ساركوزي يختتم أعمال منتدى غرفة التجارة الفرنسية - العربية في عيدها الأربعين

الغرفة تريد إبراز دور النخبة الفرنسية من أصول عربية

TT

الغرفة التجارية الفرنسية - العربية عمرها أربعون عاما. وللمناسبة، فإنها تنظم في الثاني والعشرين من الشهر الحالي منتدى ضخما في معهد العالم العربي تحت عنوان: حوار باريس: العلاقات الفرنسية - العربية والمستقبل المشترك».

والجديد أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أراد هذا العام أن يرسل إشارة إيجابية إلى العالم العربي وعن طريق الغرفة، وذلك عبر خطاب سيلقيه في قصر الإليزيه يكون بمثابة اختتام أعمال المؤتمر، ويخصص للعلاقات الفرنسية - العربية.

وأرادت الغرفة بشخص رئيسها الوزير السابق والنائب الحالي هيرفيه دو شاريت وأمينها العام الدكتور صالح بكر الطيار، أن يكون المنتدى شاملا، بحيث يتناول المحاور السياسية والاقتصادية «التجارية والاستثمارية...»، ولكن أيضا الإنسانية، وذلك من خلال تسليط الضوء على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه نخبة فرنسية ذات أصول عربية. وحتى اليوم، بقيت هذه النخبة في الظل على الرغم من المواقع التي تحتلها في القطاعات الاجتماعية والاقتصادية كافة. وتريد الغرفة، كما شرح ذلك المسؤولون عنها في لقاء مع الصحافة، «تفعيل» دور هذه النخبة وإعطاءها الكلام وتسليط الضوء عليها، وإظهار الدور الذي يمكن أن تلعبه في توثيق العلاقات بين فرنسا وبلدان جنوب المتوسط. وسيتم يوم الاثنين إطلاق ما يمكن تسميته «نادي المائة»، الذي سيكون بمثابة تجمع غير شكلي يضم الأبرز في قطاعاتهم «التعليم الأكاديمي، البحث العلمي، الطب، المحاماة، عالم المال والأعمال...». وبحسب دو شاريت، فإن «نادي المائة» مرشح ليكون «نادي الألف» وربما أكثر من ذلك. ويرى دو شاريت أن مهمة النخب يمكن أن تندرج في إطار «الاندماج المتوسطي»، وهو الغرض الذي يسعى إليه الاتحاد من أجل المتوسط، المعطل حاليا، كما تبين ذلك مع إلغاء القمة التي كانت مقررة غدا الأحد في برشلونة.

ويشارك في المؤتمر أمين عام الجامعة العربية الدكتور عمرو موسى والوزير اللبناني عدنان القصار «رئيس غرف التجارة والصناعة والزراعة في العالم العربي»، وفهد السلطان أمين عام مجلس الغرف التجارية السعودية، ونجيب ساويرس الرئيس التنفيذي للمجموعة المصرية «أوراسكوم تيليكوم»، ومحمد العزيز بن عاشور المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ويزيد صابغ مفوض الحكومة الفرنسية لشؤون التنوع، وهيفاء الكيلاني رئيسة المنتدى العربي الدولي للمرأة، واقتصاديون ومثقفون، مما من شأنه إثراء النقاش وتنويع أساليب التناول.

وتخطط الغرفة لإقامة منتدى موسع في الربيع المقبل حول موضوع الشراكة بين فرنسا ودول مجلس التعاون الخليجي. وقال الدكتور الطيار إن فرنسا تسعى إلى «شراكة قوية» مع الدول الخليجية، وإن هذه الشراكة لا يمكن أن تنحصر في العقود الكبرى، بل يفترض أن تمتد إلى كل شرايين الاقتصاد لدى الجانبين بما في ذلك الشركات الوسطى والصغرى. وبلغت المبادلات التجارية بين فرنسا والعالم العربي في عام 2009 ما يقل قليلا عن 41.5 مليار يورو، بينما ناهزت في عام 2008 الخمسين مليار يورو. وفي الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، وصلت إلى 22.4 مليار يورو. وتفيد أرقام البنك المركزي الفرنسي بأن تراكم الاستثمارات الخليجية في فرنسا عام 2008 كان بحدود 3.8 مليار يورو. وتوجد نحو شركة خليجية في فرنسا، حيث تستخدم 27 ألف شخص. وفي السنوات الأخيرة، زاد الحضور العربي في فرنسا وخصوصا في باريس في قطاع العقارات، وتحديدا الأبنية التاريخية والفاخرة والفنادق الراقية، وآخرها فندق «لو كريون» الشهير الذي اشترته مصالح سعودية.