الاتحاد الأوروبي يتبنى آلية دائمة للتعامل مع الأزمات المالية

بينما حث على تفادي حرب العملات في ختام اجتماعات بروكسل

TT

تبنى قادة الاتحاد الأوروبي في ختام اجتماعاتهم في بروكسل، أمس، مقترح ألمانيا الخاص بإعادة صياغة اتفاقات المجموعة الخاصة بإنشاء آلية دائمة لحل مشكلات مديونيات الأعضاء. وكانت المجموعة قد أنشأت محفظة طوارئ لإنقاذ بعض دول المجموعة من الإفلاس إبان الأزمة المالية الأخيرة. وهذه المحفظة التي أسهمت فيها ألمانيا بالنصيب الأكبر تبلغ قيمتها 860 مليار يورو (نحو 1.2 تريليون دولار). ووفقا للبيان الختامي للمجموعة، فقد وافق القادة الأوروبيون على المقترح الألماني الذي يقضي بإيجاد آلية دائمة لحل المشكلات المالية في أوقات الأزمات.

وحذرت إسبانيا، المثقلة بالديون، من عواقب إعفاءات بعض الديون أو إلغائها على أسواق السندات. ويذكر أن تبني المقترح الألماني أدى إلى انخفاض أسعار السندات الحكومية في كل من اليونان وآيرلندا والبرتغال. وقالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في ختام الاجتماعات «لن نسمح بأن يتحمل دافع الضرائب كل نفقات الأزمات المالية في المستقبل، وعلى المستثمرين أن يتحملوا بعضها».

إلى ذلك، حث قادة ورؤساء حكومات الاتحاد الأوروبي البلدان الكبرى في العالم على «تفادي» حرب عملات في وثيقة تبنوها، أمس، تمهيدا لقمة مجموعة العشرين في سيول.

وجاء في الإعلان الذي تم تبنيه، بحسب مصدر دبلوماسي بعد قمة استمرت يومين في بروكسل، أن الاتحاد الأوروبي «يؤكد ضرورة تفادي كل أشكال النزعة الحمائية وتفادي تغيير سعر الصرف بهدف الحصول على امتيازات تنافسية في الأمد القصير». ويتصاعد القلق في المستوى العالمي إزاء أجواء «حرب العملات» بين القوى الكبرى لإضعاف عملاتها الوطنية بغية رفع صادراتها وتحسين مقاومتها للأزمة الاقتصادية. وتتهم عدة دول آسيوية، منها اليابان والصين، بمنع عملاتها من الارتفاع بشكل كبير، بل وبتشجيعها على التراجع، بهدف تحفيز الصادرات والنمو الاقتصادي.

ويثير هذا الوضع مخاوف من سباق على خفض العملات، كما حدث في بداية ثلاثينات القرن الماضي حين أطلقت بريطانيا حربا مماثلة على المستوى العالمي، مما أدى إلى تسارع وتيرة الأزمة حينها.

وقد تهيمن على قمة قادة مجموعة العشرين في سيول قضايا أسعار الصرف، وخصوصا قيمة اليوان، في الوقت الذي يهدد فيه الخلل في العملات الانتعاش العالمي. وأطلق الأوروبيون في الآونة الأخيرة ناقوس الخطر إزاء ارتفاع سعر صرف اليورو الذي يمكن أن يقوض الانتعاش الخجول من خلال التأثير سلبا على صادراتهم. ودعوا الصين إلى زيادة سعر صرف عملتها، كما أعربوا عن القلق إزاء الدولار الذي يصرف بأقل من قيمته، في حين يشتبه في أن الولايات المتحدة مرتاحة لتراجع عملتها، مما يدعم صادراتها في الوقت الذي يعاني فيه النمو الأميركي من صعوبات.