اقتصاد الهند المزدهر ينعكس على صناعة الطيران الخاص

زاد العدد من 40 طائرة على مستوى البلاد إلى 515 منذ 2005

«إمبريرا» من أكثر الشركات التي تتوقع ازدهارا كبيرا في مبيعاتها في الهند
TT

في ظل اقتصاد مزدهر ووجود أكبر عدد من مليونيرات العالم في آسيا تقوم شركات تأجير الطائرات الخاصة الهندية بشراء وتسجيل طائرتها النفاثة الخاصة. ويتوقع أن يبلغ عدد الطائرات الخاصة خلال العام القادم بحسب آخر إحصاء، إلى 157 طائرة نفاثة خاصة جديدة تبلغ قيمتها مليار دولار طبقا لبيانات وزارة الطيران المدني. ويشهد قطاع الطيران الخاص أو استخدام الطائرات والمروحيات الخاصة تحسنا ملحوظا في ظل تنامي مؤشرات الانتعاش الاقتصادي، حيث تعود الشركات التي تقدم هذه الخدمات لتحقيق الأرباح مرة أخرى.

وذلك على الرغم من ضعف أعداد الطائرات الخاصة في الهند حتى عام 2005 والتي لم تزد على 40 طائرة خاصة في الهند، إلا أن الهند تفتخر باحتوائها على 515 طائرة، من ضمنها 257 طائرة بأجنحة ثابتة و258 مروحية. وتستهدف شركات تقديم خدمة النقل الجوي الخاص شراء طائرات جديدة لا مستعملة. وقال كاران سينغ، نائب رئيس اتحاد شركات الطيران الخاص الهندية: «سيكون لدى الهند أحد أساطيل الطائرات النفاثة الخاصة اليافعة وستنهض كأحد أكبر مشتري الطائرات الخاصة الجديدة التي تنتشر بها الطائرات النفاثة صغيرة الحجم التي تقدم خدمة نقل أسرع». ومن المتوقع أن تعقد الشركات الهندية الكثير من الصفقات بحلول نهاية العام وأن يشهد القطاع نموا بنسبة تتراوح من 15 إلى 20 في المائة مقارنة بالعام الماضي.

ستنقل صفقات الطائرات الخاصة الجديدة الهند إلى المرتبة الرابعة في سوق تأجير الطائرات النفاثة العالمي، حيث تحتل في الوقت الراهن المركز الثامن عشر بين أكبر قواعد الطائرات النفاثة الخاصة الضخمة بامتلاكها 111 طائرة صغيرة مسجلة. وتتقدم الهند على الصين من هذه الجهة حيث تمتلك نصف عدد الطائرات الخاصة الضخمة التي تمتلكها الهند رغم أن عدد المليونيرات بها أكبر.

ويأتي على رأس المليارديرات الناجحين أو الشركات التي يطورونها شركة «أمباني برازرز»، التي أرسلت أمر توريد طائرات نفاثة ومجموعة شركات «تاتا» و«إيسار غروب» المملوكة للأخوين روياز و«تي في إس» و«دي إل إف» المملوكة لكوشال بال سينغ والشركة المملوكة لغاوتام ثابار و«جيندالز» و«سيريس بوناوالا». ومن الشركات الأخرى «جي إم أر» و«جي في كيه» و«مونيه» المملوكة لجايودياس و«دي سي كونستراكشين» و«بونج ليوود» و«ديكان كرونيكال» وشركات أخرى. تمثل استرجاع الثقة في هذا المجال والمكاسب الكبيرة التي تم تحقيقها خلال العام الماضي دافعا لكل تلك الشركات.

وقالت شركة «بومباردير» الكندية المصنعة للطائرات في توقعاتها لسوق الطائرات في الفترة من 2009 إلى 2015 إنها تتوقع شراء الهند 250 طائرة خاصة خلال تلك الفترة.

وتعد شركات « بومباردير» و«غالفستريم أيروسبيس» و«ديسولت فالكون» و«هوكر بيتشكرتفت» ومقرها في الولايات المتحدة و«سيسنا إير كرافت»، الأكثر نشاطا في بيع الطائرات النفاثة في الهند. كذلك تلقى الشركات المصنعة لطائرات نقل الركاب مثل «إير باص إس إيه إس» الفرنسية و«بوينغ» الأميركية و«إمبريار إس إيه» إقبالا واضحا في الهند.

