رحبت سورية بنقل النفط الخام والغاز العراقي إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط عبر الأراضي السورية. واعتبر مصدر سوري مسؤول يوم أمس أن «هذه الخطوة المهمة تسهم في تطوير العلاقات بين البلدين وتنشط التعاون الاقتصادي المشترك بينهما لما فيه خدمة مصالح الشعبين الشقيقين»، موضحا أنه «سيتم عقد اجتماعات اللجان الفنية في دمشق خلال الأيام القليلة القادمة». وتصريح المسؤول السوري جاء بعد التوقيع على محضر اجتماع استضافته دمشق في 25 أغسطس (آب) الماضي بين وزارة النفط السورية ونظيرتها العراقية للاستفادة من الطاقات المتاحة في منظومة نقل النفط والاستفادة من منظومة نقل ومعالجة الغاز في سورية.
وكان وزير النفط السوري سفيان العلاو قد بحث مع معاون وزير النفط العراقي عبد الكريم باهظ اللعيبي في نهاية شهر مايو (أيار) الماضي نقل النفط الخام والغاز من العراق إلى سورية عبر الخط الحالي الواصل بين كركوك وبانياس إلى البحر الأبيض المتوسط.
كما بحثا إنشاء خطوط جديدة لنقل كميات أخرى من النفط الخام إلى سورية وتصديره عبر ميناء بانياس، إضافة إلى بحث التعاون لإكمال وتأهيل حقل عكاس العراقي الغازي القريب من الحدود السورية - العراقية، والذي ينتج نحو 50 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا، مع إمكانية زيادة هذه الكمية إلى 450 مليون قدم مكعب يوميا في حالة إجراء المزيد من التطوير للحقل. ويبلغ طول خط أنابيب كركوك - بانياس أكثر من 800 كم، ويصل بين حقل كركوك النفطي في العراق وميناء بانياس في سورية بطاقة نحو 300 ألف برميل يوميا.
ويشار إلى أنه تم تدشين هذا الخط سنة 1952 وأعيد فتحه للمرة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2000 بعد توقف استمر 18 عاما، قبل أن يغلق مجددا بعد الاحتلال الأميركي للعراق في مارس (آذار) 2003.