قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس إن الخفض الحاد في الإنفاق في بريطانيا ضروري لمنع البلاد من «الانزلاق إلى الكابوس الذي رأيناه في اليونان». وكان الخفض الذي أعلنت عنه حكومة المحافظين في مجالات إعانات الأطفال وكثير من بنود دولة الرفاه قد أثار امتعاضا وسط كثير من المؤيدين لحزب المحافظين وأثيرت مخاوف من أن تفقد هذه الإجراءات الحزب شعبيته خاصة في العاصمة لندن.
وفي كلمته الختامية أمام المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في برمنغهام بوسط إنجلترا، حث كاميرون الشعب البريطاني على «التكاتف» لمواجهة أزمة الديون. وقال إن خفض الإنفاق الوشيك سيكون «صعبا ولكنه عادل»، وتعهد بأنه في غضون سنوات قليلة، سيشعر الجميع بالنتائج الجيدة له.
ومن المقرر أن تعلن الحكومة تفاصيل حزمة التقشف في 20 أكتوبر (تشرين الأول). ومن المتوقع أن يتم خفض الإنفاق العام بنسبة تتراوح بين 25% و40% في الإدارات الحكومية من أجل معالجة العجز الضخم في الميزانية الذي يتجاوز 150 مليار جنيه إسترليني (238 مليار دولار).
وقال كاميرون: «لا أقول إن هذا سيكون سهلا.. لكنني أقول لكم: لا توجد وسيلة أخرى مسؤولة». وتخطط الحكومة بالفعل لإلغاء برنامج إعانات الأطفال اعتبارا من عام 2013، واستبدال نظام مرتبط بالدخل به. وفي ميزانية الطوارئ التي قدمت بعد أسابيع فقط من تولى ائتلاف المحافظين والأحرار السلطة في منتصف مايو (أيار)، عرضت الحكومة القضاء على العجز في غضون ولايتها الحالية التي تستمر خمس سنوات. وقال كاميرون إن ميزانية الطوارئ وضعت بريطانيا مجددا على طريق «الاستقرار المالي» ومنعتها من «الانزلاق إلى الكابوس الذي رأيناه في اليونان».
-