السعودية: «الطيران المدني» تمنح الحقوق الإعلانية في المطارات لشركة فرنسية بقيمة 266 مليون دولار

لمدة 10 سنوات وتشمل 4 مطارات دولية و22 مطارا داخليا

TT

أعلنت هيئة الطيران المدني في السعودية أمس عن توقيع عقد مدته 10 سنوات مع شركة «جيه سي ديسيوك إيه تي إيه» الفرنسية، إحدى شركات الإعلانات الخارجية في أوروبا، بهدف منحها امتيازا حصريا للإعلانات في مطارات السعودية كاملة، وذلك بقيمة تصل إلى مليار ريال (266.6 مليون دولار).

ويغطي العقد الذي أعلن عنه أمس 4 مطارات دولية، تتمثل في مطار الملك خالد في الرياض، والملك عبد العزيز الدولي بجدة، ومطار الملك فهد في الدمام، إلى جانب الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة، إضافة إلى نحو 22 مطارا على مستوى السعودية.

وأوضح المهندس عبد الله رحيمي، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، أن السعودية تمثل أهم مراكز النمو والتطور في المنطقة، فضلا عن أن الهيئة تحمل على عاتقها التزاما أكيدا برفع كفاءة مرافق حركة الطيران بالمملكة، والوصول بها إلى أعلى المستويات العالمية من أجل تلبية معدلات الطلب المتزايد.

وأشار إلى أن تلك الاتفاقية المبرمة مع الشركة العالمية من شأنها أن تساعد على تحقيق هذه الغاية، لأنها ستوفر نقاطا شاملة الخدمات في عموم السعودية تحت إدارة واحدة من رواد شركات الإعلانات، على مستوى العالم، مؤكدا أن هذه الشراكة ستعود بالنفع بالنسبة للطرفين على المدى البعيد.

فيما ذكر تشارلز ديكو، رئيس المجلس التنفيذي ونائب الرئيس التنفيذي في شركة «جيه سي ديسيوك إيه تي إيه»: «أن هذه الخطوة تعد استراتيجية، من شأنها أن تعزز مكانة الشركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى جانب أنها ستسفر عن تدشين برنامج فريد ومميز في عموم المنطقة العربية في مجال الإعلانات الخارجية».

في السياق ذاته، كشفت مصادر مطلعة في الهيئة العامة للطيران المدني أن العائدات المضمونة من العقد تبلغ 63 مليون ريال (16.8 مليون دولار)، تدفع بشكل سنوي، على مدى 10 سنوات.

وتوقعت المصادر التي كانت تتحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن يصل العائد من المبيعات الناتجة عن تلك الإعلانات في المطارات، لنحو 93 مليون ريال (24.8 مليون دولار) سنويا.

وحول الفئات المستهدفة من تلك الإعلانات، أفاد بأن الشركة تسعى لاستهداف الشرائح الراقية من الجمهور في الأسواق التي تشهد نموا متسارعا في السعودية والإمارات وقطر والجزائر، متوقعا في الوقت نفسه الوصول إلى نحو 100 مليون مسافر سنويا من خلال امتيازات الإعلان في مطارات تلك المناطق. وهنا علقت المصادر المطلعة قائلة: «إن تلك الشركة تعمل أيضا على جلب إعلانات من شركات عالمية أخرى ذات توجه مختلف بطريقة احترافية تختلف عن تلك الطرق التي كانت عليها مطارات السعودية في السابق».

وفي السياق ذاته، شرعت الهيئة العامة للطيران المدني في تنفيذ خطط توسعية في مطاراتها الدولية، إلى جانب تدشين برنامج تطويري يستهدف المطارات الداخلية، في ظل اجتهاد شركات الخطوط الجوية في السعودية والمتضمنة كلا من «الخطوط السعودية» و«ناس» و«الوفير» من خلال زيادة مسارات رحلاتها على المستويين الدولي والمحلي، فضلا عن زيادة عدد الطائرات في أساطيلها بهدف تحقيق الاستفادة من البنية التحتية الحديثة في المطارات.

وبالعودة إلى رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، فقد كشف لـ«الشرق الأوسط» عن وجود جملة من المشاريع التي تشهدها مطارات السعودية كافة، والبالغ عددها ما يقارب 29 مطارا، لافتا إلى أن بعضها ما يشهد إنشاء جديدا، في حين يتم العمل على البعض الآخر بتوسعته كاملا وفق ما يتماشى مع الطلب. وأضاف: «تم البدء في مطار تبوك، الذي سيتم الانتهاء منه بعد عيد الأضحى، بينما سيتم الانتهاء من مطار نجران العام المقبل، إضافة إلى أنه تم الانتهاء من مطارات العلا وينبع وبيشة»، مبينا أن مطار حائل ما زال تحت المناقشة مع مستثمر أجنبي لتطويره في المدينة الاقتصادية.

وأبان أنه سيتم بناء مطارات جديدة في كل من الطائف وجازان والقنفذة والقريات، التي تعتمد على معايير معينة في إنشائها، مضيفا: «يتم وضع تلك المعايير بحسب حجم السكان والخدمات الموجودة في المنطقة مع مراعاة معدلات النمو الاقتصادية بها».

واستطرد في القول: «إن اتفاقيات الطيران المدني مع الشركات العالمية مستمرة في جميع الخدمات المقدمة بالمطارات لأنها منظومة كاملة، بدءا من سيارات الأجرة ومرورا بتأجير السيارات وتقديم الطعام والشراب بالمطارات وأنشطة البيع وتحويل العملات داخلها، إضافة إلى الإدارات الحكومية المقدمة للخدمات داخل المطارات».

وأكد المهندس عبد الله رحيمي أن جميع تلك الاتفاقيات تهدف في مجملها إلى تطوير الخدمات المقدمة للمسافرين، التي لا يمكن أن تتطور إلا في حال الدخول مع القطاع الخاص المتميز والمتخصص في هذا المجال.