«هاليبرتون» ترفض إلقاء اللوم عليها في انفجار بئر «بي بي» في خليج المكسيك

بعدما خلصت لجنة التحقيق الرئاسية الأميركية في التسرب النفطي إلى ذلك

شككت شركة «هاليبرتون» في الاختبارات التي أظهرت أن خليط الإسمنت الذي استخدمته كان غير مستقر (رويترز)
TT

دافعت شركة «هاليبرتون»، التي ألقت لجنة التحقيق الرئاسية في التسرب النفطي في خليج المكسيك باللوم على الخليط الإسمنتي الذي استخدمته في بئر النفط الخاصة بشركة «بريتيش بتروليوم» باعتباره أحد العوامل التي أدت إلى انفجار البئر، عن الأعمال التي قامت بها وألقت باللوم في المسؤولية عن الحادث على شركة «بريتيش بتروليوم».

وفي بيان من ست صفحات صدر ليلة الخميس، شككت شركة «هاليبرتون» في الاختبارات التي أظهرت أن خليط الإسمنت الذي استخدمته كان غير مستقر وغير قادر على السيطرة على النفط والغاز الموجودين في البئر. وقالت الشركة إن الاختبارات قد أجريت على خليط مختلف عن الذي تم استخدامه بالفعل في بئر ماكوندو الخاصة بشركة «بريتيش بتروليوم» في خليج المكسيك. وقال إن عينة خليط الإسمنت التي كانت الشركة تعتزم استخدامها في البئر، قد اختبرت قبل فترة وجيزة من بدء تدفق النفط يوم 19 أبريل (نيسان)، وكانت نتائجه إيجابية. ولكن «هاليبرتون» اعترفت أنها لم تجر اختبار الاستقرار على خليط الإسمنت الذي استخدم فعليا في البئر. وقالت «هاليبرتون»: إن شركة «بريتيش بتروليوم» طلبت تغيير التركيبة التقليدية لخليط الإسمنت الذي تقوم به وإضافة نسبة أعلى من مادة كيميائية تؤدي إلى إبطاء تصلب الخليط.

وقد انفجرت بئر ماكوندو في 20 أبريل، مما أدى إلى مقتل 11 عاملا وتدفق ما يقرب من 5 ملايين برميل من النفط في خليج المكسيك. ومنذ ذلك الحين، وشركات «بريتيش بتروليوم» و«هاليبرتون» و«ترانس أوشن» وغيرها من الشركاء يتبادلون الاتهامات واللوم ولا تزال التحقيقات المدنية والجنائية في الحادث مستمرة.

وقد لا يتم التوصل إلى حل تام حول دور خليط الإسمنت في الانفجار لبعض الوقت؛ لأن العينة الموجودة من خليط الإسمنت الذي استخدم في البئر تخضع لحماية السلطات الفيدرالية باعتبارها أحد الأدلة المستخدمة في التحقيقات التي لم تصل إلى نهايتها بعد.

كانت لجنة التسرب النفطي الرئاسية المكونة من 7 أعضاء قد أشارت إلى خليط الإسمنت المستخدم باعتباره أحد العوامل التي تسببت في وقوع هذا الحادث المميت، مستندة في استنتاجاتها إلى اتصالات لم يتم الكشف عنها سابقا بين «هاليبرتون» و«بريتيش بتروليوم» حول مجموعة من التجارب المماثلة على خليط الإسمنت قامت بها شركة «شيفرون».

وفي بيانها الذي أصدرته يوم الخميس، أشارت «هاليبرتون» إلى الاختبارات التي أجرتها «شيفرون» قائلة إنها لم تكن مبنية على نفس خليط الإسمنت الذي تم استخدامه في بئر ماكوندو. وقالت «هاليبرتون» إنها تواصل دراسة تقرير «شيفرون»، الذي صدر في وقت سابق من هذا الأسبوع، وإنها تحتفظ بمزيد من التعليقات على ما ورد فيه.

وقالت «هاليبرتون»: إن عينتي خليط الإسمنت اللتين فشلتا في الاختبارات الداخلية التي أجريت في فبراير (شباط) لم يتم اختبارهما تحت الظروف نفسها التي كانت موجودة في قاع البئر في 20 أبريل. وقالت الشركة: إن فشل اختبار آخر أجري في أبريل كان «غير ذي صلة»؛ لأن المختبر لم يستخدم الخليط الصحيح من الإسمنت.

وقال متحدث باسم اللجنة الرئاسية التي يرأسها عضو مجلس الشيوخ السابق وحاكم ولاية فلوريدا بوب غراهام ويليام كيه رايلي، المسؤول السابق بوكالة حماية البيئة إنها لن تعلق على البيان الذي أصدرته شركة «هاليبرتون».

لكنه قال: إن محققي اللجنة سوف يقدمون أدلة إضافية على دور خليط الإسمنت والعوامل الأخرى التي أدت إلى انفجار البئر وتسرب النفط عندما يلتقون في 8 و9 نوفمبر (تشرين الثاني).

*خدمة «نيويورك تايمز»