحركا من الجمعيات لتقديم طلبات من كميات الأرز للإيفاء بعض برمجها وخططها الاجتماعية، مفيدا بأن هناك اهتماما كبيرا من قبل المستوردين لرفع مستوى التعبئة ونظافة المنتج.

ويرى بالبيد أن السوق شهدت وجود علامات تجارية جديدة تنافس في السوق، إذ عرض على سبيل المثال ما قدمته مؤسسته من أسماء لقيت أصداء واسعة تحت مسميات «أبو دلة» و«أبو سيارة»، وكذلك هناك أسماء قوية تشهد طلبا كـ«الشعلان» و«العلمين» و«الفارس» و«الوسام».