أسعار النفط تواصل التحليق فوق 91 دولارا مستفيدة من توقعات الانتعاش ونقص المخزونات

«غولدمان ساكس»: البرميل بـ 105 دولارات في النصف الثاني من العام المقبل

TT

فيما واصلت أسعار النفط في لندن تقدمها فوق مستوى الـ 91 دولارا للبرميل، توقع مصرفيون في لندن أمس أن تدعم توقعات تحسن النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة أسعار النفط خلال العام المقبل. وقال جيفري كوري كبير اقتصاديي الطاقة في مصرف «غولدمان ساكس» في تقرير عن آفاق السلع في عام 2011 «نتوقع أن يحافظ الطلب العالمي على النفط على قوته لينمو بمقدار مليوني برميل يوميا خلال العام المقبل». وتوقع كوري في تعليقاته بالتقرير الذي بعث به لـ«الشرق الأوسط» أن يتجاوز سعر النفط حاجز 105 دولارات للبرميل خلال النصف الثاني من العام 2011. ولكن مصرف «بنك أوف أميركا - ميريل لينش» توقع أن تتجاوز أسعار النفط 100 دولار في بداية العام المقبل. وكانت الخبيرة سيشل قد ذكرت لـ«الشرق الأوسط» أن أسس العرض والطلب ستكون المسؤول الرئيسي عن ارتفاع أسعار النفط. ومن المتوقع أن تدعم فرص النمو الأميركي الطلب العالمي على النفط، حيث لا تزال الولايات المتحدة القوة المحركة الأولى للاستهلاك النفطي، حيث تستهلك أكثر من 19 مليون برميل يوميا. ومما يدعم توقعات ارتفاع أسعار النفط فوق التوقعات احتمالات النقص في المعروض بعد أن استنفدت «دول الاستهلاك» الكبرى فوائضها. ودفع هبوط مخزونات النفط في أميركا أسعار النفط للارتفاع، حيث ارتفع سعر خام برنت الخفيف لعقود يناير (كانون الثاني) في بورصة البترول في لندن بمقدار 73 سنتا ليصل سعر 91.94 دولار للبرميل فيما ارتفع سعر خام غرب تكساس لنفس العقود بمقدار 28 سنتا ليقترب من 89 دولارا للبرميل.

وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة سجلت هبوطا أكبر من المتوقع الأسبوع الماضي مع تراجع الواردات وارتفاع معدلات التشغيل في مصافي التكرير. وأظهر أحدث تقرير أسبوعي من إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات النفط الأميركية هبطت بمقدار 9.85 مليون برميل إلى 346.02 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) مع انخفاض الواردات 1.36 مليون برميل يوميا إلى 7.66 مليون برميل يوميا. وكان محللون قد توقعوا في استطلاع لـ«رويترز» أن تسجل مخزونات الخام انخفاضا لا يتعدى 2.5 مليون برميل. وزادت مخزونات البنزين 809 آلاف برميل إلى 214.77 مليون برميل مقارنة مع توقعات المحللين التي كانت تشير إلى زيادة أكبر قدرها 1.7 مليون برميل.

وسجلت مخزونات المشتقات الوسيطة - التي تشمل وقود الديزل وزيت التدفئة - زيادة مفاجئة بلغت 1.09 مليون برميل إلى 161.3 مليون برميل. وكان المحللون قد توقعوا انخفاضا قدره 500 ألف برميل. وجاء تراجع مخزونات النفط الخام مع ارتفاع معدلات التشغيل في مصافي التكرير بالولايات المتحدة بمقدار 0.5 نقطة مئوية إلى 88 في المائة مقارنة مع توقعات المحللين لزيادة قدرها 0.1 نقطة مئوية.

إلى ذلك، أفاد مسح أجراه محللون من مصرف «باركليز كابيتال» أن الإنفاق العالمي على التنقيب عن الغاز والنفط وإنتاجهما سيرتفع بنسبة 11 في المائة إلى 490 مليار دولار في عام 2010 وسيسجل أكبر زيادة في أميركا اللاتينية والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا. وتوقع المسح، الذي شمل 402 من شركات النفط والغاز، زيادة الإنفاق على التنقيب والإنتاج بنسبة 8.1 في المائة إلى 93.6 مليار ، ينما يتوقع أن ترتفع الميزانيات في كندا بنسبة 4.8 في المائة إلى 32.6 مليار دولار.

وقال محللو «باركليز» «في ظل توقعات نمو قوية لصناعة خدمات النفط والتنقيب بالنسبة للاقتصاد العالمي خلال العامين أو الأعوام الثلاثة المقبلة، نعتقد أن أسعار أسهم شركات الخدمات النفطية تستحق علاوة كبيرة على سعر السوق». ورفع المحللون سعر السهم المتوقع بنسبة 16 في المائة في المتوسط لعدد من شركات خدمات النفط والتنقيب ومن بينها «إف.إم.سي تكنولوجيز» و«ناشيونال أويل - ويل فاركو» ومجموعة «درسر - راند». ومن المتوقع أن يوجه أغلب الإنفاق على التنقيب والإنتاج في الولايات المتحدة على الأنشطة النفطية التقليدية ومكامن غنية والزيت الحجري، بينما ينخفض الإنفاق على التنقيب الجاف عن الغاز. وقال المحللون إنه يتوقع زيادة الإنفاق على التنقيب والإنتاج خارج أميركا الشمالية بنسبة 12 في المائة في العام المقبل إلى 363.3 مليار دولار بفضل إنفاق رأسمالي أعلى من شركات عملاقة وشركات وطنية مختارة.

ويعتمد الإنفاق على التنقيب والإنتاج إلى حد كبير على أسعار النفط والغاز وهو المحرك الرئيسي للدخل لشركات خدمات حقول النفط مثل «شلومبرغر» و«هاليبرتون» و«بيكر هيوز». وفي مسح عام 2011 جرى حساب مشروعات الإنفاق للشركات على أساس سعر 77.32 دولار للبرميل من الخام الأميركي ارتفاعا من سعر 73.56 دولار المستخدم في مسح منتصف العام.