ونقلت شركة «إرنست أند آمب يانغ» عن المسؤول التنفيذي لشركة «إمبراير» البرازيلية قوله إن الهند تمثل 12 في المائة من سوق الطائرات الخاصة حول العالم. وبحسب التقرير فمن المتوقع أن تنمو مبيعات هذه الطائرات في الهند بنسبة 50 في المائة سنويا خلال السنوات القادمة. وتهدف شركة «إمبراير»، التي تعرض طائراتها النفاثة متوسطة الحجم «ليغاسي 500» في الهند، إلى جمع مليار دولار من خلال بيع طائرات خاصة صغيرة خلال العشرة أعوام القادمة. وخلال المعرض الجوي الهندي عام 2010، حصلت شركة «ريليغار فويدجيز»، التي طورتها شركة «ريليغار إنتربرايزس»، على طائرة «إيه دابليو 109 غراند» من شركة «أوغوستا ويستلاند» وبذلك يصل عدد الطائرات إلى 11 طائرة. و«أوغوستا ويستلاند» هي شركة تابعة لمجموعة شركات «فينميكانيكا إس بي إيه» باعت 10 طائرات في الهند للرحلات الخاصة والخدمات العالمية وباعت أيضا مروحية متوسط الحجم من طراز «AW 139» ذات محرك مزدوج وتتسع لـ12 شخص لشركة «جيندال ستيل أند باورد» أثناء المعرض الجوي التجاري.

وأعلنت شركة «ريليغار فويدجز» أنها ستبدأ خدمة الإسعاف الجوي بطائرة نفاثة خاصة بعد الحصول على الموافقات اللازمة. ويقول سانجيا غادواني، الرئيس التنفيذي ومدير في شركة « ريليغار فويدجيز»: «لقد توقفنا عن شراء طيارات عندما شاهدنا الاقتصاد يتباطأ لكننا الآن نعيد بناء نموذج العمل ونستغل كل الفرص المتاحة في الطيران الخاص». وأضاف أنه سيتم الإعلان عن المزيد في المستقبل القريب.

بينما تسعى «دي إل إف» و«إيسار» و«جيندال» و«آر أي إل» و«إيه دي إيه جي» و«أفانثا» و«بوناوالا» إلى طائرات فاخرة بها أجنحة شخصية ويتراوح عدد المقاعد بها من 24 إلى 36 مقعدا ويصل سعرها إلى ملياري روبية للفرد. يسعى البعض الأخر إلى الحصول على طائرات أصغر يصل عدد المقاعد بها إلى 10. يقول الكثير من الذين يديرون الطائرات الخاصة نيابة عن الشركات إن المشترين يبحثون عن عنصر الرفاهية لكنهم يضعون في الاعتبار التوفير الذي يمكن أن يحققوه من السفر على خطوط الطيران الخاص. قال راو، رئيس شركة «فالكون إنديا»: «نقل مثلا أكثر من عشرة مسؤولين تنفيذيين في طائرة خاصة أرخص من سفرهم في درجة رجال الأعمال على خط طيران تجاري. بالإضافة إلى تكلفة التذاكر، يجب حساب تكاليف الإقامة عند السفر على خط طيران تجاري. توفر الطائرات التجارية خيار العودة بعد اجتماع هام مع توفير الوقت والمال».

مع انطلاق شركة «إنديا» على طريق النمو العالمي، لن تكون الطائرات الخاصة رمزا للسلطة والثروة، لكنها ستختصر الوقت أيضا. فبحسب الدراسة التي أجرتها شركة «بومباردير»، فإن رجل الأعمال يوفر شهرا من الوقت مع كل 400 ساعة من السفر عبر طائرته الخاصة.

وتعد «غلوبال إكسبريس» الطائرة المفضلة للاشكمي ميتال. ويقول مسؤول تنفيذي بإحدى الشركات المصنعة للطائرات الخاصة: «يمكن أن تكلفه طائرة غلوبال إكسبريس أكثر من ملياري روبية، لكن قدرة الطائرة على تجنيبه ازدحام المطارات توفر له وقتا يساوي هذا المال».

