دبي: 65 دولة تشارك في «أسبوع جيتكس للتقنية»

تقنيتا «ثلاثي الأبعاد» و«حوسبة السحاب» نجما الحدث

TT

قد يعكس الإقبال الواسع، أمس، على حضور اليوم الأول من «أسبوع جيتكس لتقنية المعلومات» في دبي، أحد أكبر ثلاثة أحداث لتقنية المعلومات والاتصالات في العالم، ما يقال عن نجاح المنطقة كأسرع الأسواق نموا على مستوى العالم في قطاع التقنية على الرغم من تداعيات الأزمة المالية العالمية القاتمة التي لم تظهر آثارها للعيان إلا أنها على ما يبدو (والحديث هنا عن الأزمة) أدت إلى تغيير استراتيجيات بعض شركات تقنية المعلومات الكبرى التي اعتادت على المشاركة في هذا الحدث كـ«انتل» و«مايكروسوفت» و«إتش بي» التي حضرت بشكل متواضع جدا، في «أسبوع جيتكس» المقام في مركز دبي التجاري العالمي للمعارض، لتستعيض عن ذلك بحضور قوي في «جيتكس للتسوق» الذي يمنح الشركات فرصة للبيع بالتجزئة مباشرة للمستهلك.

وفي هذا العام، يحتفل «جيتكس» في دبي بعامه الثلاثين، ويشارك في الحدث أكثر من 65 دولة بينها دول تشارك لأول مرة مثل الدنمارك وفنلندا واليونان والعراق وأوكرانيا وأفغانستان، كما تشارك عدد من الشركات العالمية لأول مرة مثل «أسوس»، «أمازون»، «سي إيه»، «هواوي»، «نوكيا»، «راك سبيس»، «شنايدر إلكتريك»، فيما توقع القائمون على الحدث أن يجتذب «أسبوع جيتكس للتقنية» أكثر من 133 ألف زائر متخصص من 135 بلدا، ويشارك به أكثر من 3500 شركة عارضة.

وبالفعل، شهد اليوم الأول لـ«أسبوع جيتكس للتقنية» أمس توافد آلاف الزوار من المختصين والتجار ورجال الأعمال للاطلاع، فيما توقع مركز دبي التجاري العالمي - منظم الحدث - أن تكون هذه الدورة من «أنجح الدورات على الإطلاق» حيث تشتد المنافسة فيها بين أكثر من 3500 شركة من 65 دولة، تسعى كل منها لعرض أحدث منتجاتها والفوز بنصيب من كعكة تقنية المعلومات والاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا التي تشير التوقعات إلى أن حجم الإنفاق عليها سيبلغ نحو 213 مليار دولار عام 2013.

وقال هلال سعيد المري، الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي، الجهة المنظمة للحدث «نلحظ هذا العام مشاركة كبيرة ومتميزة من رواد القطاع الذين حضروا إلى دبي ليستعرضوا أحدث منتجاتهم في (جيتكس)، وسيسهم هذا الحضور المتميز لصناع القرار في إثراء الحدث، وترسيخ مكانته كأحد أهم المعارض التقنية على مستوى العالم، كما يعزز من مكانة دبي كمنصة لالتقاء نخبة العاملين في صناعة تقنية المعلومات، وسنعمل بدورنا على تعزيز هذا التطور المتسارع ودفع عجلة النمو المتزايد الذي تشهده هذه السوق الحيوية».

ومن الواضح أن شركات كبرى هذا العام غير موجود بين أجنحة المعرض، وإن كانت موجودة فمشاركتها متواضعة وخجولة كشركة «انتل» للمعالجات التي تغيب تماما عن أجنحة «أسبوع جيتكس» بعد مشاركة متواضعة العام الماضي، فيما استعاضت عن وجودها في الحدث بجناح في معرض «جيتكس للتسوق»، الذي يقام على هامش الحدث في مركز المعارض التابع لمطار دبي،وهو ما انتهجته كل من «إتش بي» و «مايكروسوفت»، اللتان اكتفتا على عكس الدورات السابقة بمشاركة رمزية في جناح مدينة دبي للإنترنت وهو ما يبدو توجها إلى شريحة المستهلك النهائي الذي وجدت هذه الشركات ضالتها فيه للاستفادة من الوجود في «جيتكس» في ظل تقليص عالمي في ميزانيات الإنفاق للشركات.

