البوسنة تسعى إلى جذب الاستثمارات العربية وتعول على منتدى سراييفو الاقتصادي الدولي

مدير بنك البوسنة الدولي لـ«الشرق الأوسط»: لمسنا اهتماما عربيا وإسلاميا كبيرا بالمنتدى

عامر بوكفيتش مدير بنك البوسنة الدولي («الشرق الأوسط»)
TT

أكد مدير بنك البوسنة الدولي عامر بوكفيتش أن الدورة الثانية لمنتدى سراييفو الاقتصادي، ستعقد في موعدها في أبريل (نيسان) المقبل. وقال في حوار مع «الشرق الأوسط» إن بنك البوسنة الدولي، نظم مؤخرا اجتماعا تحضيريا تناول الاستعدادات والتحضيرات الجارية لعقد الدورة الثانية من منتدى سراييفو الاقتصادي. وتصدرت أجندة الاجتماع الشخصيات الاعتبارية التي ستحضر المنتدى، والشركات والمؤسسات البوسنية والدولية التي تشارك فيه، ووسائل الإعلام التي ستغطيه، وأن يكون الحضور في الدورة الثانية أكبر حجما، وأكثر فعالية من الدورة الأولى التي عقدت في أبريل 2010، وأن تقدم المشاريع بشكل يقنع المستثمرين ويخدم مصالحهم بالدرجة الأولى. وتابع «المنتدى يجب أن يكون مفتوحا، وليس مرتبطا بتوقيت 6 و7 أبريل من كل عام، ولكن هذا الموعد هو للقاء والتقييم وعرض الجديد من المشاريع، إلى جانب اهتمام خاص خارج هذا الإطار وهو دراسة تجربة أحمد يونس في بنغلاديتش» وأردف «كما ترى لم نترك شيئا للصدفة فقد ركزنا على أهمية التنظيم الجيد والاستقبال في المطار من خلال مكتب خاص سنقيمه هناك، وتجهيز وسائل النقل والحجز في الفنادق وبرنامج خاص بالنساء والاتصال من الآن بوسائل الإعلام»، وأشار إلى أن أكثر من 600 شركة ومؤسسة حضرت المنتدى الأول، وما تحقق يدفع باتجاه المضي قدما في المشروع.

من جهته قال رجل الأعمال، السعودي البوسني، عادل بوشناق «أرجو أن يستقطب المنتدى رجال الأعمال البوشناق، في منطقة البلقان، وكذلك المستثمرون المسلمون وخاصة العرب منهم، وجعل سراييفو مكانا للتعارف بغرض إنشاء مركز مالي في العاصمة البوسنية» وتابع «دورة العام الماضي كانت جيدة، واستقطبت شخصيات سياسية واقتصادية مهمة، وكان من أهم النتائج إقامة شركة الاستثمار في البلقان، والتي استقطبت مستثمرين من عدة دول، وقد بدأ رأس مالها متواضعا نوعا ما وهو 151 مليون دولار، ولكن الهدف هو الوصول بها إلى رأس مال ألف مليون دولار» وعن نوعية المشاريع وما إذا كان هناك جديد أكد أن المشاريع المهمة هي «الطاقة والزراعة والعقار والسياحة والتعليم والصحة»، وأشار إلى أن هناك مشاريع مفصلة لكل قطاع.

ومن المؤتمرات التي تم فيها الترويج لمنتدى سراييفو الاقتصادي، كما ذكر بوكفيتش لـ«الشرق الأوسط» مؤتمر الدوحة الذي عقد في الفترة ما بين 21 و22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والذي كان أول مؤتمر للتمويل الإسلامي، تحت إشراف أمير دولة قطر، والذي نظمته، مؤسسة بيت المشورة المالية، وشركة الاستشارات المالية، وبمشاركة بنك البوسنة الدولي. وهو تجمع لبعض أهم الخبراء البارزين في العالم في مجال التمويل الإسلامي، والأعمال المصرفية الإسلامية من الدول الإسلامية، والولايات المتحدة الأميركية، وأوروبا. «ناقشنا فرص الاستثمارات الجديدة وفق مبادئ التمويل الإسلامي، وبحثنا أيضا التحديات التي تواجه الظاهرة المتنامية في الصناعة المالية، والمهمات الطموحة لتقديم التمويل الإسلامي كبديل موضوعي للنظام المالي التقليدي». وواصل قائلا «كان التركيز في المؤتمر على النظر في طلبات التمويل الإسلامي المعاصر بطريقة حديثة ومبتكرة وتحديات التمويل الإسلامي في سياق الأنماط الاقتصادية التقليدية. كما تمت مناقشة طرق التعاون الاقتصادي ومفاهيم التمويل الإسلامي ووضعية الصناعة المالية الإسلامية على نطاق عالمي». وكان من بين الشركات المالية التي شاركت في الملتقى، بنك بروة، وبنك الدوحة الإسلامي، ومصرف الريان.

ومضى قائلا «شاركنا أيضا في مؤتمر أصحاب الأعمال في جدة في 20 أغسطس (آب) الماضي، وهو أول مؤتمر من نوعه يعقد هناك، وحضره ممثلون عن الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، وتحت إشراف رئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، إكمال الدين إحسان أوغلو، ورئيس مجموعة البركة، الشيخ صالح كامل، وكانت فرصة للاحتكاك بالتجارب الكبرى في ميدان الاستثمار الإسلامي، والتسويق للاستثمار في البوسنة. وقد زارنا الشيخ صالح كامل في 19 أكتوبر الماضي، وناقشنا إمكانية الاستثمار في البوسنة واطلع على المشاريع المعروضة، وأعرب عن ترحيبه بالمشاركة في منتدى سراييفو القادم».

