تقنية «الحوسبة السحابية».. الثورة القادمة في عالم تخزين المعلومات

«سيمانتيك»: الشركات ستواجه أوقاتا عصيبة لاسترجاع البيانات إذا لم تستغن عن العقلية القديمة

TT

أن تمتلك شيئا ليس بحوزتك، أمر ينطبق على المال الذي تودعه في البنك، فمن ذا الذي يحتفظ بماله في المنزل في هذا الزمان؟ وقد ينطبق ذلك أيضا في أيامنا هذه على المعلومات، قد تمتلك شركة ما المعلومات وتودعها في بنك للمعلومات لتوفر على نفسها مجهودا كبيرا وهو ما بات يعرف بالثورة القادمة إلى عالم البرمجيات، إنها تقنية الحوسبة السحابية، وهل تكون الاتصالات التجارية هي الاتجاه المقبل في الحوسبة السحابية؟

لقد أصبح للحوسبة السحابية مكانتها التي تستحقها في إدارات وأقسام تكنولوجيا المعلومات الحديثة، فهي تساعد الشركات والمؤسسات على مواكبة الجديد بأقل التكاليف. وقد حظيت الحوسبة السحابية بإقبال كبير جعلها أقرب إلى النموذج الشائع لتوصيل وتقديم الخدمات، وقد أثبت هذا النموذج فعاليته وكفاءته مع تطبيقات مثل الرسائل والتخزين وإدارة موارد العملاء. وكشف استطلاع حديث عبر الإنترنت أجرته شركة «آي دي جي ريسيرش» أن اتصالات الأعمال التجارية مهيأة لأن تصبح الاتجاه الرئيسي القادم لتطبيقات الخدمات السحابية. ومن أبرز نتائج هذا الاستطلاع، أن أغلبية الشركات بدأت تدخل الاتصالات التجارية عبر الشبكة السحابية.

ويؤكد شاهين حق، المدير الإقليمي، لشركة «إنتراكتيف إنتيليجانس» بالشرق الأوسط وتركيا، التي تزود برمجيات وخدمات الاتصالات التجارية في إنديانابوليس أن الاتصالات عبر الشبكة السحابية ليست منتجا يبحث عن مشكلة، بل حل يتمتع بالكثير من المزايا، مما يجعلها حالة تجارية جذابة للغاية. وأغلب مديري ورؤساء أقسام تقنية المعلومات جاهزون للاستفادة من خدمات الحوسبة السحابية.

وفي محاولة لمعرفة مدى انتشار واستقرار هذه الطريقة الجديدة للعمل، استطلعت شركة «آي دي جي ريسيرش سيرفيسيز» آراء ما يقرب من 150 مديرا للأقسام التجارية والتقنية في الكثير من الصناعات. وتوصل الاستطلاع إلى أن 81 في المائة من الشركات التي شملتها العينة تستخدم بالفعل أو تخطط لاستخدام تطبيقات تعتمد على الحوسبة السحابية.

وتعد الشبكة السحابية ملائمة في المواقف التي تتطلب تثبيت وتشغيل نظام معين خلال وقت قصير. وبجانب تقليل فترات التشغيل، تستفيد الشركات كذلك من انخفاض التكاليف المدفوعة مقدما وتقليل أعباء إدارة تكنولوجيا المعلومات وغيرها الكثير.

من جهتها، كشفت شركة «سيمانتيك» عن التوقعات والتوجهات الخاصة بمسائل الأمن والتخزين التقني لعام 2011، وذلك استنادا إلى ملاحظات واستنتاجات خبراء الشركة في مجال الأمن التقني والتخزين. وقد باتت الشركات تتعامل مع كم كبير من المعلومات نظرا للنمو الهائل في حجم البيانات، والانتشار الكبير للتقنيات الجديدة التي يتم إطلاقها بشكل شبه يومي بهدف الحد من التكاليف وزيادة كفاءة وإنتاجية الأعمال.

وقال جوني كرم، المدير الإقليمي لشركة «سيمانتيك» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «نظرا للمحدودية التي تشهدها الميزانيات الخاصة بتقنية المعلومات في وقتنا هذا، فقد بات من المهم جدا أن تسعى الشركات لتحقيق قيمة أكبر من استثماراتها التقنية. فمن خلال دراسة وتفهم التحديات والمخاطر والتهديدات، يمكن للشركات تخطيط وتنفيذ الكثير من المبادرات الاستراتيجية التقنية كالتقنيات الافتراضية، وأمن التقنيات الجوالة، وتقنيات التشفير والنسخ الاحتياطي واسترجاع البيانات، والأرشفة، والحوسبة السحابية بهدف حماية بياناتهم وإدارتها بشكل أكثر فعالية وكفاءة».

وبات مستوى النمو الكبير والمتسارع في حجم المعلومات يحد من قدرة الشركات على إدارة هذه البيانات والمعلومات والتحكم بها بشكل فعال. وفي عام 2011، يتوجب على مديري تقنيات التخزين استعادة السيطرة على المعلومات والتخلي عن العقلية القديمة والبدء بتصنيف المعلومات وفقا للأولية والأهمية، ودون ذلك، ستستمر تكاليف التخزين في الارتفاع، وستواجه الشركات أوقاتا عصيبة لاسترجاع البيانات، كما أنها لن تتمكن من التوافق مع المعايير والتشريعات التنظيمية بما في ذلك قوانين الخصوصية، والاستكشاف الإلكتروني، وذلك وفقا لتقرير «سيمانتيك».