هنري دو كاستر لـ «الشرق الأوسط»: السعودية بلد استراتيجي في خططنا

رئيس شركة «أكسا» العالمية للتأمين يزور السعودية وأبوظبي ودبي

هنري دو كاستر
TT

يصل هنري دو كاستر، رئيس شركة «أكسا» للتأمين، التي تحتل الموقع الأول عالميا مع مبيعات وصلت العام الماضي إلى 91 مليار يورو، إلى المملكة السعودية اليوم في بداية جولة ستقوده لاحقا إلى أبوظبي ودبي. وتندرج هذه الزيارة في إطار جهود الشركة لتوسيع حضورها في السعودية ومنطقة الخليج بشكل عام، حيث تحتل الموقع الأول بين شركات التأمين الأجنبية.

وتوجد شركة «أكسا» في خمس من دول التعاون وهي غائبة عن الكويت، حيث تتحين الفرصة للدخول إلى هذه السوق من خلال شراء شركة محلية أو الشراكة مع مجموعة أخرى. وبحسب المعلومات التي وفرتها الشركة لـ«الشرق الأوسط»، فإن مبيعات الشركة في الخليج وصلت العام الماضي إلى 446 مليون دولار (نسبة نمو من 31 في المائة)، محققة أرباحا قيمتها 40.1 مليون دولار بارتفاع قيمته 19 في المائة قياسا لعام 2008.

ويتركز نشاط الشركة على قطاعي التأمين الصحي والتأمين ضد الأخطار (سيارات، مساكن، نقل بحري). أما في السعودية، فشركة «أكسا» موجودة في سوقها من عام 1972 وهي شركة متداولة في بورصة الرياض. وينوي هنري دو كاستر الالتقاء بمسؤولين عن هيئة النقد السعودية (ساما) وبمسؤولين رسميين عن القطاع الصحي، فضلا عن هيئة إدارة الشركة محليا.

وفي لقاء خص به «الشرق الأوسط» قبل توجهه إلى السعودية، أعلن دو كاستر أن شركة «أكسا» تعتبر السعودية «بلدا استراتيجيا بالنسبة لخططها المستقبلية» بالنظر إلى ما تمثله من فرص تطور وتوسع وذلك بفضل عدد سكانها والقدرات الشرائية المرتفعة وإمكانيات نمو قطاع التأمين في السوق السعودية.

وبشكل عام ووفق أرقام شركة «أكسا»، فإن نسبة التأمين في منطقة الخليج هي أقل مما هي عليه في بلدان مجموعة الثمانية الأكثر تصنيعا من اثنتين إلى ست مرات مما يظهر هامش النمو الممكن في هذه البلدان التي تتمتع بمعدل دخل للفرد هو من بين الأعلى في العالم. ورغم الموقع الأول الذي تحتله «أكسا» في السعودية وبلدان الخليج بين الشركات العالمية، فإن حصتها من السوق لا تزيد على 4 في المائة مما يكشف تنافسية السوق وقوة الشركات المحلية والأجنبية وبالتالي الحاجة إلى تقديم عروض مغرية من جهة وتتناسب مع حاجة السكان والمجتمع من جهة أخرى. وتريد «أكسا»، وفق رئيسها، تقوية حضورها في القطاعات الموجودة فيها ولكن أيضا التقدم نحو قطاعات إضافية، مثل التأمين الصناعي للشركات المتوسطة والكبرى. وتتشكل مبيعات الشركة في منطقة الخليج بنسبة 40 في المائة في التأمينات الصحية و30 في المائة من التأمينات على الأضرار (منازل، سيارات....) وهي تحتل الموقع الأول خليجيا في قطاع التأمين الصحي.

ولكن ما هي عوامل قوة «أكسا» وبم تتميز به عن منافساتها؟

يقول دو كاستر إن «أكسا» تتوكأ على ثلاثة عوامل رئيسية في خططها لتقوية حضورها في السوق السعودية والخليجية، أولها كونها شركة عالمية شاملة تحتل موقعا رياديا وهي بالتالي شركة صلبة وقوية وتبعث على الاطمئنان. ومن بين مؤشرات صلابتها أنها لم تتأثر كثيرا بالأزمتين الماليتين اللتين عرفهما العالم في السنوات الأخيرة وآخرهما أزمة 2007/2008 حيث لم تجد «أكسا» حاجة للأموال العامة ولا لزيادة رأسمالها. ولكن بموازاة ذلك، فإن ثقافة «أكسا»، بحسب هنري دو كاستر، هي «الانغراس» في الثقافة المحلية والاقتراب من السوق التي توجد فيها عن طريق كادرات الشركة وموظفيها من جهة، وعن طريق طرح معروضات تتناسب مع البيئة المحلية من جهة أخرى. فضلا عن ذلك، يشدد رئيس شركة «أكسا» على التزام شركته باستثمار نسبة مرتفعة من الادخار (90 في المائة) الذي تجمعه من الزبائن في السوق المحلية مع الابتعاد عن المخاطر أو المعروضات المعرضة للمضاربة.

وإلى جانب سعيها للدخول إلى السوق الكويتية، يؤكد دو كاستر أنه مهتم بالسوق العراقية وعينه عليها. وبالمقابل، فإن شركته لا تقيم أي علاقة مع إيران بسبب العقوبات الدولية المفروضة على هذا البلد.