نظريات بعض الحائزين على «نوبل» تسببت في كارثة أسواق المال.. وعلى الجائزة تحمل التبعات

أستاذ رياضيات مالية لبناني يدعو لمقاضاة منظمي الجائزة

TT

وسط الزخم الكبير الذي تحدثه جائزة نوبل لكبار الباحثين في شتى المجالات العلمية، دعا بروفسور في علم الرياضيات المالية إلى مقاضاة منظمي جائزة نوبل لمنحهم الجائزة لبعض أساتذة الاقتصاد الذين روجوا لنظريات المخاطر الاستثمارية التي تسببت في الكارثة المالية العالمية وكادت تعصف بالنظام المالي العالمي. وقال البروفسور نسيم نيقولا نجيب طالب الذي حقق أرباحا خلال الأزمة المالية من استثماراته، «إذا لم يرفع المستثمرون الذين خسروا من الأزمة المالية دعوى قضائية ضد منظمي جائزة نوبل فسأقوم أنا برفعها».

ودعا بروفسور الرياضيات المالية اللبناني المعروف طالب الذي يتنقل بين لندن ونيويورك وعدة عواصم مالية، في تصريحات خلال عطلة الأسبوع، المستثمرين الذين خسروا أموالا في الأزمة المالية إلى رفع دعوى ضد البنك المركزي السويدي لأنه منح جوائز نوبل إلى اقتصاديين تسببت نظرياتهم المالية في انهيار الاقتصاد العالمي. وسعت «الشرق الأوسط» أمس للاتصال بالبروفسور طالب للحديث معه بشأن الدعوى ونظرياته المالية، غير أن طالب اعتذر في رده بالبريد الإلكتروني وقال «أنا الآن في فترة عزلة وأقصر اتصالاتي على العائلة والأصدقاء فقط».

وقال طالب في مقابلة نقلتها وكالة «بلومبيرغ»: «أرغب في أن أجعل (نوبل) مسؤولة عن جوائزها، وعلى المواطنين أن يرفعوا دعوى ضدها إذا فقدوا وظائفهم أو أعمالهم التجارية بسبب ما حدث من انهيار في النظام المالي». وأشار طالب إلى «أن جائزة نوبل للاقتصاد أضفت مصداقية على نظريات المخاطرة التي تسببت في خسائر المستثمرين وتمويل دافعي الضرائب لخطط الإنقاذ». وكان البنك المركزي السويدي قد أعلن أمس أسماء الفائزين بجائزة نوبل لهذا العام.

وخص طالب بالانتقاد كلا من البروفسور هاري ماركوفيتز والبروفسور ميرتون ميللر والبروفسور ويليام شارب، أساتذة الاقتصاد الذين حازوا جوائز «نوبل» عن أبحاثهم في «نظرية المحافظ» و«تسعير الموجودات». وقال البروفسور طالب «استخدم الناس نظريات شارب التي قللت كثيرا من حجم المخاطر التي يتعرض لها المستثمرون ورفعت من حجم انكشاف مراكزهم المالية في الأسهم». وقال إنه لا يلقي باللوم على هؤلاء الأساتذة لأنهم ابتدعوا هذه الأفكار، ولكنه يلوم لجنة نوبل لأنها أضفت عليهم الشرعية». وألقى أستاذ الرياضيات المالية الذي يحاضر في عدة جامعات، كما نصح عدة دول خلال الأزمة الأخيرة، باللائمة فيما حدث من دمار مالي للأفراد والشركات والأعمال التجارية على جائزة نوبل التي منحت المصداقية وليس على النظريات. وقال في هذا الصدد «لا أحد كان سيأخذ أبحاث ماركوفيتز مأخذ الجد دون أن توضع عليها بصمات جائزة نوبل». وماركوفيتز بروفسور في علوم المال في مدرسة الإدارة بجامعة كاليفورنيا، فيما توفي البروفسور ميللر الذي كان يحاضر في جامعة شيكاغو عام 2000. وفي تعليقه على اتهامات طالب وانتقاده لنظريات المخاطرة في الاستثمار، قال البروفسور شارب الذي يدرس حاليا علوم المال في جامعة ستانفورد العريقة «استخدم الناس نظريتي وبنوا عليها تنبؤات وأرقاما جبرية وأنا لا أقبل اللوم بشأن الأرقام التي يضعونها».

وفي كتابه «البجعة السوداء» الذي حقق أعلى المبيعات عام 2007، وصف طالب ببراعة كيف أن الأحداث المستقبلية يمكن أن تدمر السوق، وحذر من اعتماد المصرفيين كثيرا على نظريات الصدفة وإهمالهم للعوامل التي تحدث الكوارث المالية غير المتوقعة. وهو ما وضعه بين أشهر أساتذة المال الذين نبهوا للأزمة قبل وقوعها.

وقال طالب في تصريحات نقلتها تقارير مالية «إذا لم يتمكن أحد من رفع دعوى قضائية ضد (نوبل) فسوف أقوم أنا بمقاضاتهم». ولكنه لم يشر إلى تاريخ محدد للدعوى التي ينوي رفعها ضد منظمي جائزة نوبل أو الأسس التي ستبنى عليها الدعوى.