النفط ينتعش بعد انحسار المخاوف بشأن ديون آيرلندا

زيادة الطلب عليه في أميركا 1.3% في أكتوبر

TT

واصلت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي صعودها في التعاملات الإلكترونية لبورصة نايمكس، أمس الجمعة، فوق مستوى 82 دولارا، مع تزايد الآمال في الانتعاش الاقتصادي، بعد أن بدأت تنحسر المخاوف بشأن أزمة ديون آيرلندا، الأمر الذي أدى إلى تراجع الدولار، وعزز إقبال المستثمرين على شراء الأسهم والسلع الأولية. وبلغ سعر عقود النفط الخام الأميركي الخفيف لتسليم ديسمبر (كانون الأول) 82.43 دولار للبرميل، مرتفعا 58 سنتا، بعد صعوده 1.41 دولار عند التسوية يوم الخميس إلى 81.85 دولار. وانتعش النفط من المستوى المنخفض 80.06 دولار، الذي سجله يوم الأربعاء، وكان أدنى مستوى له منذ 20 من أكتوبر (تشرين الأول). وبحسب «رويترز»، لاقت أسعار النفط دعما من بيانات تظهر أن نشاط الصناعات التحويلية في منطقة وسط الأطلسي بالولايات المتحدة سجلت أعلى مستوى لها في الشهر الحالي، وأن طلبات إعانات البطالة الجديدة في الولايات المتحدة لم تكد ترتفع الأسبوع الماضي. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في تقرير يوم الأربعاء إن مخزونات النفط الأميركية سجلت الأسبوع الماضي أكبر هبوط لها في أكثر من 14 شهرا، مع تراجع الواردات وارتفاع معدلات التشغيل في مصافي التكرير. وأظهرت البيانات أن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة سجلت هبوطا حادا غير متوقع، بلغ 7.29 مليون برميل، لتصل إلى 357.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 12 من نوفمبر (تشرين الثاني)، مع انخفاض الواردات 226 ألف برميل يوميا، إلى 7.83 مليون برميل يوميا. غير أن عقود النفط الخام الأميركي قلصت مكاسبها، أمس الجمعة، بعدما رفعت الصين الاحتياطي الإلزامي للبنوك بمقدار 50 نقطة أساس، وارتفعت عقود الخام الأميركي الخفيف 18 سنتا إلى 82.03 دولار للبرميل، بعد تحولها للهبوط بسبب هذا النبأ. ولامست الأسعار لفترة وجيزة أدنى مستوياتها خلال الجلسة عند 81.54 دولار للبرميل، بعدما كانت مرتفعة عند 82.75 دولار للبرميل في وقت سابق.

وقالت الصين، أمس الجمعة إنها سترفع الاحتياطي الإلزامي لبنوكها بمقدار خمسين نقطة أساس، اعتبارا من 29 نوفمبر، للمرة الثانية في غضون أسبوعين. وتراجعت الأسواق الصينية في الأيام القليلة الماضية، وسط مخاوف من مضي الحكومة في إجراءات التشديد النقدي، بعد أن سجل التضخم أعلى معدل له في 25 شهرا في أكتوبر. وعلاوة على رفع الاحتياطي الإلزامي رسميا خمس مرات هذا العام، رفعت الصين أسعار الفائدة مرة واحدة وفرضت قيودا على إقراض البنوك.

من جهة أخرى، قال معهد البترول الأميركي، أمس الجمعة، إن الطلب في الولايات المتحدة على النفط الخام والمنتجات البترولية زاد بنسبة 1.3 في المائة في أكتوبر، مقارنة مع مستواه قبل عام، مع استمرار تعافي الاقتصاد. ووفقا لتقرير المعهد الشهري للعرض والطلب، فإن متوسط إجمالي الإمدادات البترولية - مع استبعاد الصادرات - بلغ 19.051 مليون برميل يوميا، بزيادة قدرها 248 ألف برميل يوميا عن مستواه قبل عام. وقال جون فيلمي كبير الخبراء الاقتصاديين بالمعهد: «بيانات أكتوبر تشير إلى استمرار التعافي الاقتصادي على الرغم من أنه ما زال في نطاق صغير.. سيتعين أن ننتظر لنرى كيف ستؤثر الزيادات في أسعار المنتجات البترولية على ثقة وطلب المستهلك»، وجرى تداول النفط الخام الأميركي هذا الشهر بأسعار فوق 80 دولارا للبرميل، بعد أن أغلق في بضع جلسات الأسبوع الماضي فوق 87 دولارا، وذلك أعلى مستوياته في عامين. وتسبب هذا في ارتفاع سعر البنزين ليقترب من 3 دولارات للغالون ودفع أسعار وقود الديزل وزيت التدفئة لتتخطى حاجز 3 دولارات.

من جهته، ارتفع سعر الذهب في أوروبا أمس، مواصلا مكاسبه في الجلسة السابقة، مع صعود اليورو، وسط توقعات بقرب حصول آيرلندا على اتفاق بمليارات اليورو لمساعدة بنوكها المتعثرة. وصعد سعر الذهب في السوق الفورية إلى 1360 دولارا للأوقية (الأونصة)، مقابل 1352.65 دولار عند إغلاق نيويورك، أول من أمس، الخميس. وزادت عقود الذهب الأميركي الآجلة تسليم ديسمبر (كانون الأول) 6.70 دولار إلى 1359.70 دولار.

وارتفعت الفضة إلى 27.17 دولار للأوقية، مقابل 26.92 دولار عند إغلاق أمس. وزاد البلاديوم إلى 699 دولارا مقابل 693.72 دولار عند إغلاق نيويورك أول من أمس. ونزل البلاتين إلى 1657.50 دولار للأوقية مقابل 1662 دولارا.

وعلى صعيد العملات الأخرى، انخفض الجنيه الإسترليني أمام اليورو أمس الجمعة، بينما أنعشت التكهنات بشأن الموافقة على تقديم مساعدات لحل متاعب ديون آيرلندا العملة الموحدة. ومع ذلك واصل الإسترليني مكاسبه أمام الدولار، بعد أن تجاوز حاجز 1.60 دولار أمس الخميس، ليواصل الاستفادة من مكاسب اليورو على حساب الدولار. وارتفع اليورو 0.2 في المائة أمام الإسترليني إلى 85.18 بنس، في حين صعدت العملة البريطانية 0.2 في المائة أمام الدولار إلى 1.6084 دولار.