موكيش أمباني، أغنى رجل في الهند ورئيس شركة «ريلاينس»، الذي يبني أسطول طائرات خاصة لا يستخدم الموديل القديم لطائرة «غلوبال إكسبريس» وحسب بل يملك أسطول طائرات خاصة. ويحتل أمباني المركز الرابع على قائمة «فوربس» لأغنى شخصيات في العالم. وقد أهدى أمباني زوجته نيتا طائرة خاصة فاخرة «إير باص 319» تبلغ قيمتها 2,4 مليار روبية في عيد ميلادها. وفي هذه الطائرة الفاخرة كبائن ترفيهية ومشرب فضلا عن أشياء رائعة أخرى. يمتلك أمباني طائرة خاصة من طراز «بوينغ 2» قيمتها 73 مليون دولار وطائرة «فالكون 900 إي إكس». فيما يمتلك أنيل أمباني، مثل شقيقه الأكبر، طائرة «غلوبال إكسبريس» بالإضافة إلى «فالكون 2000» و«فالكون 7 إكس». وطورت شركة «بومباردير أيرو سبيس» طائرتها الخاصة للمدى البعيد. ويمتلك بيل كلينتون وستيفن سبيلبيرغ وآخرون هذا النوع من الطائرات.

ويمتلك فيجيا ماليا، أحد كبار التجار في مجال المشروبات ورئيس شركة طيران «كينغفيشر» طائرة «إيه 319 - 13 إيه سي جيه» وقد أنفق 40 مليون دولار على عمل تجديدات وتطويرات من ضمنها مقاومة الحرائق.

يستخدم ماليا طائرته كمكتب ومنزل. بعيدا عن طائرة «إيه 319 - 13 إيه سي جيه» ويمتلك «غولفستريم» و«هوكر» و«بوينغ 727». يمكن لطائرة «إير باص إيه 319» التي يملكها ماليا أن تصل إلى لندن أو الولايات المتحدة مع التوقف مرة واحدة للتزود بالوقود.

يسافر ماليكارجونا راو، رئيس شركة «جي إم آر» الهندية للبنية التحتية التي وقعت عقد خصخصة مطارات اسطنبول وحيدر آباد ودلهي جوا على طائرته «فالكون 2000» على الأقل لمدة 100 ساعة شهريا بين دلهي مومباي وحيدر آباد. يمثل تأجير الطائرات دافعا آخر، حيث يريد مسؤولون تنفيذيون رفيعي المستوى وسيلة نقل أسرع. تسعى شركة «رليغار أفيشين»، التي تعمل في مجال تأجير الطائرات، المملوكة للأخوين مالفيندر وشيفيندر سينغ، وهم من المليارديرات، إلى استغلال الحركة النشطة للنقل الجوي الخاص العالمي. قال سانديب بهات، رئيس تنظيم الرحلات بشركة «رليغار أفيشين»: هناك طلب متزايد على السفر بالطائرات الخاصة. تتيح لنا الطائرات المتقدمة والتي تضم كافة الكماليات ربط الشركات الهندية بالعالم. لذا يتم تطوير الخدمة من خلال إدخال «فالكون 7 إكس» وقيمتها 50 مليون دولار و«فالكون 2000 إل إكس» وقيمتها 20 مليون دولار.

اشترت شركة طيران «تاج إير»، التي تطورها مجموعة فنادق «تاج» المملوكة للأخوين «تاتا»، طائرتين خاصتين مؤخرا وهما «فالكون 2000 إل إكس» و«بي 180 أفانتي 2» بمحرك توربيني. وتنظم هذه الشركة رحلات طيران خاصة إلى 150 دولة.

يقول أنكور بهاتي، المدير التنفيذي بمجموعة شركات «بيرد إير غروب» التي تبيع وتؤجر الطائرات للأفراد والشركات: «هناك مليون هندي على الأقل يمكنهم شراء طائرات خاصة في الهند فورا». فضلا عن الطائرات الخاصة، تسعى الشركات الهندية إلى الفاخرة مثل مجموعة شركات «إيسار غروب» التي اشترت «سكيروسكي» التي تبلغ قيمتها 600 مليون روبية وشركة «بيناكل أفيشين» و«إير تشارترز» اللتين اشترتا «بيل 407» بـ120 مليون روبية.