«أوبك» أكثر منظمات العالم تأثيرا على الاقتصاد الدولي تحتفل اليوم بنصف قرن على إنشائها

السعودية تجري ترتيباتها لتستضيف الاحتفالات في أكتوبر المقبل

TT

اليوم الثلاثاء الرابع عشر من سبتمبر (أيلول)، يكون العالم قد استقبل العام الـ50 على مرور منظمة مصدري النفط (أوبك)، إحدى أبرز وأهم المنظمات العالمية التي تدعم وتعزز استقرار الاقتصاد الدولي.

وتجرى الترتيبات في المملكة العربية السعودية عبر وزارة البترول والثروة المعدنية خلال الشهر الحالي للترتيب لتنظيم مؤتمر ضخم في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، إذ تقرر أن يكون اليوم الثامن عشر منه يوم احتفال السعودية ودول المنظمة بمشاركة العالم.

ووفقا للمعلومات المتاحة فإن مؤتمرا ومعرضا دوليا بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، إذ تمثل السعودية أحد أبرز المؤسسين الرئيسيين للمنظمة التي نمت على مدى الخمسين عاما الماضية وارتفع عدد أعضائها إلى 13 دولة من الدول المصدرة للنفط.

واستطاعت منظمة أوبك أن تكون رمانة ميزان استقرار الاقتصاد العالمي بأكمله، حينما أثبتت قدرتها على رسم استراتيجيات عززت من استقرار أسعار النفط – مصدر الطاقة الأهم لعجلة الصناعة والإنتاج دوليا - بفضل قرارات أعضائها من الدول المنتجة.

وذكرت المعلومات أن المؤتمر سيشهد مشاركة واسعة لعدد من الخبراء العالميين والباحثين المهتمين والشركات المتخصصة في صناعة النفط والطاقة التي ستناقش مسيرة الصناعة النفطية على مدى الـ50 عاما الماضية ودور منظمة الأوبك في تعزيز توفير مصادر الطاقة ودعم التقنية التي أسهمت في توسيع الصناعات النفطية ومشاركة العائدات النفطية في التنمية البشرية ومساعدة الشعوب لمواجهة الصعوبات المعيشية وتعضيد التنمية المستدامة.

وأوردت المعلومات أن جميع الدول الأعضاء بمنظمة الأوبك، اعتبارا من اليوم الثلاثاء ستشهد قيام نشاطات احتفاء باليوبيل الذهبي لمنظمة الأوبك تحت شعار «دعم الاستقرار»، تشتمل على مؤتمرات ومعارض، فيما أصدرت الأمانة العامة للمنظمة في فيينا بهذه المناسبة عددا من المطبوعات، من بينها كتاب يتحدث عن نشأة المنظمة قبل 50 عاما في بغداد من قبل الدول الخمس، كما أصدرت كتابا يتضمن رسومات للأطفال يحكي قصة الأوبك وصناعة الطاقة.

وستنظم الأمانة العامة بمقرها الجديد في فيينا أيضا معرضا في الفترة من 20 - 29 سبتمبر الحالي يحتوي على ثقافة وتاريخ البلدان الأعضاء بالأوبك. كذلك أصدرت الأمانة العامة طابعا بريديا بهذه المناسبة.

وكان للسعودية دور فاعل في إنشاء منظمة الأوبك، بجهود الحكومة التي كان يمثلها عبد الله بن حمود الطريقي وهو أول وزير نفط في المملكة وأحد مؤسسي منظمة الأوبك.

وطبقا للبيانات التاريخية فإن أسباب تأسيس منظمة الأوبك في عام 1949 جاءت عندما رأت الدول الرئيسية المصدرة للنفط، السعودية وإيران والعراق والكويت وفنزويلا ضرورة التنسيق فيما بينها بشأن السياسات النفطية للحد من هيمنة الشركات النفطية التي كانت تعرف بـ«الأخوات السبع»، وهي: «شيفرون» و«أكسون» و«موبيل» و«تيكساكو» و«غلف» و«برتش بتروليوم» و«رويال دتش شيل»، على إنتاج النفط وبيعه بأسعار بخسة، أحدثت اضطرابا في السوق النفطية.

وبعد مرور 10 سنوات، ازدادت الحاجة لمزيد من التعاون واتخاذ إجراءات عملية عندما أقدمت تلك الشركات النفطية السبع، وبصورة فردية على تخفيض أسعار النفط الخام إلى دولار واحد للبرميل في الأسواق العالمية واعتبرته سعرا مرجعيا عند دفعها لحقوق الامتياز والضرائب للدول النفطية، وهو ما يمتص ثروات هذه الدول دون الحصول على عوائد مجزية تدعم تنميتها، مما جعل الدول الخمس تقرر الاجتماع في بغداد في 14 سبتمبر من عام 1960، لتعلن تأسيس منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، وضمت في عضويتها السعودية وإيران والعراق والكويت وفنزويلا.