«أنوال» السعودية تبيع حصتها في «عمر أفندي» المصرية للشركة العربية للاستثمارات والتنمية

مفاوضات البيع بدأت في لندن منذ شهر والتوقيع تم في القاهرة

TT

وقعت الشركة العربية للاستثمارات والتنمية القابضة للاستثمارات المالية (شركة مساهمة مصرية) أمس عقدا مع رجل الأعمال السعودي جميل القنبيط، رئيس شركة «أنوال» السعودية، لشراء حصة الشركة البالغة 85 في المائة من أسهم رأسمال شركة «عمر أفندي» المصرية.

وتتوزع الحصص المتبقية بواقع 10 في المائة للشركة القومية للتشييد (حكومية) والبنك الدولي 5 في المائة، وذلك حسب العقود التي أبرمت عند خصخصة «عمر أفندي».

وسوف تقوم الشركة العربية للاستثمارات والتنمية القابضة بالبدء في المعاينة النافية للجهالة لمدة 8 أسابيع كحد أقصى، تقوم بعدها بدفع ثمن الصفقة.

وأكدت الشركة العربية في بيان لها أنها ملتزمة بنص العقد المبرم بين الحكومة المصرية والمستثمر السعودي الذي وقع عند خصخصة «عمر أفندي» في 2007. وأشارت إلى ثقتها بالعاملين بـ«عمر أفندي»، قائلة: إنهم من خيرة الكفاءات المصرية، وسوف يكونون عماد خطط التطوير المقبلة التي سوف تشهدها شركة «عمر أفندي» لتتماشى مع متطلبات العصر.

كما أكدت على رغبتها الأكيدة في استعادة السمعة التاريخية والاجتماعية لشركة «عمر أفندي»، وأن يعود كما عهدته الأسرة المصرية الوجهة الأولى لها لتوفير احتياجاتها من أفضل المنتجات وبأنسب الأسعار.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن مفاوضات البيع بدأت في لندن منذ شهر مضى بحضور رجل الأعمال السعودي وقيادات الشركة العربية للاستثمارات والمحامي المصري طارق عبد العزيز، فيما تم توقيع عقود البيع في القاهرة أمس.

وعن سبب البيع قالت المصادر إن المستثمر السعودي له استمارات متعددة في عدة دول بمختلف أنحاء العالم، إلا أن حظه بمصر «لم يكن على ما يرام». مضيفة أنه ينوي الدخول في استثمارات جديدة بمصر لحبه الشديد لها.

وأشارت المصادر إلى أن الشركة المشترية ستقوم بإجراءات المعاينة النافية للجهالة لشركة «عمر أفندي»، التي يبلغ عدد أفرعها 82 بمختلف أنحاء مصر، كما تنوي إعادة هيكلة بعض الأفرع وضخ استثمارات جديدة ستحدد قيمتها عملية الفحص.

وعن تمويل الصفقة، قالت المصادر إنها ذاتيه ولا يوجد أي قروض مصرفية. فيما رفضت الإفصاح عن قيمتها لسرية الأمر لحين الانتهاء من الفحص النهائي، مضيفة أن عدد المساهمين بالشركة المشترية يبلغ 41 ألف مستثمر.

وقال مجدي صبحي الخبير الاقتصادي لـ«الشرق الأوسط» إن صفقة بيع «عمر أفندي» لرجل الأعمال السعودي جميل القنبيط صاحبها منذ البداية مشكلات في قيمة تسعيرها وخلقت تعقيدات للمستثمر ومشكلات مع العاملين.

ورأى صبحي أن شركة «أنوال» السعودية لم تنجح في تشغيل «عمر أفندي» بالشكل المطلوب، مضيفا أن واقعة الفشل تلك لم تكن الأولى في تاريخ برنامج الخصخصة المصري، فقد سبق أن اشترى مستثمر مصري شركة «قها للأغذية»، وهي من الشركات العريقة في الصناعات الغذائية المصرية، إلا أنه فشل أيضا في إدارتها ثم أعادها مرة أخرى للحكومة.

وعن تأثير ذلك على مناخ الاستثمار في مصر استعبد صبحي حدوث تأثيرات سلبية، منبها في الوقت نفسه إلى أن برنامج الخصخصة المصري تم تجميده.

وكان رجل الأعمال السعودي جميل القنبيط قد اشترى 85 في المائة من أسهم رأسمال «عمر أفندي»، التي تأسست عام 1856، في فبراير (شباط) من عام 2006 بقيمة إجمالية قدرها 87 مليون دولار، وذلك في أول عملية خصخصة لشركات التجارة الداخلية بمصر. ويبلغ رأسمال عمر أفندي 17 مليون جنيه موزعة علي 17 مليون سهم.

وشهدت صفقة البيع وقت تنفيذها جدلا هائلا في مصر، إذ اتهم خبراء اقتصاد الحكومة بأن عملية البيع تمت بأقل من قيمتها الحقيقة، نظرا لضخامة الشركة وانتشارها في أنحاء مصر. وتكونت جبهات مضادة للصفقة مثل حركة «لا لبيع مصر»، التي رفعت دعاوى قضائية ضد وزير الاستثمار لإفشالها، إلا أن تلك الدعاوى تم رفضها.

وتعمل الشركة العربية للاستثمارات القابضة المشترية لحصة «أنوال» في مجال الاستثمار في الأوراق المالية ونشاط المقاولات، بالإضافة إلى تملكها حصص أغلبية في شركات عاملة في مجال الكهرباء وتوكيل سيارات «بيجو» في مصر.

ويبلغ رأسمال الشركة العربية للاستثمارات القابضة 943.8 مليون جنيه، موزعة على 943.8 مليون سهم بقيمة اسمية قدرها واحد جنيه، ويملك رجل الأعمال محمد متولي الحصة الغالبة فيها. وأغلق سعر سهم الشركة العربية في البورصة المصرية أمس مرتفعا بأكثر من 5 في المائة، ليزيد على جنيه مقابل 93 قرشا في بدء التداول.