كبير اقتصاديي الصندوق السعودي للتنمية: ندعم المشاريع ذات الأهمية الحيوية

الدليلان لـ «الشرق الأوسط»: الصندوق قدم 75 مليون دولار لبرنامج إعادة الإعمار في البوسنة

محمد الدليلان
TT

تسهم المملكة العربية السعودية في مشاريع التنمية والإعمار بمختلف أنحاء العالم، ضمن البرامج الدولية الساعية لمحاربة الفقر ومعالجة آثار الحروب والكوارث الطبيعية. وينشط الصندوق السعودي للتنمية في نحو 70 دولة، وموّل حتى الآن أكثر من 470 مشروعا منذ إنشائه سنة 1975 حتى الآن، ويدعم الصندوق مشاريع التنمية في الدول الشقيقة والصديقة، ومن ذلك مشاريع التنمية والإعمار في البوسنة. وقال كبير اقتصاديي الصندوق السعودي للتنمية، محمد الدليلان، لـ«الشرق الأوسط»، حيث يقوم بزيارته الثالثة للبوسنة هذا العام، بعد إقرار المجتمع الدولي برنامج إعادة الإعمار في البوسنة (تبلغ تكلفته 5.1 مليار دولار)، بادرت المملكة العربية السعودية بتقديم مبلغ 75 مليون دولار منذ إقرار البرنامج بعد نهاية الحرب وحتى اليوم، وتابع: «نحن لا نزال ندرس مشاريع أخرى لدعم العلاقات المتميزة التي تربط حكومة خادم الحرمين الشريفين بالبوسنة والهرسك». وأشار الدليلان إلى أنه زار البوسنة عدة مرات، وأن زيارته الأخيرة جاءت بدعوة من الحكومة البوسنية لحضور حفل وضع حجر الأساس لمركز معالجة الأورام التابع لمستشفى «موستار»، الذي «أسهم فيه الصندوق السعودي للتنمية بمبلغ 24.83 مليون ريال، أي 6.3 مليون دولار، وتابع: «في هذا الإطار قدمنا قرضا لتمويل 4 مستشفيات في كل من سراييفو والمركز الطبي في سراييفو وكونيتش (30 كيلومترا جنوب سراييفو) ومستشفى (صفوت موسيتش) بموستار (120 كيلومترا جنوب سراييفو)، بالإضافة للمركز الطبي في موستار، وذلك بمبلغ مالي قدره 93.75 مليون ريال، أي ما يعادل 25 مليون دولار».

وقد حضر حفل وضع حجر الأساس لمركز الأورام بموستار كثير من الشخصيات، ونال تغطية إعلامية واسعة: «لمسنا إشادة كبيرة من قبل الأوساط السياسية والإعلامية، وإشادة بالجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية، التي تلبي الكثير من الاحتياجات الضرورية والمهمة لحياة السكان، وتخفف عنهم مشقة الانتقال إلى المدن الأخرى لتلقي العلاج، لتوفر الخدمات اللازمة بها، حيث تعد بعيدة عن أغلب السكان وهم الفقراء والضعفاء ومحدودو الدخل وكبار المتقاعدين وغيرهم».

وعن إسهامات صندوق التنمية السعودي في مشاريع وبرامج التنمية في البوسنة، في إطار مساعي المجتمع الدولي لهذا الغرض، قال الدليلان: «هناك برامج في 9 قطاعات أسهمت المملكة العربية السعودية حتى الآن بمبلغ 112.5 مليون ريال، أي ما يعادل 30 مليون دولار، فيها، وهي خاصة بمشاريع تشييد وإعادة تأهيل قطاعات الصحة، والتعليم، والزراعة، والمياه، وسكك الحديد، وإعادة بناء وتأهيل مساكن في بريتشكو، وسانسكي موست، وتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة وغيرها»، وأردف: «قدمنا منحة قدرها 20 دولارا لتشييد وإعادة تأهيل 2300 مسكن في مختلف أنحاء البوسنة، وقد سبق أن أسهمت المملكة في ترميم مسجد الغازي خسرف بك والمدرسة التابعة له بمبلغ 250 ألف دولار»، وأوضح الدليلان أن «المملكة بصدد النظر في مشاريع مقبلة، من بينها الطريق الدائري في زينتسا، وتشييد وإعادة ترميم مساكن للمهجرين المشردين». وأكد الدليلان على أن المملكة العربية السعودية «كانت من أول المبادرين لدعم مشاريع التنمية، بعد انتهاء الحرب في البوسنة، وقد أرسلت البعثات الاقتصادية لتقصي حاجات البلاد، ومعرفة حجم المشاريع المطلوبة التي يمكن تنفيذها، وتتوفر فيها سرعة التنفيذ والجودة العالية والأسعار المناسبة»، وأشاد الدليلان بالتزام البوسنة بالمعايير اللازمة لتعزيز الثقة بين الممول والمستفيد: «البلد في تطور مستمر، في كل زيارة نلاحظ مشاريع جديدة، وهناك استقرار سياسي، وقد زرنا الكثير من المناطق والمدن، مثل بيهاتش، وجوراجدة، وتوزلا، وزينتسا، وموستار، وسانسكي موست، وبريتشكو، وبوغينو، حيث لدينا هناك مدرسة من أصل 12 مدرسة مولها الصندوق السعودي للتنمية، أما عن الالتزام، فإن البوسنة من أفضل الدول في هذا الخصوص، سواء فيما يتعلق بالجودة أو الأسعار أو احترام المواعيد والآجال، ونحن نتابع بدقة، وحسب المراحل، تنفيذ هذه المشاريع بالمواصفات المتفق عليها، فهم يسددون قبل انتهاء الأجل، فمشروع «موستار» لمدة 12 عاما، ولكنهم أكدوا على أنهم سيسددون القرض من دون فائدة خلال 10 سنوات فقط، وأكد أن «المشاريع التي يتم تمويلها تختارها الحكومة البوسنية وتوقع عليها وزارة المالية، فالحكومة تقدم لنا قائمة المشاريع، ونحن نختار الحيوية منها، التي يستفيد منها أكبر عدد ممكن من الناس»، وأشار إلى أن «البوسنة في حاجة كبيرة للاستثمارات، لا سيما في البنية التحتية وشبكات الطرق والطاقة والنقل».