دول الخليج تطلب من بريطانيا الوساطة مع الاتحاد الأوروبي بشأن «التجارة الحرة»

الأمين العام لمجلس التعاون أكد لـ «الشرق الأوسط» أن التجارة تضاعفت بين الجانبين

الامين العام لمجلس التعاون عبد الرحمن العطية يلقي خطابه أمام حضور فعاليات «ايام الخليج» أمس (تصوير: حاتم عويضة)
TT

أطلع عبد الرحمن العطية الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي «الشرق الأوسط» أمس على أن مجلس التعاون عرض على بريطانيا معالجة المعوقات التي تعترض مفاوضات تحرير التجارة بين دول مجلس التعاون ودول الاتحاد الأوروبي. وقال العطية إن هذه المحادثات تعتبر الأطول في التاريخ حيث استمرت لفترة 20 عاما. ويذكر أن العطية يلتقي اليوم وخلال الأيام المقبلة عددا من الوزراء في حكومة الائتلاف البريطاني الحاكم لإجراء محادثات موسعة تتناول العديد من قضايا التعاون بين بريطانيا ودول التعاون.

وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن العلاقات بين دول التعاون وبريطانيا تعود إلى زمن بعيد وهي تستمد حيويتها من التاريخ المشترك والقيم المتماثلة والمصالح المشتركة في كافة المجالات. وقال إن بريطانيا تعتبر شريكا تجاريا مهما لدول التعاون إذ بلغت المبادلات معها في عام 2009 نحو 17 مليار دولار بفائض في الميزان التجاري لصالح بريطانيا بلغ قرابة 10 مليارات دولار. وأضاف: «للمقارنة فإن قيمة المبادلات التجارية بين الجانبين كانت 8 مليارات دولار في عام 2002 والآن ارتفعت إلى أكثر من ضعفين»، مشيرا في هذا الصدد إلى أن ذلك يعكس النمو الهائل في تطور العلاقات التجارية بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون.

وحول النشاط الاستثماري بين الجانبين أطلع العطية «الشرق الأوسط» على أن بريطانيا لا تزال الوجهة المفضلة لرؤوس الأموال المتدفقة من دول مجلس التعاون على الخارج، سواء في الاستثمار في الأسهم وبورصة لندن أو في الجهاز المصرفي أو في العقارات. ويذكر أن قطر والإمارات استثمرتا قرابة 10 مليارات دولار في مصرف باركليز البريطاني إبان الأزمة المالية العالمية الأخيرة التي كادت تعصف بالنظام المصرفي العالمي. ومنحت هذه الاستثمارات مصرف باركليز قوة مالية جعلته غير محتاج للدعم المالي من «بنك إنجلترا» الذي احتاجت إليه المصارف البريطانية الأخرى. وعلى صعيد العقارات قال تقرير لوكالة «نايت فرانك» البريطانية للعقارات في تقرير صدر أخيرا، إن المستثمرين العرب ظلوا يساهمون بحصة تفوق 10% من صفقات العقارات الاستراتيجية في لندن. وقال الأمين في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن بالإمكان زيادة الاستثمارات بين الجانبين البريطاني والخليجي من خلال التعريف بالفرص المتاحة عبر إقامة المزيد من الفعاليات والمعارض المتخصصة وتبادل زيارات الوفود بين الجانب البريطاني والخليجي.

وحول الجوانب الأخرى الجاذبة لتطوير العلاقات بين بريطانيا ودول التعاون، قال العطية إن المملكة المتحدة وجهة مفضلة للسياح الخليجيين، فما تزال بريطانيا تمثل أفضل الجهات السياحية التي يقصدها مواطنو مجلس التعاون للسياحة والتعليم، حيث تحظى الجامعات البريطانية بمكانة متميزة ضمن الخيارات المتاحة لدول التعاون. كما أشار إلى الجالية البريطانية الكبيرة في دول التعاون من الذين اختاروا العمل والعيش في الخليج، وقال إنها «جالية لها إسهاماتها في كافة المجالات». وحول المبادرة البريطانية الأخيرة تجاه دول التعاون، قال أود أن أنوه بهذه المبادرة الإيجابية. وقال إنها تعكس رغبة حقيقية من بريطانيا في دفع العلاقات مع دول التعاون وتطويرها. وآمل أن تسهم هذه المبادرة الشاملة في إزالة المعوقات أمام مفاوضات تحرير التجارة بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي والتي تعد أطول مفاوضات في العالم، حيث استمرت 20 عاما وقال: «لا أعتقد أن التاريخ قد عرف مفاوضات استمرت لمثل هذه المدة». وقال إن مجلس التعاون بذل جهدا كبيرا لتذليل العقبات ولكن لم يحدث تقدم. وقال العطية قد عرضنا على الجانب الأوروبي معالجة المشكلات العالقة التي تعترض المفاوضات في إطار دولي عبر منظمة التجارة العالمية باعتبارها ذات علاقة مباشرة بالمفاوضات وبنودها مثل قضية رسوم الصادرات. وقال الأمين العام إنه تلقى دعوة من الجانب البريطاني لتبادل وجهات النظر في كافة المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية.

من جانبها قالت الدكتورة أفنان الشعيبي الأمين العام والرئيس التنفيذي لغرفة التجارة العربية - البريطانية إن فعاليات «أيام الخليج» التي انطلقت في لندن لمدة أربعة أيام إلى تكوين قاعدة صلبة لتطوير العلاقات الاقتصادية بين المملكة المتحدة والدول العربية عامة ودول الخليج خاصة. وقالت الدكتورة الشعيبي التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» على هامش ندوة «أيام الخليج» التي عقدت أمس في «لانكستر هاوس» بالقرب من بلاط سانت جيمس، إن التعاون متميز بين الجانب البريطاني والخليجي ولكن ما يزال هنالك تباطؤ نوعا ما، من قبل الشركات البريطانية واهتمامها بالفرص الاستثمارية المتاحة في مجلس التعاون. وقالت إن ذلك يرجع في كثير من الأحيان إلى عدم معرفة الشركات البريطانية بقوانين الاستثمار في دول التعاون.

وحول الانتقادات الشركات البريطانية لقوانين الاستثمار في دول التعاون. قالت الدكتورة الشعيبي: «كل دولة لها خصوصيتها وقوانينها التي وضعت بعناية ويجب أن تحترم». وأشارت في هذا الصدد إلى أن بعض الانتقادات التي وجهتها الشركات البريطانية للمملكة السعودية وفي القطاع المالي تحديدا، قد ثبت أنها غير صحيحة. وقالت: «أكبر دليل على ذلك أن القطاع المالي بدول مجلس التعاون كان الأقل تضررا وتحديدا فإن مصارف المملكة خرجت غير متضررة من أزمة المال مقارنة بما حدث للقطاع المالي في أميركا وأوروبا». وقالت إن ذلك حدث بسبب الحرص الذي كان موضع انتقاد من بعض الشركات البريطانية.

إلى ذلك قال مشعل سعود الزايدي رئيس الوفد الكويتي ضمن فعاليات مجلس التعاون الخليجي إن هذه الفعاليات مهمة للتعريف بمجلس التعاون والفرص المتاحة فيه وعرض الفرص المتاحة والتعريف برؤية دول الخليج تجاه العديد من القضايا العالمية السياسية والمالية والاقتصادية. وقال إن بريطانيا تبقى دولة في غاية الأهمية للمستثمر الخليجي والشركات الخليجية.