البنك الأوروبي للاستثمار يرصد 500 مليون يورو لتمويل محطة ورزازات المغربية لإنتاج الطاقة الشمسية

في إطار توسيع مشاريع «الطاقة الخضراء»

TT

أعلن البنك الأوروبي للاستثمار رصد مبلغ 500 مليون يورو للمساهمة في تمويل إنشاء أولى المحطات الضخمة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، والتي سيتم إنجازها في ضاحية مدينة ورزازات جنوب البلاد. وعبر فليب دي فونتين فيف كورتاز، نائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار، عن اعتقاده أن مشروع ورزازات يكتسي بأهمية خاصة باعتباره المشروع التجريبي الأول الذي سيعتمد المخطط الأوروبي المتوسطي لإنتاج الطاقة النظيفة على نتائجه لاستكمال الجوانب الإجرائية القانونية والتجارية المتعلقة بتجارة الطاقة الخضراء بين شمال وجنوب المتوسط.

وقال دي فونتين فيف لـ«الشرق الأوسط» إن البنك الأوروبي للتنمية حصل على موافقة اللجنة الأوروبية لمنح دعم مالي لمشروع محطة ورزازات، بهدف تحسين شروط تمويلها، كما يبحث مع البنك الدولي تمويل إضافي لدعم المشروع. وقال «نتوقع حسم هذه العملية مع نهاية العام الحالي». وأوضح دي فونتين فيف أن البنك الأوروبي للاستثمار وضع خطة لاستثمار 20 مليار يورو لتمويل البرنامج الأوروبي لإنتاج الطاقة الخضراء في المنطقة المتوسطية خلال العقد المقبل، والذي يهدف إلى إنشاء قدرة إنتاجية إضافية بطاقة 20 غيغاواط في أفق 2020 في المنطقة الممتدة من المغرب إلى سورية. وقال: «نحن مستعدون للقيام بمجهود مماثل في تركيا وحدها».

وأضاف أن 70 مشروعا ترشحت حتى الآن للمساهمة في هذا البرنامج. وأشار إلى أن 33 في المائة من هذه المشاريع تعتمد على طاقة الرياح وكلها تسير بشكل جيد، في حين تعتمد 50 في المائة من هذه المشاريع الطاقة الشمسية ومصيرها مرتبط بتجربة محطة ورزازات في المغرب والنتائج التي ستحققها.

وقال دي فونتين فيف: «ننتظر اليوم لنرى بأي تكلفة سيتم إنتاج الكهرباء في محطة ورزازات، وما هي الحصة التي ستستهلك محليا، والحصة التي ستصدر إلى أوروبا بسعر مختلف من أجل جعل المشروع مربحا».

ودخل مشروع ورزازات المرحلة النهائية في الدراسات وإعداد طلب العروض الذي تعتزم الوكالة المغربية للطاقة الشمسية طرحه مع نهاية هذه السنة من أجل اختيار الشركة التي سيسند إليه إنشاء وإدارة المشروع.

ويهدف المشروع إلى إنتاج 500 ميغاواط من الكهرباء عبر تقنية تركيز الطاقة الشمسية، باعتبار هذه التقنية ملائمة لحاجيات تخزين الطاقة وهي تختلف عن تقنية الألواح الفوتوفولتوية التي لا تسمح بالتخزين.

وطبقا للأجندة التي وضعتها الوكالة يرتقب أن يشرع في بناء المشروع خلال النصف الثاني من العام المقبل على أن يشرع في الإنتاج والاستغلال مع بداية عام 2014.

وفي سياق ذي صلة وقع المغرب مع فرنسا أول اتفاق لتصدير الكهرباء الخضراء. وأوضح فيليب لوريك، منسق المخطط المتوسطي للطاقة الشمسية لدى الحكومة الفرنسية، أن الاتفاق يتعلق بتصدير كميات من الكهرباء التي سينتجها المغرب عبر استغلال الطاقة الشمسية في محطة بني مطهر الشمال الشرقي للبلاد، قرب طنجة. وقال لوريك لـ«الشرق الأوسط» إن هدف هذه الاتفاقية الأولى هو وضع الآليات الأوروبية المعتمدة في إطار البند التاسع من «حزمة البيئة والطاقة» للمفوضية الأوروبية على المحك لأول مرة، وتجريب الإجراءات القانونية والتجارية المتعلقة بتجارة الطاقة الخضراء بين شمال وجنوب المتوسط. ويتوفر المغرب على ربط كهربائي مع أوروبا تحت البحر عبر مضيق جبل طارق بجهد 1700 ميغاواط. ويبحث المغرب الزيادة من قدرة هذا الربط لرفعه إلى 2100 ميغاواط بشراكة من المخطط الأوروبي المتوسطي لنقل وتوزيع الطاقة النظيفة «ترانزجرين».