السعودي عبد الله جمعة شخصية العام في الهند

نظير إسهاماته في تعزيز الشراكة مع القارة الآسيوية إبان قيادته لشركة «أرامكو»

رئيس الوزراء الهندي مان موهان سنغ يسلم عبد الله جمعة جائزة «التميز خلال الحياة العملية»
TT

منحت الهند خبير الطاقة السعودي عبد الله صالح جمعة، رئيس شركة «أرامكو السعودية» السابق، وكبير إدارييها التنفيذيين، لقب رجل العام في مجال الصناعة النفطية العالمية، ليصبح أول شخصية غير هندية تحصل على هذا اللقب.

وتم منح جمعة، جائزة «التميز خلال الحياة العملية»، في مؤتمر ومعرض الزيت والغاز (بتروتيك) المنعقد في العاصمة الهندية نيودلهي الذي افتتحه رئيس الوزراء الهندي، مان موهان سنغ، أول من أمس، وحصل جمعة على هذه الجائزة بعد أن رشحته لجنة من الخبراء المختصين، ضمن مجموعة من الأسماء في حقل الصناعة النفطية العالمية، وحاز لقب شخصية العام، كأول شخصية من خارج الهند يجري منحها هذه الجائزة السنوية التقديرية.

واختار خبراء الطاقة الهنود عبد الله جمعة، الذي قاد أثناء إدارته شركة «أرامكو السعودية»، عملاق صناعة النفط في العالم، مبادرات لتعزيز التعاون مع القارة الآسيوية، وتوطيد الصلة بالهند باعتبارها إحدى أهم الدول الأسرع نموا.

وبعد تسلمه الجائزة، أكد عبد الله جمعة، أن الاستراتيجية التي لفتت انتباه الخبراء الهنود، كانت تعبيرا عن السياسة النفطية السعودية التي نفذتها «أرامكو»، وتمثلت في بناء شراكة على أساس التعاون مع القارة الهندية. وقد أهدى جمعة هذا الإنجاز إلى موظفي وموظفات «أرامكو السعودية» (الذين بجهدهم واجتهادهم تمكنوا من تحقيق النجاح الذي تحقق في فترة عملي في «أرامكو السعودية»).

يوم الطاقة الهندي الطويل، حازت السعودية جانبا مهما فيه، فضمن فعاليات مؤتمر ومعرض الزيت والغاز (بتروتيك)، تم استضافة عبد الله جمعة كمتحدث رئيسي في جلسة حول التنمية المستدامة يوم أمس الثلاثاء، إضافة إلى مشاركته في حلقة نقاش مع خمسة من رجال الحكومة الهندية حول مستقبل الطاقة في العالم. وإضافة إلى خبراء الطاقة، حضر المؤتمر عدد من المسؤولين والسفراء، من بينهم سفير المملكة لدى الهند فيصل طراد.

وكان عبد الله جمعة الذي عمل طوال 40 عاما في شركة «أرامكو السعودية»، كبرى شركات النفط في العالم، من بينها 14 عاما رئيسا لهذه الشركة، انضم إلى مجلس إدارة شركة «هاليبرتون» الأميركية المتخصصة بقطاع النفط والطاقة، اعتبارا من 14 يوليو (تموز) الماضي.

وسبق أن عمل عضوا في مجلس أمناء الجامعة الأميركية في القاهرة منذ عام 1998، واختارته مجلة «فورتشن» في عام 2003 كإحدى أكثر الشخصيات العالمية تأثيرا في مجال الأعمال، كما نال جائزة «أفضل شخصية تنفيذية في صناعة البترول لعام 2005».

وشغل جمعة منصب نائب رئيس المجلس الاستشاري الدولي لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران بين عامي 2007 و2009، بالإضافة إلى عضويته في عدد من الهيئات الاستشارية العالمية مثل المجلس الاستشاري الدولي لمؤسسة «جيه بي مورغان تشيس».

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2007، تم تعيينه عضوا في الهيئة العليا لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، المكلفة تنفيذ مهام مدينة الملك عبد العزيز في دعم وتشجيع البحوث العلمية التطبيقية خدمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المتواصلة في السعودية.

ولد عبد الله صالح جمعة في مدينة الخبر (شرق السعودية)، ودرس العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة وفي الجامعة الأميركية في بيروت، ثم استكمل لاحقا برنامج التطوير الإداري لدى جامعة هارفارد في كامبريدج بولاية ماساتشوستس الأميركية، وتخرج في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1968.

وكان أول التحاق جمعة بشركة «أرامكو السعودية» في صيف 1959، حيث عمل في إدارة الهندسة ضمن برنامج التوظيف الصيفي لطلبة المدارس الثانوية. وأثناء دراسته الجامعية، عاد جمعة في إحدى العطل الصيفية ليعمل مترجما في مكتب مدارس الحكومة التي بنتها «أرامكو». وفي صيف عام 1967، عمل مذيعا في محطة تلفزيون «أرامكو» التي كانت تتبع إدارة العلاقات العامة.

وبعد تخرجه عام 1968، أصبح جمعة موظفا رسميا في شركة «أرامكو السعودية»، حيث التحق بإدارة العلاقات الحكومية في وظيفة إخصائي ترجمة. وكجزء من برنامج تطويري، أسندت إليه وظيفة محلل لأخبار الشرق الأوسط، ثم عين محللا أعلى في القسم ذاته أواخر عام 1969. ثم أسندت إليه مهمات عمل تطويرية في مكتب ممثل الشركة المحلي في بقيق، وقسم الأراضي وعقود الإيجار، وقسم دراسة الأنباء.

واعتبارا من يناير (كانون الثاني) 1975، عين جمعة مديرا لإدارة العلاقات العامة في شركة «أرامكو»، حيث نقل إلى هذه الإدارة قبل ذلك بثلاث سنوات (مارس «آذار» 1971). وتم تعيينه رئيسا لشركة «أرامكو السعودية» عام 1995 خلفا للمهندس علي بن إبراهيم النعيمي الذي اختير ليكون وزيرا للبترول والثروة المعدنية في السعودية.