الذهب يحطم سعرا تاريخيا جديدا مخترقا 1283 دولارا للأوقية

خبير: استمرار الارتفاع دليل على استمرار أزمة المال العالمية

TT

في الوقت الذي ارتفع فيه الذهب أمس إلى مستوى تاريخي جديد بلغ 1283 دولارا للأونصة لتبلغ نسبة الارتفاع هذا العام نحو 16% حتى الآن، أكد خبير متخصص في قطاع الذهب أن استمرار ارتفاع أسعار الذهب يتناسب عكسا مع ثقة المستثمرين بالاقتصاد العالمي، فكلما ارتفعت أسعار الذهب كان ذلك مؤشرا على تراجع الثقة بالاقتصاد العالمي وزيادة القلق العالمي والمخاوف من تداعيات الأزمة المالية العالمية.

وارتفع الذهب أمس إلى مستوى قياسي بلغ 1283.25 دولار للأوقية «الأونصة»؛ إذ دفعت المخاوف بشأن قوة الاقتصاد العالمي والمزيد من برامج التيسير الكمي في الولايات المتحدة المستثمرين إلى الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن.

وفي حديثه لـ «الشرق الأوسط» أمس قال محمد حسين الزبير، المدير العام لمصفاة الغيث للذهب في دبي: إن الاستمرار في الارتفاع يؤكد أن الذهب هو سيد الأصول الحقيقية والملاذ الآمن للاستثمار في وقت يخشى فيه المستثمر من الإقبال على الدولار أو النفط وحتى أسواق المال العالمية التي تعاني تراجعا لافتا، ليبقى الذهب أفضل وسيلة للاستثمار في هذه المرحلة.. متوقعا أن يواصل ارتفاعه مع بقاء الاقتصاد العالمي والأميركي تحديدا يسجل تباطؤا ونتائج ضعيفة.

وخلال التعاملات بلغ سعر الذهب 1282.55 دولار للأوقية مقارنة مع 1275.95 دولار في أواخر معاملات بورصة نيويورك يوم الجمعة الماضي. وسجل سعر العقود الآجلة للذهب في قسم كومكس من بورصة نيويورك للمعاملات السلعية مستوى قياسيا عند 1284.90 دولار للأوقية.

كانت «الشرق الأوسط» قد أجرت في وقت سابق مسحا شمل عددا من كبار المشتغلين في قطاع الذهب على مستوى المنطقة توصلت من خلاله إلى أن أسعار الذهب قد تخترق حاجز 1300 دولار للأونصة مطلع العام المقبل.

ويرجع محمد الزبير، الخبير في مجال الذهب، ارتفاع الأسعار بشكل تفصيلي إلى ضعف الدولار الأميركي من منطلق أن الدولار الأميركي إذا لم يكن يحقق عوائد كما هو الحال الآن يلجأ المستثمر إلى الذهب كملاذ آمن، مشيرا إلى أن الذهب ينحو باتجاه الارتفاع كلما صدرت مؤشرات تباطؤ أو نتائج ضعيفة عن النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة الأميركية، فيما يأتي ارتفاع أسعار البترول ليؤثر على أسعار الذهب أيضا. ويشير الزبير إلى أن ارتفاع أسعار اليورو قد يؤدي إلى انخفاض سعر الدولار، وبالتالي ارتفاع أسعار الذهب لأنه مسعر بالدولار، إلى ذلك يترافق ارتفاع أسعار الذهب مع التراجع في نشاط أسواق الأسهم العالمية والمحلية، الأمر الذي يدفع الكثير من المستثمرين إلى تحول استثماراتهم لشراء الذهب.

وبينما كل شيء في العالم يعاني الانخفاض، وفقا للخبير، يشهد الذهب انتعاشا تاريخيا في أسعاره على اعتبار أنه ملاذ آمن في الظروف الاقتصادية الصعبة وفي أوقات الاضطراب الاقتصادي، وحين تكون هناك حالة من عدم اليقين بشأن الاقتصاد العالمي مثلما هو الحال الآن، أما ارتفاع أسعار الذهب كسبائك ومجوهرات فيأتي في فترة الاحتفالات الدينية الهندوسية وموسم الزواج في الهند والتي تجري الشهر الحالي.

كان مجلس الذهب العالمي قد توقع في أحدث تقرير له أن يؤدي استمرار الطلب القوي من مشتري المجوهرات في أسرع اقتصادين نموا في العالم، الهند والصين، إلى استمرار ارتفاع أسعار الذهب.