«أبيكورب» البترولية تكشف عزمها الاستثمار في مشاريع النفط والغاز الكبرى بالسعودية

أعلنت عن تخارجها من استثمارات رئيسية لإعادة توظيف الحصيلة في مشاريع جديدة

أحد مواقع النفط في منطقة الخريص في السعودية (رويترز)
TT

كشفت الشركة العربية للاستثمارات البترولية «أبيكورب» عن عزمها الاستثمار في سوق الطاقة السعودية، وذلك في من خلال مشاريع النفط والغاز الكبرى التي أعلنت عنها الرياض خلال الفترة الماضية.

وقال أحمد بن حمد النعيمي، الرئيس التنفيذي والمدير العام لـ«أبيكورب»، إن أسواق السعودية التي يقع فيها المقر الرئيسي لـ«أبيكورب»، تمثل هدفا رئيسيا للاستثمارات الجديدة التي يخطط المصرف متعدد الأطراف لدخولها.

وقال «توفر مشاريع النفط والغاز الكبرى التي تخطط المملكة لتنفيذها خلال الأعوام القليلة المقبلة، والتي تقدر قيمتها بنحو 139 مليار دولار، فرصا فريدة للاستثمار في أسهم تلك المشاريع، ونحن نسعى من خلال هذه المشاريع إلى تعزيز وجودنا القوي بالفعل في المملكة. وأضاف «تعتبر المملكة أحد أكبر المساهمين في (أبيكورب) بحصة تبلغ نسبتها 17 في المائة، حيث تصل نسبة استثماراتها إلى 65 في المائة من محفظة المساهمات و37 في المائة من الحجم الكلي للقروض في المملكة». ولعبت «أبيكورب» دورا حيويا في رعاية تنمية قطاع الطاقة العربي منذ تأسيسها عام 1975، ويستثمر المصرف في 14 مشروعا مشتركا في قطاع النفط والغاز، كما أسهم في تقديم قروض مباشرة وتجميعية تقارب قيمتها 123 مليار دولار لمشاريع قطاع الطاقة، وأقرض الدول الأعضاء في المنظمة وغيرها من الدول العربية نحو 10 مليارات دولار.

إلى ذلك، أعلنت «أبيكورب» عن بلوغها مرحلة متقدمة من مباحثات تستهدف التخارج من استثمارات رئيسية وإعادة توظيف حصيلة تسييل قيمة أصولها في مشاريع نفط وغاز جديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك تماشيا مع خطتها الخمسية الهادفة إلى استمرار التوسع في تنويع محفظتها الاستثمارية.

وقال النعيمي «بفضل التشجيع القوي من مجلس إدارتنا والدور المحوري الذي يلعبه قطاع النفط في الانتعاش الاقتصادي، والتصنيف الائتماني المرتفع الذي منحته مؤسسة «موديز» لنا للمرة الأولى، نشعر بأننا أمام فرصة ثمينة للتخارج من بعض الاستثمارات وإعادة توظيف الحصيلة وتسييلها في استثمارات جديدة، بهدف تعزيز تنويع محفظة استثماراتنا في قطاع النفط والغاز».

وكشف النعيمي النقاب عن بلوغ «أبيكورب» مرحلة متقدمة من مباحثات تستهدف التخارج من اثنتين من حصصها الرئيسية في أسهم شركات النفط والغاز.

وقال «يتميز هذان الاستثماران بجدواهما الاقتصادية الفائقة، ونحن نعتقد أن الوقت قد حان الآن لكي تعود أصولهما إلى مستثمرين جدد يبحثون عن فرص استثمارية عالية الجودة وتتميز بسيولتها المرتفعة نسبيا في قطاع النفط والغاز، بينما ستعيد (أبيكورب) توظيف حصيلة تسييل قيمة هذين الاستثمارين في تطوير مشاريع جديدة»، تماشيا مع دور «أبيكورب» الرائد والأساسي، كمصرف تنموي، في دعم وتطوير هذه الصناعة بالمنطقة.

وتأسست الشركة العربية للاستثمارات البترولية «أبيكورب» عام 1975، وتصنف كمصرف تنمية متعدد الأطراف تعود ملكيته للدول العشر الأعضاء في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك).

وأشار النعيمي إلى أن الشركة تسعى لإعادة توظيف حصيلة تسييل قيمة الاستثمارات التي سوف تتخارج منها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مشاريع التنقيب والإنتاج، بالإضافة إلى مشاريع المعالجة والنقل والتسويق والتخزين في قطاع النفط والغاز. وقال «تتماشى هذه المبادرة مع أهداف خطتنا الخمسية خلال أعوام 2010 و2014 والتي تستهدف توسيع نطاق استثماراتنا في مشاريع جديدة في قطاعات النفط والغاز والمرافق، كما يوفر قطاع الطاقة في المنطقة فرصا استثمارية ممتازة تقدر قيمتها بنحو 470 مليار دولار، حيث تعتزم (أبيكورب) الاستفادة من تلك الفرص لتعزيز النمو الاقتصادي في الدول العربية».

وتتوقع «أبيكورب» تضاعف قيمة محفظة استثماراتها المباشرة والتي بلغت 257 مليون دولار بنهاية عام 2006، بحلول نهاية خطتها الخمسية ما بين 2010 و2014.

يذكر أن «أبيكورب» أعلنت الشهر الماضي عن تحقيق صافي أرباح للنصف الأول من عام 2010 الحالي بقيمة 47 مليون دولار، متجاوزة توقعاتها، ومسجلة زيادة قدرها 95 في المائة عن نتائج الفترة نفسها من العام الماضي. وكانت الشركة قد أعلنت تحقيق أرباح صافية بقيمة 59 مليون دولار في نهاية عام 2009 بزيادة قدرها 111 في المائة عن العام السابق 2008. وقال النعيمي «تعكس هذه النتائج القوية والمتواصلة متانة أسسنا المالية وسلامة النهج الذي تتبعه الشركة في إدارة أعمالها وقدرتنا على تجاوز آثار الأزمة المالية التي عصفت بأسواق الائتمان والسيولة النقدية».

وتابع «نجحت (أبيكورب) خلال العقود الثلاثة الماضية في التغلب على انعكاسات الكثير من الأزمات الإقليمية وفترات تدني أسعار النفط، من خلال الاكتفاء ذاتيا ومن دون مواجهة صعوبات كبيرة.. إذ إننا إضافة إلى ما نتمتع به من مسيرة أداء رائعة حتى الآن، نمتاز بوضع جيد يسمح لنا بتوسيع آفاق نموذج عملنا الراهن».