«أوبك» أبقت على سياسة الإنتاج الحالية في اجتماع «سريع» ساده الرضا حول الأسعار

النعيمي توقع طلبا قويا على خامات الشرق الأوسط

وزير النفط السعودي علي النعيمي يدلي بتصريحات للصحافة العالمية قبيل بدء اجتماعات «أوبك» أمس (أ.ف.ب)
TT

أبقت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) أمس على سياسة الإنتاج الحالية دون تغيير في اجتماع سريع ساده الرضا بتوازن السوق ومستويات الأسعار التي تحلق فوق 80 دولارا وتقترب من 84 دولارا للبرميل، مستفيدة من ضعف الدولار وقوة نمو الاقتصاد الصيني. ونحت المنظمة جانبا مخاوف من أن يؤدي تراجع الدولار إلى صعود مبالغ فيه لأسعار النفط يضر بالاقتصاد العالمي الهش.

وأكدت الأكوادور التي ترأس الدورة الحالية للمنظمة قرار عدم تغيير مستويات الإنتاج. وقالت إن المؤتمر التالي للمنظمة سيكون في كيتو في 11 ديسمبر (كانون الأول). وقال ويلسون باستور رئيس منظمة «أوبك» أمس إن وزراء المنظمة اتفقوا على ترك مستويات الإنتاج المستهدفة دون تغيير. وكان من المتوقع على نطاق واسع أن تبقي «أوبك» على سياسة الإنتاج التي انتهجتها منذ ديسمبر 2008، حينما أعلنت تخفيضات قياسية في الإنتاج بواقع 4.2 مليون برميل.

وقال وزير النفط السعودي علي النعيمي قبيل اجتماع «أوبك» أمس إن المملكة ما زالت حتى الآن راضية عن الأسعار. وأضاف النعيمي في تصريحاته للصحافيين «أكبر التحديات التي تواجهنا هو الإبقاء على سوق النفط كما هي اليوم». وأحجم النعيمي عن تحديد مستوى السعر الذي قد يعرض التعافي الاقتصادي للخطر، لكنه قال إن المنتجين يخشون احتمال العودة مجددا للركود. وأضاف «أتمنى ألا نعود للركود. الجميع يعمل جاهدا لتفادي ذلك». وحث النعيمي الدول الأعضاء في منظمة «أوبك» الالتزام بصورة أكبر بمستويات الإنتاج التي تستهدفها المنظمة، وتوقع الوزير السعودي أن يشهد العالم طلبا قويا على نفط الشرق الأوسط العام المقبل.

وفي رده على سؤال «الشرق الأوسط» حول إنتاج العراق، قال النعيمي، بكل تأكيد نرحب بما يمكن أن يدخل أسواق النفط العالمية من نفط عراقي، نافيا أن يسبب الإنتاج المتوقع للنفط العراقي أي إزعاج أو قلق، مبينا أن العالم يحتاج إلى النفط وأن العامل الرئيسي الذي أصبح يحدد أسعار النفط هو النمو الاقتصادي العالمي وليس المخزونات. ووصف النعيمي في ردود على أسئلة من صحافيين صباح أمس الوضع في سوق النفط العالمي حاليا بالمثالي، مبينا أن الأسواق مكتفية فعندها ما تحتاجه من نفط كما أن الإمدادات كافية، مدللا على ذلك برضا كل الأطراف وعدم وجود أية شكاوى من أية جهة، مؤكدا أن «الجميع تتضافر جهودهم حتى لا يحدث ما يخل بهذه الوضعية». ورفض النعيمي التعليق على ما تضمنته تصريحات وزراء آخرين متحمسين لارتفاع في الأسعار، مؤكدا أن سياسته دائما ألا يعلق على تصريحات الآخرين طالما أن لكل دولة الحق والحرية في الحديث عما يناسبها من أسعار.

هذا وكان وزير النفط العراقي قد توقع في أحاديث صحافية أن يصل الإنتاج العراقي من النفط للأسواق العالمية بصورة منتظمة خلال السنوات السبع المقبلة.

من جانبه عدد وزير النفط القطري عبد الله بن حمد العطية في إجابة ردا على سؤال من «الشرق الأوسط» عدة عوامل تمثل تحديات مختلفة تواجه «أوبك» في مرحلتها المستقبلية الجديدة بعد أن أكملت 50 عاما على تأسيسها في مقدمة تلك التحديات التواصل والتفاعل مع متطلبات النمو الاقتصادي في ظل قدرة «أوبك» على تحقيق أهدافها الأساسية المتمثلة في تحقيق توازن بين العرض والطلب وأساسيات السوق النفطية العالمية.

هذا وكان العطية قد ذكر في حديثه مع «الشرق الأوسط» الاختلاف الكبير الذي تشهده صناعة النفط بسبب أهمية الدور المتنامي والمتعاظم الذي أصبحت شركات النفط الوطنية تلعبه، مما أكسبها مقدرة على اتخاذ سياسات ذات انعكاسات مؤثرة في أسواق النفط بعد أن كان عدد محدود من شركات النفط العالمية هو المسيطر على تلك الأسواق وعلى توزيع النفط.

من جانبه اعتبر وزير النفط الكويتي الشيخ أحمد العبد الله الصباح قضية التزام الدول الأعضاء بحصص الإنتاج المقررة لكل دولة هي التحدي الأكبر الذي يواجه «أوبك» في المستقبل القريب، مقدرا متوسط نسبة الالتزام بالحصص في المرحلة الحالية بنحو 56% مما انعكس بصورة أحسن، داعيا لتصور كيف يكون الوضع لو ارتفعت النسبة لما فوق الثمانين في المائة مثلا؟

وكان رئيس «أوبك» للدورة الحالية وزير النفط الأكوادوري قد نبه لضرورة الحذر تجاه إنتاج نفط سلة «أوبك»، رغم ما تشهده الأسعار من ارتفاع، مشيرا إلى الانخفاض في الأيام الأخيرة، ذاكر في كلمة افتتاح الاجتماع أن «الالتزام بالحصص» أصبح التعبير الأكثر استخداما بين المتابعين لقضايا «أوبك»، مؤكدا أن الالتزام سيكون محورا من محاور اهتمامهم في هذا الاجتماع. مذكرا أن استقرار الأسواق مسؤولية يجب أن تتحملها كل الدول المنتجة للنفط وليس دول «أوبك» منفردة.

ولم يطرأ تغيير على أسعار النفط بعد الأنباء التي كانت متوقعة على نطاق واسع حول نتائج اجتماع «أوبك» لكنها اقتربت من مستوى 84 دولارا للبرميل بدعم من تراجع الدولار الذي عزز الإقبال على شراء السلع الأولية.

إلى ذلك قال يوسف اليوسفي وزير الطاقة والمناجم الجزائري أمس إنه يود أن يرى سعر النفط بين 80 و100 دولار للبرميل. وقال «سعر النفط بين 80 و100 دولار سيكون مريحا إذ أن تراجع الدولار مصدر قلق». من جانبه قال شكري غانم رئيس الوفد الليبي لاجتماعات المنظمة في تصريحات لـ«رويترز» إن سعرا بين 75 و85 دولارا مقبول، لكنه سيرحب بارتفاع سعر النفط. وقال «في الواقع الأوضاع التجارية لا تسير في مصلحة (أوبك) لأن سعر الدولار يتآكل».