محللون: الدولار ربما يبدأ رحلة صعود خلال الشهور المقبلة

فقد 8.5% من قيمته خلال الربع الماضي

TT

يعتقد خبراء في أسواق الصرف العالمية أن الدولار الذي فقد 8.5% من قيمته خلال الربع الأخير، قد وصل إلى القاع في رحلة الهبوط، وأن هنالك احتمالات أن تبدأ قيمته في الصعود خلال الشهور المقبلة. ومنذ أن أعلن محافظ الاحتياط الفيدرالي بين بيرنانكي أن بنك الاحتياط ربما يقوم بضخ سيولة جديدة لتحفيز الاقتصاد، فقد الدولار نحو 1.6% من قيمته مقابل العملات الرئيسية، خاصة الين الياباني. وأشار هانس جينتر ريدكار، رئيس قسم الأبحاث في مصرف باريبا، في تعليقات لتلفزيون بلومبيرغ، إلى أن جميع المتعاملين يراهنون على انخفاض الدولار، ولكن هذا قد لا يكون سليما. ومن جانبه، قال لي هاردمان استراتيجي العملات في لندن: «إحصاءات الاقتصاد الأميركي لا تشير إلى تدهور كبير يستدعي اتخاذ خطوات كبرى من جانب بنك الاحتياط الأميركي (البنك المركزي الأميركي) لتنفيذ مشتريات ضخمة من الموجودات المتعثرة مثل تلك التي نفذها في العام الماضي».

وقدر بنك «أوف طوكيو ميتسوبيشي» حجم المشتريات المتوقع أن ينفذها البنك المركزي الأميركي في الشهور المقبلة والمتوقع لها أن تبدأ في نوفمبر (تشرين الثاني) بنحو 500 مليار دولار مقارنة بنحو 1.75 تريليون دولار نفذها منذ بداية الأزمة المالية. ومن بين المؤشرات التي قد تدعم الدولار في الفترة المقبلة التوقعات الإيجابية التي أعلنها صندوق النقد الدولي في الأسبوع الماضي والتي توقع فيها أن يفوق نمو الاقتصاد الأميركي نمو اقتصادات المجموعة الأوروبية بنحو واحد في المائة خلال العام الحالي وكذلك العام المقبل. ولكن، يجب أن لا تأخذ هذه التوقعات أن تعافي الدولار سيبدأ قبل نوفمبر (تشرين الثاني)، التي سيبدأ فيها ضخ دولارات جديدة في السوق الأميركية.

وفي مقابل هذه التوقعات المتفائلة بشأن أن الدولار في طريقه للتعافي، هنالك التصريحات التي أدلى بها جرينسبان، محافظ بنك الاحتياط الأميركي السابق، لتلفزيون بلومبيرغ، والتي دعا فيها الولايات المتحدة إلى التضحية بالدولار في سبيل تحقيق نمو قائم على نمو الصادرات. ويقول جرينسبان إن جاذبية الدولار ستعوق تعافي الاقتصاد لأنها تقلل من الميزة التنافسية للصادرات الأميركية.

ويذكر أن الدولار تعرض لضغوط بيع واسعة، أمس، ليتجه نحو مستويات منخفضة رئيسية مقابل اليورو والفرنك السويسري وسلة عملات بفعل ظهور مزيد من العلامات التي تشير إلى جولة ثانية من إجراءات التيسير الكمي في الولايات المتحدة. ويبدو اليورو مستعدا لاختبار مستوى 1.40 دولار وأعلى مستوى في ثمانية أشهر البالغ 1.4030 دولار بعدما دعمت تفاصيل اجتماع لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) نشرت يوم الثلاثاء تكهنات بمزيد من التيسير الكمي. وينظر إلى استمرار اليورو فوق مستوى 1.4025 – 1.4045 دولار على أنه ينبئ بمزيد من المكاسب. وقال متعاملون إن تصريحات أكسل فيبر، عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، يوم الثلاثاء - التي أبرزت الخلافات في التوجه بين سياستي مجلس الاحتياط الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي - منحت اليورو دعما إضافيا. وزاد اليورو 0.33 في المائة إلى 1.3970 دولار. وارتفعت العملة الأوروبية الموحدة بوجه عام إذ حققت مكاسب مقابل الين والجنيه الإسترليني والفرنك السويسري. وتراجع مؤشر الدولار 0.32 في المائة إلى 77.125 مقتربا من أدنى مستوى في 9 أشهر 76.9 الذي سجله الأسبوع الماضي.