وذكر بوكفيتش الكثير من النشاطات الممهدة لمنتدى سراييفو، ومنها زيارات العديد من الشخصيات، والمشاركة في العديد من المؤتمرات ذات الصلة «زارنا رئيس وزراء ماليزيا محمد علي رستم، في 27 و28 أكتوبر الماضي، بغرض دعم منتدى سراييفو الاقتصادي الثاني، في عام 2011، وتطرقنا لفرص الاستثمار في البوسنة، والإمكانيات التي تتمتع بها الشركات البوسنية في مجال صناعة الغذاء، والبناء، والتعاون الاقتصادي والتجاري، والاستثمار في قطاعات الزراعة، والسياحة، والبنية التحتية، وصناعة الطاقة، وصناعة الدواء، وتكنولوجيا المعلومات. وأيد فكرة جعل سراييفو مركزا لاستقطاب الاستثمارات الدولية، ووعد بمشاركة ماليزيا بـ 20 مستثمرا في منتدى سراييفو الاقتصادي العام القادم 2011».

وأوضح قائلا «في شهر سبتمبر (أيلول) وتحديدا في الفترة ما بين 28 وحتى 30 سبتمبر شاركنا في مؤتمر اسطنبول، وتحدثنا عن بنك البوسنة الدولي (بي بي آي)، وأنه يمثل نموذجا فريدا من البنوك الإسلامية في غرب البلقان، حيث يعد البنك الوحيد الذي يعمل وفق الشريعة الإسلامية في المنطقة. وكيف تمكن البنك من التكيف مع الظروف، وقد طلبت العديد من الدول مساعدة البنك من أجل إرساء طرق التعامل وفق الشريعة الإسلامية، ومن بينها روسيا الاتحادية التي تسعى لإدخال المصرفية الإسلامية إلى نظامها المالي، وتقنينه». وأضاف «كان مؤتمر اسطنبول فرصة للبوسنة للترويج لمجالات الاستثمار فيها، لا سيما في بلد يحتل المرتبة السابعة عشرة عالميا، وفقا لبيانات صندوق النقد الدولي واحتياطيها من العملة الصعبة يزيد على 615 مليار دولار».

وحول المساعدة السياسية في إنجاح العملية الاستثمارية قال بوكفيتش «تحدثنا مع العديد من الدول الإسلامية وفي مقدمتها العربية وفي 1 سبتمبر الماضي، تحدثنا أيضا مع الإيرانيين للاستثمار في مجال الطاقة بالبوسنة، وقد عرض الطرف الإيراني إقامة شراكات وثيقة بين الشركات الإيرانية ونظيرتها البوسنية في مجال الطاقة للعمل المشترك في 38 دولة، ووجدنا لديهم اهتماما خاصا بالتوربينات 850 التي تعمل بالوقود الصلب، وبنشاطات شركتي انرغوانفست، وبيتروانفست. ووعدت إيران بمنح البوسنة 150 مليون يورو».

وعن نشاطاتهم خارج النطاق الإسلامي، أكد بوكفيتش على أنهم يطرقون جميع الأبواب «نحن نطبق مبدأ العلم على الاقتصاد، وهو البحث عن الاستثمار ولو في الصين، وسفير البوسنة هناك يسعى للحصول على عقود عمل لشركات البناء البوسنية العملاقة في الصين، ولنا تجربة سابقة في هذا المضمار، وصناعة البناء البوسنية مشهورة على الصعيد العالمي. وهناك مدن صينية تمت توأمتها مع مدن بوسنية مثل، تياتيينن الصناعية الصينية التي تمت توأمتها مع مدينة سراييفو، سنة 1981، وبها أكثر من 12 مليون ساكن».

وأعرب بوكفيتش عن ارتياحه لاختيار مركز «بي بي آي» التجاري المركز الأول أوروبيا نهاية 2010 «حصل مركز التسوق (بي بي آي)، على المركز الأول في أوروبا، من خلال تقييم اللجنة الدولية لمراكز التسوق العالمية، وهو خبر سار في بداية العام الهجري ونهاية السنة الميلادية، وتفوق مركز (بي بي آي) على العديد من مراكز التسوق في أوروبا». وقد افتتح المركز في أبريل عام 2009 وهو مركز تسوق حديث مثير للإعجاب وهو واحد من رموز فن المعمار في البوسنة وهو مستوحى من نبض الحياة في المدينة «هو مبنى شفاف يمكن للمارة أن يلاحظوا ما بداخله لا سيما الواجهات. ونحن فخورون بهذه النتيجة وفوز المركز في منافسة عالمية لا سيما أنه لم يكن من السهل، حصول ذلك، وهذا إنجاز كبير للمركز ولمدينة سراييفو، وإدارة شركة (بي بي آي)». وستمنح الجائزة في يونيو (حزيران) 2011 المقبل. وقد شاركت العديد من المراكز التجارية العالمية في المسابقة، من جمهورية التشيك، والنمسا، والتيرول، وألمانيا، وتركيا، وبريطانيا، وبلغاريا وروسيا.

تجدر الإشارة إلى أن البنك الإسلامي للتنمية أسهم بـ 53.94 في المائة من رأس مال الشركة، ومصرف أبوظبي الإسلامي بـ 32.37 في المائة، وبنك دبي الإسلامي بـ 13.66 في المائة، وبنك البوسنة الدولي بـ 0.03 في المائة.