السعودية: مؤسسة حكومية توقع اتفاقية لتوطين صناعة السكك الحديدية

تهدف إلى دراسة العوامل المناخية المؤثرة على مشروع خط الشمال ويتوقع الانتهاء منه في منتصف 2011

TT

في خطوة تهدف إلى توطين صناعة السكك الحديدية في السعودية، أبرمت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أمس اتفاقية تعاون مشترك مع «الشركة السعودية للخطوط الحديدية» (سار)، وذلك بهدف نقل صناعة السكك الحديدية وتوطينها في البلاد، وإجراء البحوث وحل المشكلات التقنية ذات العلاقة بالسكك الحديدية.

وتهدف تلك الاتفاقية ضمن خطة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية إلى دعم وتشييد خطوط حديدية تربط مناطق البلاد بأطوال تتجاوز 4000 كيلومتر، وتقوم «الشركة السعودية للخطوط الحديدية» (سار) حاليا ببناء الخط الحديدي بطول 2400 كيلومتر، ويمتد من الحدود الشمالية للبلاد ومناجم الفوسفات بحزم الجلاميد، مرورا بمنطقة الجوف ومنطقة حائل وانتهاء بالعاصمة السعودية الرياض، على أن يتفرع شرق البلاد ويصل إلى مناجم البوكسايت بمنطقة التصنيع برأس الزور على الخليج العربي.

وتسعى السعودية إلى بناء خط سكة حديد يربط العاصمة الرياض بشمال البلاد مرورا بعدد من المدن، وذلك بهدف إيجاد بنية تحتية لقطاع النقل يعتمد على مختلف الوسائل سواء كانت برية أو بحرية أو جوية، في الوقت الذي تعتبر مشاريع السكك الحديدية نواة لمشاريع أكبر تتضمن الوصول إلى دول الخليج عبر شبكة موحدة من السكك الحديدية.

ووقع الاتفاقية، التي تمتد لـ5 سنوات، الدكتور محمد السويل رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، إلى جانب الدكتور منصور الميمان رئيس مجلس إدارة «الشركة السعودية للخطوط الحديدية» (سار).

وأكد الأمير الدكتور تركي بن سعود آل سعود، نائب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث رئيس اللجنة الإشرافية للخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار، على قيام المدينة بأبحاث للحد من تأثير العوامل الجوية في المشروع، فيما أكد على ظهور مشكلات كبيرة أثناء التشغيل الأولي للمشروع.

وأضاف الأمير تركي: «هناك أبحاث شارفت على الانتهاء تحد من درجات الحرارة العالية»، واستشهد بباحثة سعودية تمكنت من تقليل الحرارة، وقال «إن بعد هذه السلسلة من الأبحاث السعودية يمكن للسعودية أن تدخل صناعة القطارات».

وتتضمن تلك الاتفاقية إنشاء برنامج مشترك بين الطرفين تحت مسمى «البرنامج المشترك لنقل وتوطين صناعة السكك الحديدية بالبلاد»، تتولى مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية دعم الأبحاث التطبيقية في مجال الخطوط الحديدية، وإيجاد الحلول العملية للمشكلات التقنية التي تواجهها تلك الصناعة نتيجة الظروف المناخية الصعبة وحركة الرياح والكثبان الرملية ودرجات الحرارة العالية.

في حين تقوم «الشركة السعودية للخطوط الحديدية» (سار) بتمكين الفرق البحثية من إجراء الأبحاث التجريبية والاختبارات اللازمة، إلى جانب توفير المعلومات المطلوبة لتلك الفرق.

من جهته قال منصور الميمان رئيس مجلس إدارة «الشركة السعودية للخطوط الحديدية» (سار) إن القطار يعتمد في المقام الأول على نقل المعادن، ثم تأتي المرحلة التشغيلية الثانية لنقل الأفراد، موضحا أنه وفقا لتك الاتفاقية فإن الفرق البحثية ستتمكن من إجراء الأبحاث التجريبية والاختبارات اللازمة بالإضافة إلى توفير المعلومات المطلوبة للفرق البحثية الميدانية.

وأضاف: «المشروع يعد تمهيدا لمشروع الربط الخليجي الذي ما زالت الدراسات تتم عليه، وأضاف أن مدة الانتهاء من المرحلة الأولى للمشروع في منتصف 2011، وصولا للتشغيل الذاتي الذي سيتم عام 2013».

وأكد الميمان، الذي يشغل أيضا منصب أمين عام صندوق الاستثمارات العامة، على تدريب الكوادر السعودية وإلحاقهم بدورات تأهيلية خارج البلاد إن لزم الأمر، إضافة إلى توفير أكثر من 300 فرصة توظيف سيعلن عنها نهاية العام الجاري.

وحول تأثر تلك السكك الحديدية بجانب الحيوانات السائبة، أكد رميح الرميح الرئيس التنفيذي لـ«الشركة السعودية للخطوط الحديدية» على أن جميع خطوط السكك الحديدية في البلاد مسورة ومانعة لدخول الحيوانات السائبة، كما أكد على إنشاء أكثر من 100 معبر جمال تسهم في تنقل تلك الحيوانات بعيدا عن السكك الحديدية.