أنت سعيد الحظ.. كذبة ونصب واحتيال!

سعود الأحمد

TT

يستمر نشاط النصب والاحتيال ويتطور بأساليب مختلفة وعبر قنوات وأبواب مختلفة.. على الساحة العالمية والمحلية.. ولا أحد يصد ولا أحد يرد!. فهذه بعض شركات الاتصالات تفتح الباب لتروج لنشاطات اليانصيب (المحرمة شرعا).. وتعينها وتمنحها الفرصة عبر رسائل جوال لتوقع بالناس من مواطنين ومقيمين في معظم المجتمعات.. ولتحقق منها هذه المؤسسات أموالا طائلة على حساب البسطاء من الناس! فمؤخرا، وفي شهر رمضان الكريم، لوحظ في بعض الدول العربية (ومنها السعودية) تزايد رسائل من شركات اليانصيب توجه لجوالات المشتركين.. تستخدم عبارات جذابة تعد المشتركين بسيارات فاخرة وكسب الملايين النقدية. وحقيقتها استغلال جهل العامة والبسطاء من الناس! ومن هذه العبارات «أنت سعيد الحظ.. اتصل لتشارك في السحب الشيفروليه وأولوف نقدا ثم رقم.... 7000». وما إن تتصل على الرقم المعطى لك، حتى تبدأ تحسب عليك شركة الاتصالات الدقيقة بكذا ريال لتصل المكالمة إلى عشرات، وربما مئات الريالات. وليجب عليك التسجيل يعطيك أسئلة بسيطة لتجيب عنها بسهولة، لكنك لن تكسب حتى لو جاوبتها! وتكتشف في النهاية أن العملية مجرد ضحك على الدقون ودجل واضح! وسوف لن تعرف تكلفة المكالمة أو تجد ما يشير إلى تكلفتها، إلا بعد أن تصلك فاتورة هاتفك الجوال! ولا يوجد في هذه الرسالة الموجهة للمستهلك أي نص ينبه إلى أن هذه المكالمة تعتبر من اليانصيب المحرم شرعا، أو أنها بتكلفة كذا.. بل إن القاعدة التي يطبقونها أن عليك أيها المستخدم للجوال أن تعرف أن لهذا الرقم المدعو (7000) نظاما لن تفهمه حتى تقع في حفرته. وتتحمل مبلغا وقدره. وهذه تجارة رابحة لهذه المؤسسات التي تسمي نفسها من شركات اليانصيب، وأنا أسميها «اليانصب» (بحذف الياء قبل الباء).. وإن اعترضت أو اشتكيت لشركة الاتصالات على هذه المبالغ، فلن تجد من يُشكيك.. وستجد الحل في القبول بالواقع المفروض والدفع بصمت.. وكل صفعة بتعليمة (كما يقال)! ثم.. إنه اختلطت علينا الأمور. هناك بالفعل رسائل ترد من التلفزيونات الحكومية. تطرح أسئلة سهلة وتساعد المتسابق على حلها، ليحصل على جوائز قيمة.. وكأنها تهدي الجوائز للضيوف. وعلى النقيض، هناك نصب واحتيال عبر قنوات، معظمها خليجي والباقي عربي، تروج لمسابقات مزيفة ليس فيها إلا النصب والاحتيال... فماذا على الناس أن تحذر منه؟! وليس هذا وحسب، فهناك قنوات فضائية أثرت على حساب البسطاء، من عشاق الوهم والإثراء بالحظ والصدفة! والمستفيد هم في الحقيقة محتالون يتصيدون للناس عبر هذه القنوات! ومما يحزُ في النفس أن تجد قناة فضائية تروج لهذه المسابقات (المحرمة).. وفي القناة نفسها يخرج عالم شرعي فاضل يعمل على نشر الفضيلة عبر الشاشة نفسها، وربما جعل المخرج من البرنامج نفسه الذي يتحدث فيه فضيلته، يدور شريط بأسفل الشاشة يروج لهذه المسابقات. التي أقل ما يقال عنها إنها محرمة! ولذلك فالمرجو من الجهات المسؤولة عن التنظيم والرقابة على أعمال شركات «اليانصب» أو «اليانصيب»، على فرض أن هناك جهات مسؤولة (وليست المسألة فوضى)، أن تعلن كتابة مع كل رسالة ترسل للمشترك. توضح فيها أن هذه مسابقة من مسابقات اليانصيب (المحرمة) وأنها تكلف المشترك كذا ريال أو دولار عن كل دقيقة. ودعونا من مقولات إن القانون لا يحمي المغفلين. لأن الحقيقة أن القانون لا يبرر نصب المحتالين ولا يبيح لهم النصب بكل حال.

* كاتب ومحلل مالي