أمين عام أوبك لـ «الشرق الأوسط» : لا نسعى لضم أعضاء جدد.. والبيئة وبدائل الطاقة تحديان جديدان

عبد الله البدري: أرى تطورا في القطاع النفطي العراقي خلال 5 سنوات فقط

عبد الله سالم البدري الأمين العام لمنظمة أوبك (إ.ب.أ)
TT

في تصريحات لـ «الشرق الأوسط» قال عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة أوبك أمس في محادثه هاتفية إن الكثير من التحديات واجهت المنظمة عند إنشائها في بغداد قبل 50 عاما، منها الاستمرار بخمسة أعضاء منتجين للنفط في وقت كانت تسيطر فيه «الشقيقات السبع الكبرى»، وهي شركات نفط سيطرت على القطاع في ذلك الوقت، إلى التحديات الجديدة التي تكمن في البيئة، وبدائل الطاقة النفطية.

وتتأهب منظمة الدول المصدرة للنفط، أوبك، اليوم من مقرها في فيينا بثوبها الجديد لتحتفل بمرور 50 عاما على تأسيسها، تعاملت خلالها مع الكثير من التحديات والصعاب، وتنظر إلى التعامل مع تحديين جديدين في المستقبل وهما الاحتباس الحراري وتنويع مصادر الدخل للدول، بحسب الأمين العام للمنظمة.

وتطرق البدري في حديثه مع «الشرق الأوسط» إلى العراق، واصفا قطاعه النفطي بالغني احتياطيا، ولكن الظروف الصعبة التي تواجه البلاد حاليا تؤخر من تطوير القطاع والحقول النفطية هناك. وقال: «العراق دولة هامة في القطاع، وهي من الدول المؤسسة، ونظرا لخطط التطوير الحالية للحقول أتوقع أن ترى دولة العراق تطورا جادا في قطاع النفط ما بين 5 إلى 7 سنوات، لتنتقل إلى معدلات إنتاج مناسبة».

وأشار البدري إلى أن أهم التحديات التي تواجه المنظمة حاليا وعلى المدى القريب تتمثل في الحفاظ على البيئة والحد من الانبعاثات والتطوير التقني، فضلا عن أحوال السوق التي تتطور يوما بعد الآخر، وتبحث الدول فيها عن بدائل لتطوير وتنويع الدخل لديها. وقال: «لا أقصد بذلك توقف هذه الدول عن إنتاج النفط، ولكن الهدف هو استغلال عائدات النفط كوسيلة لإيجاد مصادر دخل جديدة لهذه الدول. السوق ستظل تعمل لفترات طويلة قادمة، ولكن سينفذ النفط يوما ما، يجب أن يدرك العالم مثل هذا الأمر». واستبعد أن يؤدي نمو استخدام الطاقة المتجددة والطاقة النووية إلى تقلص دور المنظمة.

وأكد الأمين العام دعم المنظمة لجميع مصادر توليد الطاقة، وتوقع في الوقت نفسه أن تستمر سيطرة النفط والغاز في المستقبل القريب على مصادر توليد الطاقة في العالم، مستبعدا أن يتقلص دور المنظمة، مبينا أنه ليس لدى أوبك مشكلات في التعامل مع مصادر الطاقة الأخرى. وقال: «المنظمة في حد ذاتها يجب أن تتحول إلى استيعاب تلك التغييرات، مع مراعاة أن سوق النفط ما زالت سارية إلى سنوات طويلة قادمة، ولكن تنويع الدخل من أهم الأنماط التي يجب أن تتبعها الدول المنتجة من أجيال مقبلة».

وأفاد بأنه يجب أن لا يعتمد المستخدمون على النفط للخمسين عاما المقبلة، وأن يبدأوا في التحول إلى مصادر أخرى تساند النفط. وأضاف البدري أن المنظمة لا تسعى إلى ضم أعضاء جدد، قائلا: «لدينا مشاورات مع أكثر من دولة، ولكن لا نسعى إلى ضم أعضاء جدد في الوقت الحالي».

وبتأسيس المنظمة في 14 سبتمبر (أيلول) 1960 في بغداد، كانت لديها بعض الأهداف، منها دعم الاستقرار في سوق النفط العالمية، وسعر عادل للنفط، وإبعاد أي أضرار قد تلحق بالسوق والدول الأعضاء في المنظمة.

وأفاد البدري في حديثه أنه خلال السنوات العشر الأولى كانت المنظمة تمر ببعض التحديات، خاصة بقليل من دول منتجة مثل السعودية والكويت وفنزويلا وإيران. وكانت هناك بعض المشكلات بين بعض الأعضاء.

وأكد الأمين العام أن انضمام سبع دول أخرى ساعد على الحفاظ على مقدراتها وأصبح لها حساب كبير بسيطرتها التامة على السوق، من خلال 40 في المائة من الإنتاج اليومي العالمي، ومعدل 80 في المائة الهائل الذي يحدد الاحتياطي العالمي للدول الأعضاء في المنظمة.