محكمة روسية تدين الملياردير خودور كوفسكي بتهمة بسرقة نفط قيمته 27 مليار دولار

وسط مظاهرات معارضة ضد الكرملين

خودور كوفسكي
TT

أدان قاض روسي، أمس، رجل الأعمال البارز ميخائيل خودوركوفسكي وشريكه بلاتون لبيديف بالاختلاس في نهاية المحاكمة الثانية لعملاق النفط. وخلال محاكمة رجل كان يوما من أغنى أغنياء روسيا، قال القاضي إن خودوركوفسكي وشريكه مدانان أيضا بغسل أموال نفط مسروقة. وكان الاتهام بسرقة نفط من شركة «يوكوس»، التي كان يرأسها خودوركوفسكي، والتي لم يعد لها وجود الآن، هو الاتهام الرئيسي في محاكمة اعتبرت اختبارا لإرادة الكرملين فيما يتعلق بفرض سيادة القانون.

وطلب ممثلو الادعاء من القاضي الحكم على خودوركوفسكي بالسجن 6 أعوام أخرى فضلا عن 8 أعوام يقضيها الآن. وخلال تلاوته الحكم في قضية مشحونة سياسيا ويعتبر المتهم فيها من الخصوم الرئيسيين للكرملين، نسبت «رويترز» إلى القاضي فيكتور دانيلكين أن المحكمة وجدت أن خودوركوفسكي ولبيديف «اختلسا ممتلكات عهد بها للمدعى عليهما». وهتفت مجموعة من بضع مئات من مؤيدي خودوركوفسكي خارج المحكمة قائلة «الحرية»، وألقت الشرطة القبض على 20 شخصا من المتظاهرين.

ويقترب خودوركوفسكي من إنهاء الحكم الصادر بسجنه 8 أعوام في محاكمة تتصل بالتزوير والتهرب الضريبي وارتبطت بفترة رئاسة فلاديمير بوتين التي استمرت من عام 2000 إلى 2008. وفي محاكمته الجديدة، قال ممثلو ادعاء إنه سرق نفطا قيمته 27 مليار دولار من شركات تابعة لـ«يوكوس»، من خلال برامج تسعير. وينفي محاموه الاتهامات ويصفونها بأنها منافية للمنطق وذات دوافع سياسية.

وسيعتبر منتقدو الحكومة إدانة خودوركوفسكي وإصدار حكم بسجنه لمدة طويلة مؤشرا على أن الكرملين لم يكن مخلصا في وعوده بإصلاح نظام المحاكم المشوب بالفساد والتأثيرات السياسية. ويشك كثيرون في أن الكرملين هو الذي سيقرر الحكم الذي سينظر إليه على نطاق واسع كمؤشر على ما إذا كان الرئيس ديمتري ميدفيديف لديه الإرادة والنفوذ للإفراج عن رجل يعد حبسه رمزا لحكم بوتين. ولم يتضح بعد متى سينتهي القاضي من تلاوة الحيثيات وإعلان الحكم.

واصطدم خودوركوفسكي (47 عاما) بالكرملين خلال فترة رئاسة بوتين الأولى، بعد أن تحدث علانية عن مزاعم فساد وتحدى سيطرة الدولة على صادرات النفط، ومول بهدوء أحزابا معارضة. وبعد إلقاء القبض عليه في 2003 أشهرت شركة «يوكوس» إفلاسها، بسبب مطالبات ضريبية متأخرة، وبيعت أصولها التي استحوذت الدولة على معظمها، مما زاد من قلق الغرب إزاء حقوق الملكية وحكم القانون في روسيا في عهد بوتين. وظل شعور بالعداء الشخصي قائما بين بوتين وخودوركوفسكي. وفي تعليقات أذاعها التلفزيون في 16 ديسمبر (كانون الأول) لمح بوتين إلى ضلوع خودوركوفسكي في جرائم قتل، وقال إن المحكمة أثبتت جرائمه الاقتصادية، مضيفا «أي لص يجب أن يكون مصيره السجن».