ويرى مثنى المبارك، المتخصص في تقنية المعلومات، أن وجود الشركات في أسبوع جيتكس أصبح أمرا مسلما به، وكل الشركات تؤمن بضرورة وجودها في هذا الحدث للالتقاء بالشركاء والاطلاع على آخر تطورات واتجاهات القطاع. لكن المبارك يرى أنه «يمكن الحديث عن هجرة بعض الشركات العالمية الكبرى إلى (جيتكس للتسوق) للقاء المستهلك النهائي عبر بيع منجاتها البرمجية مباشرة، وهو ما لا يتاح لهذه الشركات في (أسبوع جيتكس) الذي تستهدف فيه الشركات رجال الأعمال أو الشركات التي تشتري منتجاتها، وهو ما يبدو أن بعض الشركات لا تعلق الآمال عليه».

ويمكن لزائر «أسبوع جيتكس لتقنية المعلومات» أن يلاحظ أنه إلى جانب المئات من فتيات العرض والموديلز اللواتي ملأن المكان، تبدو شاشات العرض ثلاثية الأبعاد نجم الحدث، حيث تتبارى معظم الشركات في إظهار هذه التقنية لتوسيع قاعدة زبائنها كشركات «باناسونيك» و«سامسونغ» و«شارب»، بالإضافة إلى تقنية أخرى تحظى بحصة جيدة من الاهتمام في الحدث هي تقنية ما يعرف بـ«حوسبة السحاب» وهي عملية حفظ قواعد البيانات وتخزين وتشغيل البرامج عبر الإنترنت من خلال مخدمات غير موجودة في الشركة وتغنيها عن المساحات الإضافية وعمليات الصيانة.

وتضم قائمة العلامات التجارية الكبرى الإقليمية والدولية التي أكدت حضورها في جيتكس 2010 كلا من شرطة أبوظبي، الغا سيبلغ نم، أفايا، بلاكبيري (آر آي إم)، إتش بي، سي إيه، سيسكو لينكسيس، كومجارد، داتيل، دو، ومدينة دبي للإنترنت (ياهوو! مكتوب) بالإضافة إلى شركات كثيرة.

وقد تزامن نمو «جيتكس» كحدث تقني مع نمو وتطور «مركز دبي التجاري العالمي»، على مر السنين التي أسهمت في صاحب نمو المعرض واتساع مساحته، وبناء قاعات جديدة وحديثة للمعارض والمؤتمرات خلال فترة الثمانينات والتسعينات وما بعدها، وشهدت قاعات المركز أحدث توسعة العام الماضي حملت أسم قاعات الشيخ سعيد، وهو ما سمح بزيادة مساحة العرض الخاصة بـ«أسبوع جيتكس للتقنية» لتصل حاليا إلى 76.000 مترم ربع.

ويشهد اليوم انطلاق أول أيام «مؤتمر جيتكس العالمي»، عبر سلسلة ندوات حوارية تضم نخبة من خبراء القطاع المحلي والدولي. وتنطلق غدا النسخة الأولى من «مؤتمر جيتكس للحوسبة السحابية» ويصحب المؤتمر معرض وسلسلة من الندوات الموسعة المخصصة لتقنية الحوسبة السحابية التي يشار إليها أنها العامل الأبرز في خفض تكاليف تقنيات الاتصالات والمعلومات، ويتوقع أن تصبح موجة عالمية جديدة هناك في قطاع تقنيات المعلومات.